الأسرة الصالحة نواة المجتمع الصالح (2)
«لاعبه سبعاً، وأدبهُ سبعاً، وصاحبهُ سبعاً»..
عبارةٌ تواردتها كتبُ الأدب عن الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان وربما تُنسب إليه.. وهي تصف طبيعة المراحل الثلاث في نوعية العلاقة بين الأب وابنه أو ابنته.
إن أعظم نعمةٍ يُنعم بها المُنعم على الرجل أو المرأةِ هي نعمة الإنجاب.. وهي هَبَتُه جلَّ في علاه:
«لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاء يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ».
ويتجلى جمال هذه النعمةِ الموهوبةِ بالفعل في السنوات الأولى للطفل - بنتاً كانت أو ولداً.
«لاعبه سبعاً، وأدبهُ سبعاً، وصاحبهُ سبعاً»..
عبارةٌ تواردتها كتبُ الأدب عن الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان وربما تُنسب إليه.. وهي تصف طبيعة المراحل الثلاث في نوعية العلاقة بين الأب وابنه أو ابنته.
إن أعظم نعمةٍ يُنعم بها المُنعم على الرجل أو المرأةِ هي نعمة الإنجاب.. وهي هَبَتُه جلَّ في علاه:
«لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاء يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ».
ويتجلى جمال هذه النعمةِ الموهوبةِ بالفعل في السنوات الأولى للطفل - بنتاً كانت أو ولداً.
الأحد - 28 سبتمبر 2014
Sun - 28 Sep 2014
«لاعبه سبعاً، وأدبهُ سبعاً، وصاحبهُ سبعاً»..
عبارةٌ تواردتها كتبُ الأدب عن الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان وربما تُنسب إليه.. وهي تصف طبيعة المراحل الثلاث في نوعية العلاقة بين الأب وابنه أو ابنته.
إن أعظم نعمةٍ يُنعم بها المُنعم على الرجل أو المرأةِ هي نعمة الإنجاب.. وهي هَبَتُه جلَّ في علاه:
«لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاء يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ».
ويتجلى جمال هذه النعمةِ الموهوبةِ بالفعل في السنوات الأولى للطفل - بنتاً كانت أو ولداً.
وقد يسأل سائلُ:
لماذا قدمَّ سبحانه وتعالى في الآية الكريمة الإناث على الذكور، بينما قدمَّ في الآية التالية الذكران؟
والجواب المحتمل - والله أعلم- قد يكون هناك ثمة احتمال في تقدم الإناث على الذكور بأن يكون رعاية لفواصل الآيات بغرض التحفظ على الإيقاع اللفظي لها، يجعلها ذات سجع ونسقٍ واحد، وهو ما يُضفي على الكلام ما يُعرف في علم البلاغة بـ»الُمحسِّن البديعي».
أو أن هناك احتمالا قد يكون سبباً للتقديم، وهو البدءُ في تصحيح ثقافةٍ كانت تسود المجتمع الجاهلي مفادُها أن الإناث بلاءٌ وشقاء:
«وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ» (58) يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ(59)» (النحل).
ونعود معاً إلى مقولة الافتتاح: «لاعُبه سبعاً، وأدبه سبعاً، وصاحبه سبعاً...» والتي ورد في ختامها: «ثم اترك حبله على غاربه»، ولا تصحُّ في رأيي الخاتمةُ دون اكتمال وإتقان التنفيذ في كل سبع من الثلاث.
ولكن للأسف الشديد، فإن البعض يكتفي بمقولةٍ خياليةٍ خاوية خالية، مفادها الافتراضي: أنجبهُ.. ثم اترك حبلهُ على غاربه!!
ومن هذا وبهذا المفهوم الخاطئ دبَّ الوهن ودب الضعفُ في أوصال الأمة، حينما تُرك الحبلُ على غاربه دون الانتقال القويم والسلس للمراحل الثلاث الأول.
