فقاعات القهوة بشارة مال ومرارتها عروس

«القهوة لا تشرب على عجل، القهوة أخت الوقت تشرب على مهل» في القلب والقالب تنتسب هذه الكلمات إلى محمود درويش إذ جعل منها شقيقة لعقارب الساعة وعميدة الحكمة والتروي لكنها في الوقت الحالي لم تعد كما وصفها درويش إذ باتت رسولة التنبؤ والاحتمالات.

الحذر عند ارتشاف القهوة حسنة لا بد منها، فبحسب ما يعتقده البعض وخصوصا معشر النساء فإن لحظة سكب القهوة في الفنجان هي أولى الدقائق الحاسمة لتحديد الشخص الذي ستكرمه القهوة بحسناتها، فإما أن يتلقف فنجانه دون انتباه أو يقتنص الفرصة لمراقبة تجمع فقاعاتها على السطح، فإن بدأت الفقاعات بالتلاشي باتجاه شخص معين فهذا نذير خير له بحلول ما يتمناه من الرزق والخير.

وتقول نور المنيفي إن القهوة سيدة المزاج وليس لها سيادة على ما يعتقده الناس من أنها قد تجلب الخير أو الشر، وإن مراقبة فقاعات القهوة تتداولها النساء بقصد المرح والاستمتاع وليس الاعتقاد.

وفي الوقت الذي يستمتع فيه بعض الناس بالقهوة هناك من يتجرع مرارتها ويجبر على التحمل وإظهار ابتسامة الرضا، وهناك عادات شائعة لدى بعض الدول والتي تأخذ شكل الاختبارات تقوم بها بعض العوائل لاختبار قدرة العريس على تحمل مرارة الحياة وعلقمها، ويبدأ الاختبار بفنجان القهوة، فيضاف إليه الملح بكمية كبيرة حتى تطغى الملوحة على مذاق القهوة المحلاة بالسكر، ويقدم الفنجان إلى العريس، فإن تقبل الطعم فهذا دليل على رغبته الشديدة والجادة بالزواج من ابنتهم، أما لو تذمر ولم يكمل فنجانه فهذه علامة دالة على الرفض وفسخ عقد الزواج حتى قبل أن يتم.