فارق السن بين الأزواج إشكالية تحلها مهارات التعامل
في الوقت الذي ينصح فيه الخبراء الاجتماعيون بالأخذ في الاعتبار فارق السن بين الزوجين، تختلف الآراء بين احتمال أن يؤثر تباعد الأعمار سلبا على الحياة الزوجية من عدمه، مع اعتبار أن تنمية مهارات التعامل بين الزوجين تحقق النجاح والسعادة الزوجية
في الوقت الذي ينصح فيه الخبراء الاجتماعيون بالأخذ في الاعتبار فارق السن بين الزوجين، تختلف الآراء بين احتمال أن يؤثر تباعد الأعمار سلبا على الحياة الزوجية من عدمه، مع اعتبار أن تنمية مهارات التعامل بين الزوجين تحقق النجاح والسعادة الزوجية
الخميس - 11 سبتمبر 2014
Thu - 11 Sep 2014
في الوقت الذي ينصح فيه الخبراء الاجتماعيون بالأخذ في الاعتبار فارق السن بين الزوجين، تختلف الآراء بين احتمال أن يؤثر تباعد الأعمار سلبا على الحياة الزوجية من عدمه، مع اعتبار أن تنمية مهارات التعامل بين الزوجين تحقق النجاح والسعادة الزوجية.
عوامل اجتماعية
وأفاد رئيس مركز التنمية الأسرية بالأحساء الدكتور خالد الحليبي بأنه لا يمكن الحكم بصورة مطلقة على أن فرق العمر الكبير بين الزوجين يؤدي إلى فشل أو نجاح الحياة الزوجية، فكل علاقة زوجية تحكمها عوامل وظروف اجتماعية ونفسية تختلف عن العلاقات الأخرى.
وأوضح الدكتور الحليبي أن تجربة الرسول عليه الصلاة والسلام من أنجح الزيجات عند زواجه من السيدة خديجة التي يصغرها بنحو 15 عاما، ففارق السن ليس هو العائق الذي يفرق اثنين وجدا أن حياتهما توافرت فيها عوامل النجاح من المودة والألفة والمحبة بينهما والقناعات الشخصية، لافتا إلى أن السعودية تشهد أكثر من 34 ألف حالة طلاق، وهذه الحالات لا تنتج من النساء اللاتي يكبرن أزواجهن، إنما كانت نتيجة لعدم توافر عوامل النجاح ومهارات التعامل بينهما.
الزوجة الأصغروأشار الحليبي إلى أفضلية اقتران الزوج بزوجة أصغر منه لأسباب اجتماعية عدة، منها العرف الاجتماعي، واعتبارات المرأة وسيكولوجيتها من ملامح كبر وشيخوختها الأسرع من الرجل، ورؤيتها لشخصيتها وتأثيرها على سلوكه.
وأكد أن فارق العمر المعتدل بين الزوجين يؤثر في العلاقة الزوجية إيجابا إذا تراوح الفارق بين أربعة وخمسة أعوام.
العمر العقلي
ويقول خبير الشؤون الأسرية علي العباد إن الاختلاف العمري له أثر سلبي على الحياة الزوجية، فعندما يكون الزوج في مرحلة الرشد والزوجة في مرحلة المراهقة، هنا تبرز مشكلات عدة تؤدي إلى فشل الزواج، من أهمها عدم التوافق النفسي بسبب الاختلاف بين المرحلتين.
وأكد العباد أن نجاح العلاقة الزوجية يرتبط بتنمية مهارة تعامل الزوج مع الزوجة، وتغلبه على المشكلات الزوجية، مشيرا إلى أن العمر العقلي والانفعالي له دور مهم في هذا الجانب أكثر من العمر الزمني في نجاح الحياة الزوجية، إذ إن الزوج عليه أخذ القرار الواعي في بداية الزواج باختيار الزوجة من جوانب عدة، خصوصا فارق السن، فكلما كان العمر متقاربا بينهما ساد التفاهم وتحقق النجاح.
أفضل خيار صحي
وكانت دراسة ألمانية حذرت النساء من أن الزواج برجال أصغر سنا يعجّل من احتمالات إرسالهن إلى القبور باكرا، إذ تشير الدراسة التي نشرت تفاصيلها في دورية الديموجرافيا في وقت سابق إلى أن الاقتران بشريك حياة أصغر سنا قد يزيد من احتمالات الوفاة الباكرة بنسبة 20%.
وأشارت إلى أن المخاطر لا تتوقف عند ذلك فحسب، فالزواج برجل أكبر سنا لا يقل خطورة، استنادا إلى خلاصة مستقاة من بيانات ما يقرب من مليوني زوج وزوجة من الدنمارك، في حين توصي الدراسة بتقارب عمري الزوجة والزوج كأفضل خيار صحي للزواج.
ضغوط المجتمع
واعتبر المأذون الشرعي عبدالله الجزيري أن الاختلاف في المرحلة العمرية بين الزوجين لا يقف عائقا في مسيرة عجلة الحياة الزوجية في شكلها الانسيابي والمعتدل والمستقر، ولكن يجب أن يُنظر إلى المسألة من ناحيتين، خاصة وعامة.
وقال الجزيري إن الناحية الخاصة تعود إلى الذوق الشخصي لكلا الزوجين، فإذا كان ذوق الزوج الشخصي يتقبل أن تكون زوجته أكبر منه سنا وحالته النفسية مهيأة لذلك فهو أمر لا بأس به، فالحياة الزوجية ستسير بسلام، وكذلك الزوجة إذا قبلت أن يكون زوجها يصغرها سنا فستكون الحياة مطمئنة بينهما، وتسير وفق ما يقدر لها من الاستقرار والاستقامة.
وأوضح أن الناحية الأخرى تعود إلى ذوق المجتمع وتأثيره على حياتهما الزوجية، وقد يقتنع الزوجان بفارق السن بينهما لكن المجتمع لا يتقبل ذلك.
اختلاف طبيعي
وأضاف: إذا تقبل الزوج فارق السن بصغره من زوجته في بداية الزواج، وعندما تحدث بينهما مشكلات بعد تقدم الحياة الزوجية ربما تظهر مسألة فارق السن بينهما، مما يصعد حجم الاختلاف والمشكلة بينهما ويؤدي إلى النفور والطلاق في بعض الحالات.
وبين أن المرأة تميل بطبيعتها إلى أن تكون أصغر سنا من زوجها، وتكون شخصيته أقوى منها، لأن ذلك يشعرها بالأمان والاحترام، ويوحي لها نفسيا بقدرته على أداء مهامه.