السادوماسوشية وطائفة الموت باسم الجهاد

أرجعت الكاتبة نانسي كوبرن الأسباب الدافعة للانتحار باسم الدين أو الفكر هو التعاسة التي يعيشها المنتحر، وكذلك أعمال للعنف المبالغ فيها، فليس من الطبيعي أن يتم قطع رأس أحد من البشر علناً، ويقدم أمام الكاميرا بابتسامة، ولا إضرام النار في الإنسان وهو حي

أرجعت الكاتبة نانسي كوبرن الأسباب الدافعة للانتحار باسم الدين أو الفكر هو التعاسة التي يعيشها المنتحر، وكذلك أعمال للعنف المبالغ فيها، فليس من الطبيعي أن يتم قطع رأس أحد من البشر علناً، ويقدم أمام الكاميرا بابتسامة، ولا إضرام النار في الإنسان وهو حي

الاثنين - 16 فبراير 2015

Mon - 16 Feb 2015

أرجعت الكاتبة نانسي كوبرن الأسباب الدافعة للانتحار باسم الدين أو الفكر هو التعاسة التي يعيشها المنتحر، وكذلك أعمال للعنف المبالغ فيها، فليس من الطبيعي أن يتم قطع رأس أحد من البشر علناً، ويقدم أمام الكاميرا بابتسامة، ولا إضرام النار في الإنسان وهو حي.

وترى كوبرن في مقالها المعنون بـ " السادوماسوشية وطائفة الموت الجهادية" المنشور في مجلة تابلت، أن المحفز مبني على نزعة نفسية سادوماسوشية، وتعني التعطش للعنف والقوة والسيطرة، من خلال إلحاق الأذى بالأخرين، هذا هو المحرك الغير معلن لداعش والجماعات المشابهة لها بمختلف الأيدولوجيات.

فقد قدمت أدوات التحليل النفسي وجهات النظر التي قد لا يدركها العسكريون، ومتخصصي الأمن القومي، والعدالة الجنائية والصحفيون، فلا يمكنهم رؤية القاتل على أنه مريض نفسي، فإن إنكار السادية من المفارقات التي أعطت الجهاديين الفرصة لممارسة سلوكهم بتفسير ديني طائفي، كذلك الجمهور والمتابعين لهذه الأعمال من أكبر المشجعين لهم على الاستمرار.

وتوضح كوبرن "تتواصل داعش معنا بأقصى درجات العنف المتوقع من البشر، وتستغل مخاوفنا عن طريق التماثل الإسقاطي، فالوحشية التي ارتكبتها مؤخراً في قضية الطيار معاذ الكساسبة استهدفوا من خلالها إنشاء فيديو معاصر لمشهد من القرون الوسطى، وغايته ترويعنا من أجل تعزيز هدف استراتيجي، وهو استدعاء التبعية لهم أو من يصبوا غضبهم علينا".

كما أن الإرهابيون أنفسهم لا يدركون مدى وضوح سلوكهم المنحرف، فهم لا يملكون القدرة على النظر في سلوكهم أو فهمه نفسيا، نتيجة لسوء نشتهم وتربيتهم، ومع هذا فهم لا يدركون أن الإسلام الحقيقي فضحهم في عيون العالم.

ويمكن فهم النار – أيضا- في سياق التحليل النفسي، بأنها رمز على الغضب المطلق، وتنقية لهاجس الشعور بالدناءة المرتبطة بعمق بالعار الذي يدعمه اعتقادهم بأن احتياجات الإنسان العادي غير طاهرة، لذا يجب عليهم أن يجدوا كبش الفداء ومن ثم قتل الفاسد ودعوتنا للمشاهدة متلصصين، ولكن ماذا عن الغربيين معتنقي الدين حديثاً الذين ينضمون إلى الطوائف الجهادية؟ ما الذي يجذبهم؟ الأسباب نفسها تقريباً، فمن خلال دراسة طفولتهم فإن أغلبيتهم تربوا في أسر غربية استبدادية أو تفتقر إلى البنيان الأبوي، والعديد من هؤلاء المجرمين يظهرون علامات سادوماسوشية، فهم يسعون للسلطة من خلال السيطرة والتلاعب وإجبار الأخر على الانصياع.


ونؤكد على أن حرق الطيار الأردني أوضح المنطق المنحرف لداعش ، فبعض الجهاديين يجدون صعوبة في فهم أو الإحساس بالشفقة والعاطفة، فهم مهووسون بتعذيب الآخرين من أجل أن يروا مشاعر الألم الظاهرة على ملامحهم، من الممكن أن تستعرض النار غضبهم، على الرغم من أنهم يدعون حب الموت، في المقابل من المهم أن نؤكد على حقيقة أن الكثير من المشاهدين يستمتعون بهذا النوع من الشذوذ.

فمثلاً المفكر الفرنسي جان بودريارد الذي كتب "على الجميع أن يبتهج من منظر انهيار برجي مركز التجارة العالمي"، فنسبة غير معروفة من الناس يرون هذه المقاطع المهولة مفرحة، لذلك تعرض هذه المشاهد على نطاق واسع وتُحدث دعاية فعالة للمسألة الجهادية، وكل هذا وهم نتيجة فشلنا في أخذ سادية الجهاديين بعين الاعتبار، وغياب دراسة تطورها منذ طفولتهم المبكرة التي تنمو وتتحول إلى سادية بشعة.