العقار هو السبب

بعد الارتفاع الجنوني لأسعار العقار في المملكة خلال السنوات الأخيرة، التي وصلت إلى 1000% خلال أقل من 10 سنوات في العديد من المناطق، فإننا نستطيع القول بأن ما يحدث في سوق العقار من ارتفاع للأسعار واحتكار للأراضي هو السبب لجميع أو معظم مشاكلنا سواء الاقتصادية أو السياسية أو الاجتماعية.

فهو السبب لانخفاض راتبك.

فبعد أن كنت تدفع 3,000 ريال من راتبك شهرياً للسكن (سواء إيجار أو قسط تملك) فإنك أصبحت تدفع 6,000 ريال بسبب ارتفاع الأسعار.

ففي حال كان راتبك 10,000 ريال فأنت تدفع 60% للسكن بدل 30% كما هو المعدل في معظم دول العالم.

فإذا كان يتبقى من راتبك سابقاً 7,000 ريال، فإنه يتبقى لك 4,000 ريال فقط حالياً.

- هو السبب في ارتفاع أسعار جميع السلع.

فبعد أن كان يدفع صاحب المحل التجاري 50,000 أو 100,000 ريال سنوياً إيجارا لمعرضه و 30,000 ريال سنوياً سكناً لعماله فإنه يدفع الآن 200,000 أو 300,000 ريال للمعرض و 90,000 لسكن العمال.

كل هذه الارتفاعات سوف يتحملها المستهلك بشكل مباشر.

فتجد أن سعر الملابس ارتفع وسعر الأكل ارتفع وحتى عندما تقوم باصطحاب أطفالك للملاهي تجد أن أسعار التذاكر ارتفعت! كل ذلك لماذا؟ لأن أسعار الإيجارات عليهم ارتفعت بشكل جنوني.

- هو السبب في عزوف الشباب عن الزواج.

فتكلفة قاعات الأفراح ارتفعت واستئجار سكن للزوجية ارتفع أيضاً وحتى حجم الغرف المستأجرة أصبح أصغر.

- هو السبب في تعطل المشاريع التنموية.

فوزير الإسكان صرح أن شح الأراضي هو السبب الرئيسي في تعطل مشاريع الإسكان.

والمتابع لمشاريع الدولة يجد أن ميزانية التعويض في نزع الأراضي للعديد منها وصل لأرقام فلكية استنزفت من ميزانية الدولة الشيء الكثير، فتكلفة تعويض نزع الأراضي لمشروع مترو الرياض مقدر أن يكلف الدولة حوالي 13.5 مليار ريال وهو ما يمثل 20% من إجمالي تكلفة المشروع.

- هو السبب في ارتفاع الرسوم المدرسية وتكلفة العلاج في المستشفيات الخاصة.

فالعائد على استثمار هذه المشاريع أصبح غير مجدٍ بالأسعار القديمة فلا يجد صاحب المدرسة أو المستشفى مفراً من رفع الأسعار.

- هو السبب في تدني مستوى الخدمات، لدرجة أن أحد المطاعم لا توجد به دورات مياه والسبب أن الإيجار غالٍ ويجب استغلال كامل المساحة في حين أن نفس المطعم في أمريكا لديه دورات مياه كبيرة ودورات مياه إضافية خاصة للأطفال والرضع.

لذلك لا نبالغ إن قلنا إن العقار هو السبب لكل مشاكلنا.