أصداء الطقطيقة تنعش ذكريات الزمن الجميل
بكرتين صغيرتين يربطهما حبل رفيع، يثبتهما خاتم، يزداد التحدي في اختلاف ضبط الإيقاع بالمهارة، بينما يمارسها آخرون بإظهار مهارة يغيب فيها صوت اللعبة، وتبدأ بالدوران السريع، وتدعى بالمروحة
بكرتين صغيرتين يربطهما حبل رفيع، يثبتهما خاتم، يزداد التحدي في اختلاف ضبط الإيقاع بالمهارة، بينما يمارسها آخرون بإظهار مهارة يغيب فيها صوت اللعبة، وتبدأ بالدوران السريع، وتدعى بالمروحة
الثلاثاء - 30 ديسمبر 2014
Tue - 30 Dec 2014
بكرتين صغيرتين يربطهما حبل رفيع، يثبتهما خاتم، يزداد التحدي في اختلاف ضبط الإيقاع بالمهارة، بينما يمارسها آخرون بإظهار مهارة يغيب فيها صوت اللعبة، وتبدأ بالدوران السريع، وتدعى بالمروحة.
«الطقطيقة» كما يحلو للبعض تسميتها، لعبة بدائية تنقلت بين الأجيال منذ سنين طويلة، بدليل وجودها معلقة على أسلاك الكهرباء، وعلى الرغم من التطور التكنولوجي المذهل الذي احترفه أطفال اليوم في ألعابهم الالكترونية، إلا أن الطقطيقة تفرض وجودها، ففي كل زمن تظهر كبديل للألعاب التي شملتها موجة ارتفاع الأسعار، إلا أنها أيضا لم تبق بسعرها القديم حيث تتراوح أسعارها ما بين الريالين والخمسة، بعد أن كانت تباع بنصف ريال.
أحد الأطفال ممن يتقنون فن اللعبة يدعى أحمد، يقول: أجتمع بأصدقائي يوميا لممارسة اللعبة، ويبدأ التحدي بقوة التركيز من خلال تحريكها سريعا دون أن ترتطم الكرتان وبشكل متواصل دون توقف لأطول فترة ممكنة، فإذا ما اصطدمتا خسر اللاعب ليأتي دور صديقه دون مبالاة بالضجيج الذي تحدثه اللعبة، مضيفا أنها ذات فكرة بسيطة، إلا أنها تتطلب التركيز للبقاء فترة أطول.
الطفل ريان يقول: والدي اندهش عندما دخلت إلى المنزل وفي يدي «الطقطيقة»، وأخذها مني وبدأ في اللعب بمهارة، في إيحاء إلى وجود اللعبة منذ طفولة والده، وطلبه توفير واحدة أخرى لتشتد المنافسة بين الطفل ووالده، مؤكدا أن مشاعره لا توصف عندما يشاركه والده اللعبة بعكس الألعاب الالكترونية التي لا تستهويه، لتكون اللعبة الوحيدة التي تشاركاها.
من جهته قال الباحث الاجتماعي أحمد السناني، الجميع يعلم بأن الألعاب المعتادة تغزو الأحياء وتنتشر في أوقات مختلفة كالمناسبات، وعلى الرغم من أن أغلب الأطفال أصبحوا يفضلون اللعب بالأجهزة الالكترونية الحديثة، إلا أن حنين اللعب بالألعاب الشعبية لا ينتهي.
وزاد: الغريب هو انتشارها، والذي يدل على أن التأثير واضح على بعض الأطفال، وكذلك بيعها وتوزيعها على الأطفال بأسعار مناسبة، وكم نتمنى أن تحظى بمتابعة من قبل الجهات المعنية، ومن المفترض، تفعيل دور الخدمة الاجتماعية لنوادي الأحياء لتكون تحت متابعة ورقابة من أهالي الأحياء، وتعاونهم مع بعضهم بعضا، من خلال تنظيم الندوات التثقيفية والاجتماعية والتوعوية والترفيهية والشعبية، لتنعكس إيجابا على دور المراكز.
وأضاف السناني: بدلا من تلك المشاهدات التي لا تعود على الأبناء بالنفع، يجب تكثيف المتابعة على الأبناء وتثقيفهم بدلا من التسكع وضياع الوقت، ولا أضع اللوم على الأبناء بقدر ما أضعه على أغلب الآباء الذين لا يتابعون ولا يهتمون بالنشء، فمرات أستوقفهم لسؤالهم عن أحوالهم والاستماع لوجهات نظرهم، فأجد إجابات البعض منهم أن أولياء أمورهم لا يعلمون عن أماكن تواجدهم، فالحال يقول ماذا تتوقع من هؤلاء بالمستقبل؟، سجناء أحداث أم طلاب علم أم أبناء مشردون، تتوقع منهم ارتكاب أي جرم وأن يكونوا صيدا سهلا لذئاب الليل أو أداة لتهريب المخدرات والسطو أو أن يستغلوا جنسيا.
وكم تمنيت أن يبدأ احتواء فئة الناشئين والشباب من قبل المراكز المعنية لإكسابهم مهارات تعود عليهم بالنفع.