المحاكاة أسلوب تربوي لتعليم الأطفال مناسك الحج

بهدف التربية عن طريق المحاكاة، وإيصال المعلومة بشكل أفضل، استثمر بعض الأهالي الميزة التي يتمتع بها الأطفال في الاكتساب السريع للمعلومة وتكوين شخصياتهم منذ الصغر، في تعليمهم مناسك الحج من خلال اصطحابهم للحج، رغم صغر سنهم، فيما أكد أخصائي تربوي أن التعليم بهذه الآلية هو جزء من بناء الشخصية لدى أكثر الأطفال، رغم ما فيه من المشقة والتعب لبعض الأطفال

بهدف التربية عن طريق المحاكاة، وإيصال المعلومة بشكل أفضل، استثمر بعض الأهالي الميزة التي يتمتع بها الأطفال في الاكتساب السريع للمعلومة وتكوين شخصياتهم منذ الصغر، في تعليمهم مناسك الحج من خلال اصطحابهم للحج، رغم صغر سنهم، فيما أكد أخصائي تربوي أن التعليم بهذه الآلية هو جزء من بناء الشخصية لدى أكثر الأطفال، رغم ما فيه من المشقة والتعب لبعض الأطفال

الثلاثاء - 07 أكتوبر 2014

Tue - 07 Oct 2014



بهدف التربية عن طريق المحاكاة، وإيصال المعلومة بشكل أفضل، استثمر بعض الأهالي الميزة التي يتمتع بها الأطفال في الاكتساب السريع للمعلومة وتكوين شخصياتهم منذ الصغر، في تعليمهم مناسك الحج من خلال اصطحابهم للحج، رغم صغر سنهم، فيما أكد أخصائي تربوي أن التعليم بهذه الآلية هو جزء من بناء الشخصية لدى أكثر الأطفال، رغم ما فيه من المشقة والتعب لبعض الأطفال.





أمر محمود



ودعم الأخصائي التربوي الدكتور حشيم البركاتي توجه الآباء في تعليم أبنائهم مناسك الحج من خلال اصطحابهم لأداء النسك، لما فيه من تعليم للطفل، وإدراكه لما يحصل حوله.

وقال الدكتور البركاتي لـ»مكة» إن تعليم الأطفال مناسك الحج ليس بأن ينتقلوا من منى إلى عرفة ثم المزدلفة، والعودة إلى منى مجددا، إنما يقصد منه أن يتعلم الطفل أن العبادة فيها شيء من المشقة، وكلما كانت هناك مشقة أكثر كان الأجر مضاعفا، لافتا إلى أن هذا الأمر أيده النبي، صلى الله عليه وسلم، وهو أمر محمود.





التربية بالمحاكاة



وأشار أستاذ أصول الفقه المشارك بجامعة أم القرى الدكتور خالد بابطين لـ»مكة» إلى أن ذلك من الأساليب التربوية للأطفال، وهي عظيمة النفع، فالتربية بالقدوة أو ما يمكن تسميته (التربية بالمحاكاة)، من المقرر عند الفقهاء، وهو محل اتفاق صحة الحج من الصبي، وله في ذلك أجر كما هو الحال بالنسبة للوالدين اللذين اصطحبا معهما طفلهما للحج.

وأضاف الدكتور بابطين: «إن الفقهاء نوهوا بأن ذلك لا يجزئ عن فريضة الحج، بحيث إن ذلك الطفل إذا بلغ مبلغ الرجال فإن عليه أن يؤدي فريضة الحج، ومن الأدلة على صحة حج الطفل الصغير ولو لم يكن مميزا، حديث تلك المرأة التي رفعت للنبي، صلى الله عليه وسلم، صبيا صغيرا، قالت «يا رسول الله ألهذا حج؟ قال: نعم ولكِ أجر».





ترسيخ القيم



وأكد استفادة الأطفال أنفسهم من تجربة أداء مناسك الحج حال اصطحاب آبائهم لهم، إذ سيمرون بمواقف تربوية قلما يجدونها في كتاب مقروء أو مقطع مشاهد، ولهذا على من اصطحب أطفاله الصغار لأداء نسك الحج أن يستغل تلك المواقف في ترسيخ قيم تربوية وآداب شرعية جاء بها الإسلام، مبينا أن الطفل بهذه الطريقة لن ينسى تلك الرحلة المفعمة بالأجواء الإيمانية، حتى إذا كبر وبلغ مبلغ الرجال فلن تغيب عن مخيلته تلك الحجة أبدا، وسترسخ تلك القيم السامية في نفس وقلب ووجدان ذلك الطفل الصغير.





أمر الطفل



وشدد أستاذ أصول الفقه على من أراد اصطحاب أطفاله معه لأداء مناسك الحج أن يأمر الطفل بإتيان جميع ما يتعلق بالمناسك كالإحرام، والتجرد من المخيط، وأن يمنعه من محظورات الإحرام المعلومة عند الفقهاء، إضافة إلى أن يطوف ويسعى به إلى آخر أعمال المناسك، بهدف حصول الطفل على الأجر والمثوبة، وإلا فلا يشغل نفسه ولا طفله بأعمال المناسك.





منظمو حملات



من جهته، اعتبر أحمد دهان (أحد المطوفين) أنه من الأفضل عدم اصطحاب الأطفال للحج مع آبائهم، بسبب وجود الازدحام في المشاعر المقدسة، حتى لا يتعرضوا لأي مكروه، وحال بلوغهم سن الرشد بإمكانهم أن يحجوا الفريضة.

وأفاد دهان بأن بعض الحجاج الذين حرصوا على اصطحاب أبنائهم للحج وتعليمهم النسك، بعد أن كبروا أصبحوا من منظمي حملات الحج لدرايتهم بهذا الأمر، لافتا إلى أن فرنسا تعد أكثر الدول من حيث اصطحاب الأطفال للحج، بغية تعليمهم مناسك الحج.