هل تحب مدرستك؟.. أكره مدرستي!

لماذا يكره الأطفال والكبار العودة للمدارس؟ لماذا لا تمثل العودة للصفوف والكتب والأصدقاء أمرا مبهجا للطلاب؟ ما الذي جعل الجموع الغفيرة من المتعلمين الصغار والكبار يمضون أيامهم وهم يترقبون الإجازات السنوية والعرضية والاستثنائية والمطرية؟ هناك خلل ما في مكان ما، خلل في أشياء كثيرة قد نختصرها في عدم وجود بيئة جاذبة في المدارس

عدم توفير ما يتوافق مع العصر التقني المتسارع، فالطالب يرغب في إنهاء الساعات الدراسية بأسرع وقت ليعود إلى أجهزته التي توفر له المعلومة والترفيه والمشاركة والأصدقاء الافتراضيين الذين بات يفضلهم الجميع حتى الكبار على أصدقائهم الفعليين على أرض الواقع

ما الذي يحدث نفسيا في المدارس، في وعي الطلاب؟ لماذا لا يشعرون بالسعادة وحب العلم وحب المدرسة واحترام المعلم؟ من الذي سرق منهم المعنى السامي العظيم لمفهوم التعليم؟البعض يرى أنه بسبب المعلمين، البعض الآخر سيرمي السبب على الأسرة، آخرون سيقولون الإدارة المدرسية

في الوقت الذي تكون هذه الأسباب جزءا من المشكلة، فإن المشكلة في مكان آخر، إنها عميقة وليست على السطح، إنها في فكر ومشاعر ونفسية الطالب والمعلم والأسرة

فقد الطالب انتماءه للعلم وللمعنى العظيم ليكون له معلم

وفقد المعلمون تواصلهم مع الطلاب، فقدت روح الطالب والمعلم وغابت الحكمة التي تقول «حين يكون التلميذ مستعدا يأتي المعلم»، أصبح المعلم يعمل لأجل انتظار نهاية الشهر، يعمل بأمانة نعم، لكنه لا يشعر بالتقدير كونه معلما

الأسرة أيضا تتخلص من أبنائها بالزج بهم في منظومة التعليم على أية طريقة كانت

نعم كره التعليم أصبح ظاهرة نفسية اجتماعية من الصعب التغاضي عنها، وإلا فما معنى الفرح الكبير الذي يشعر به طفل في الابتدائية حين يعلم أن هناك يوم إجازة؟