إن ارتباط الولد بوالده هو البداية الحقيقيةُ لارتباطه بالوطن، فإذا كانت العلاقة فاترةً بينهما فسيتواصل هذا الفتور ويكبر على مدى الأيام حتى يصبح الولدُ أنانياً متهرباً من كل مسؤوليةٍ، خاليا وفاضه من الحميمية وبهاء الانتماء، ويرفضُ أي حبلٍ يَمتدُّ إليه أو نحوه.. فقد اعتاد أن يُترك حبلُهُ على غاربه!
ولعل من أبرز وأخطر صور انحراف الشباب هذه الأيام انعدام التواصل المرحلي بينهم وبين أسرهم منذ البدء، ذلك أن الأسرة – أباً وأماً وأقرباء – هي الحاضنة الأولى للتنشئة، والعتبة الأولى لسلم الحياة، فإن كانت غير أمينةٍ أو بها اعوجاجٌ نشأ الابن على شكل مشابهٍ لما شب عليه، ذلك أن الولد في أسرته ينمو وتنمو معه مداركه المعنوية والمادية، مستنشقاً هواءها ومرتشفاً ماءها ومرتدياً كساءها. وأي خطأً أو خللٍ لتوازنه سينعكس على فكره وطرائق معاملاته مع الآخرين..وقد يصاب بداء التخلي عن أسرته، وإن فعل..فسيدفعه للتخلي عن الانتماء إلى الوطن، وترك الإحساس بالمسؤولية الوطنية.
وقد يستغلُ بعضُ الغواة هذا النفر من المُضَلَّلين الذين فقدوا القدرة على النظر حولهم واستلهام عبَر التاريخ ودروسه.
كلّ هذه الأدواء اللعينة تتخلَّقُ أمصالُها الشافية بعون الله في العيادة الطبية المبكرة داخل الأسرة التي يتربى أولادها على البر والرحمة والحنان والمحبة وصلة الأرحام، ورحمة الكبير للصغير، واحترام الصغير لمن يكبره سناً، دون أن يُعَدَّ ذلك عطاءً أو مَناً.
ولا شك أن المثل البلدي القائل: «إذا كبر ولدك خاويه» قد أكسب الأب أخاً من ولده، وأكسب الولدَ أخاً هو أبوه.
وإني لأعجب كيف يشغلُ مال والداً عن ولده؟! وكيف يأخذ منصب ابناً من أبيه؟! وقد وهبَهُ اللهُ هذا النعمة الكبرى، بأن قدَّرَ له امتداداً في الحياة وذكراً موصولاً بعد الممات، في حين تذهب الأموال وتفنى الأعمار..ولا يبقى لابن آدم بعد موته إلاَّ ثلاث:
صدقةٌ جارية، وعلمُ ينتفع به، وولدُ صالحُ يدعو له.
وهكذا كان رمضان وعيدُ فطره المبارك، اللذان عشناهما قبل أكثر من شهرين، تأكيداً للمغردين خارج سرب الأسرة الُمُوحَدةِ والمتماسكة حول حقيقة ما يستفادُ من هذا التجمع الأسري.
فليت العام كله رمضان.. كما قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
ولا أنكر الأثر السلبي الذي أوجده الإعلام عموماً والخاص بصفةٍ خاصة، حين جعل هذا الشهر الكريم موسماً مكثفاً لعرض مسلسلات وبرامج لا تَمُتُّ للشهر الكريم بصلةٍ أو صفةٍ، بل صارت ملهاةً ومدعاةً للفرقة والانقسام الأسري، بسبب الاختلاف بين أفراد الأسرة الواحدة في الاختيار بين الأسوأ منها، فصار للبعض جهازه ومجلسه الذي وسَّعَ الفجوةَ وزاد الشقةَ والتباعد.
وكم أتمنى لو جعل غيرُه من الشهور لهذا العبث، إن لم نستطع القضاء على هذا العبث في كل أيامنا، وخصص رمضان لكل ما يقرب إلى الله، واستغلال الروح الإيمانية التي يوفرها ويبثها في كل النفوس.
«وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَ?ئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤولًا».