المرور والإحساس بالآخر
السبت - 04 مارس 2017
Sat - 04 Mar 2017
رجال الأمن السعوديون يضرب بهم المثل في التفاني والعزم والأداء والأمانة، فكل يوم يسطرون في ميادين الشرف والخدمة أسطرا من نور. غير أن البشر بطبيعتهم ليسوا فوق الخطأ، أو الاجتهاد الخاطئ، خاصة إذا تعلق الأمر بالمرور والحركة في المدن أو القرى والطرقات والخطوط السريعة.
والإحصاءات التي نشرت في الصحف، والصادرة من وزارة الصحة تؤكد أن هناك تحسنا في انخفاض نسبة الوفيات والإصابات الناتجة عن الحوادث المرورية، كما أظهرت إحصائيات الهلال الأحمر السعودي انخفاضا في معدل عدد الوفيات الناتجة عن إصابات الطرق، وقد جاء ذلك نتيجة إسهام نظام ساهر الخاص بضبط ورصد مخالفات السرعة في الشوارع والطرق السريعة.
ومن هنا يتضح كيف طور المرور عمله، وذلك بإدخال التقنية الحديثة التي منها نظام ساهر وتوطين وظائفه والأنظمة والبرامج والتقنيات من خلال الأفراد ورجال المرور، كما أصبحت الغرامات المرورية رافدا مهما من روافد وزارة الداخلية.
ولا شك أن إدارة المرور تعي وتدرك تمام الإدراك أن السرعة ليست الخطأ والخطر المروري الوحيد، فنجدها أقامت الحملات المرورية بخصوص ربط الحزام، والاهتمام بسلامة المركبة والعديد من البرامج التي تشكر عليها. ولا شك أن إدارة مثل إدارة المرور تحتاج دائما للتطوير وتحسين الأداء وتحسين صورتها لدى الجمهور وعمل الدورات للأفراد لرفع الكفاءة وتقديم نموذج مشرف لرجل المرور، فضلا عن الاهتمام ببرامج التوعية والتركيز عليها في جميع الوسائل الحديثة للتواصل الاجتماعي والوسائل الأخرى التقليدية، لأن ذلك سوف يساهم بشكل فعال في الحد من الحوادث وتوفير الأموال الطائلة والمحافظة على الإنسان وأمنه وسلامته، وهي الغاية التي تسعى إدارة المرور إلى تحقيقها.
وكل مشكلة نجدها في الشارع هي في حقيقتها مؤشر على ضرورة بذل مزيد من الجهد والعمل من أجل حل المشكلة أو تخفيف حدتها في المرحلة الأولى، وعدم التحجج بالظروف المحيطة والأسباب الخارجية مثل ضيق الشارع ووجود أعمال بنية تحتية، وغير ذلك من أسباب خارجة عن نطاق عمل إدارة المرور. فالإدارة الخلاقة دائما تجد الحلول والطرق والوسائل الكفيلة بتخفيف حدتها حتى يتم حلها نهائيا.
ومن المشاكل التي نأمل من إدارة المرور إعطاءها مزيدا من الاهتمام هي مشكلة الوقوف الخاطئ في الشوارع الرئيسة والجانبية. وهذه المشكلة التي تجعل المواطن والمقيم يتساءل أين رجال المرور؟ فالوقوف الخاطئ أمام المحلات التجارية والمساجد والمدارس والمنازل وغير ذلك يساهم في كثير من المشاكل المرورية، ويتسبب في حوادث خطيرة يعرفها رجل المرور ويعي خطورتها، ومع ذلك لا نجد تواجدا قويا في الشارع من رجل المرور لحل هذه المشكلة، بالرغم من المحاولات الخجولة بين حين وآخر والتي لا يحس بها الجمهور.
وعدم الإحساس بالآخر مشكلة سلوكية مثل ظاهرة التهور والتفحيط، وفي رأيي أن مشكلة عدم الإحساس بالآخر يجب أن يبدأ علاجها من المدرسة والمنزل، كما أن البرامج المرورية التوعوية مهمة في هذا الخصوص وفي غيرها من سلوكيات خاطئة. وأشاهد في بعض الأحيان تجاوزات من هذا القبيل من بعض سيارات المرور سواء من جهة الوقوف الخاطئ أو ما يجري في حكم المخالفة المرورية أو من إضاءة الكشافات أثناء السير العادي. واستخدام الكاميرا في سيارات المرور التي تقوم بتسجيل سير المركبة الخاصة برجل المرور سوف يساهم في مزيد من الانضباط بالإضافة للدورات التدريبية المستمرة وعلى كل الدرجات والمستويات لرفع الكفاءة والخبرة. كما أن استخدام التقنية بربط إشارات المرور الكترونيا يساهم في انسياب الحركة بدلا من استخدام التحكم اليدوي لإشارة المرور، مما يزيد في بعض الأحيان من تفاقم المشكلة.
إن شوارعنا للأسف الشديد أشبه بميادين المعارك، والهجمات المرتدة والخروج المفاجئ والاستفراد بالطريق وتغيير المسار من أقصى الشمال إلى أقصى اليمين والسقوط على المسار الآخر وغير ذلك من أمور تندرج تحت انعدام أو ضعف الإحساس بالآخر، وهذا يحدث لضعف في تفعيل نظام المرور مما يجعل البعض ولو كانوا قلة ينجحون في تحويل الشوارع والميادين إلى معارك مرورية.
وختاما فالجميع يلمس مدى التطور والتقدم اللذين حققتهما أو تقوم بهما الإدارة العامة للمرور في سبيل رفع كفاءة الجهاز وتقديم أفضل الخدمات التي تصل بدون مبالغة إلى مستوى نظيراتها في الدول المتقدمة. وكلنا ثقة أن تستمر الإدارة العامة للمرور في رفع كفاءتها واستخدام التقنية والقيام بحملات شهرية يشعر بها المواطن والمقيم لضبط الشارع المروري وحمايته من المتهورين وفاقدي الإحساس بالآخر بدون إعاقة للحركة المرورية والله المستعان.
أسامة يماني - مستشار قانوني
osamayamani@
والإحصاءات التي نشرت في الصحف، والصادرة من وزارة الصحة تؤكد أن هناك تحسنا في انخفاض نسبة الوفيات والإصابات الناتجة عن الحوادث المرورية، كما أظهرت إحصائيات الهلال الأحمر السعودي انخفاضا في معدل عدد الوفيات الناتجة عن إصابات الطرق، وقد جاء ذلك نتيجة إسهام نظام ساهر الخاص بضبط ورصد مخالفات السرعة في الشوارع والطرق السريعة.
ومن هنا يتضح كيف طور المرور عمله، وذلك بإدخال التقنية الحديثة التي منها نظام ساهر وتوطين وظائفه والأنظمة والبرامج والتقنيات من خلال الأفراد ورجال المرور، كما أصبحت الغرامات المرورية رافدا مهما من روافد وزارة الداخلية.
ولا شك أن إدارة المرور تعي وتدرك تمام الإدراك أن السرعة ليست الخطأ والخطر المروري الوحيد، فنجدها أقامت الحملات المرورية بخصوص ربط الحزام، والاهتمام بسلامة المركبة والعديد من البرامج التي تشكر عليها. ولا شك أن إدارة مثل إدارة المرور تحتاج دائما للتطوير وتحسين الأداء وتحسين صورتها لدى الجمهور وعمل الدورات للأفراد لرفع الكفاءة وتقديم نموذج مشرف لرجل المرور، فضلا عن الاهتمام ببرامج التوعية والتركيز عليها في جميع الوسائل الحديثة للتواصل الاجتماعي والوسائل الأخرى التقليدية، لأن ذلك سوف يساهم بشكل فعال في الحد من الحوادث وتوفير الأموال الطائلة والمحافظة على الإنسان وأمنه وسلامته، وهي الغاية التي تسعى إدارة المرور إلى تحقيقها.
وكل مشكلة نجدها في الشارع هي في حقيقتها مؤشر على ضرورة بذل مزيد من الجهد والعمل من أجل حل المشكلة أو تخفيف حدتها في المرحلة الأولى، وعدم التحجج بالظروف المحيطة والأسباب الخارجية مثل ضيق الشارع ووجود أعمال بنية تحتية، وغير ذلك من أسباب خارجة عن نطاق عمل إدارة المرور. فالإدارة الخلاقة دائما تجد الحلول والطرق والوسائل الكفيلة بتخفيف حدتها حتى يتم حلها نهائيا.
ومن المشاكل التي نأمل من إدارة المرور إعطاءها مزيدا من الاهتمام هي مشكلة الوقوف الخاطئ في الشوارع الرئيسة والجانبية. وهذه المشكلة التي تجعل المواطن والمقيم يتساءل أين رجال المرور؟ فالوقوف الخاطئ أمام المحلات التجارية والمساجد والمدارس والمنازل وغير ذلك يساهم في كثير من المشاكل المرورية، ويتسبب في حوادث خطيرة يعرفها رجل المرور ويعي خطورتها، ومع ذلك لا نجد تواجدا قويا في الشارع من رجل المرور لحل هذه المشكلة، بالرغم من المحاولات الخجولة بين حين وآخر والتي لا يحس بها الجمهور.
وعدم الإحساس بالآخر مشكلة سلوكية مثل ظاهرة التهور والتفحيط، وفي رأيي أن مشكلة عدم الإحساس بالآخر يجب أن يبدأ علاجها من المدرسة والمنزل، كما أن البرامج المرورية التوعوية مهمة في هذا الخصوص وفي غيرها من سلوكيات خاطئة. وأشاهد في بعض الأحيان تجاوزات من هذا القبيل من بعض سيارات المرور سواء من جهة الوقوف الخاطئ أو ما يجري في حكم المخالفة المرورية أو من إضاءة الكشافات أثناء السير العادي. واستخدام الكاميرا في سيارات المرور التي تقوم بتسجيل سير المركبة الخاصة برجل المرور سوف يساهم في مزيد من الانضباط بالإضافة للدورات التدريبية المستمرة وعلى كل الدرجات والمستويات لرفع الكفاءة والخبرة. كما أن استخدام التقنية بربط إشارات المرور الكترونيا يساهم في انسياب الحركة بدلا من استخدام التحكم اليدوي لإشارة المرور، مما يزيد في بعض الأحيان من تفاقم المشكلة.
إن شوارعنا للأسف الشديد أشبه بميادين المعارك، والهجمات المرتدة والخروج المفاجئ والاستفراد بالطريق وتغيير المسار من أقصى الشمال إلى أقصى اليمين والسقوط على المسار الآخر وغير ذلك من أمور تندرج تحت انعدام أو ضعف الإحساس بالآخر، وهذا يحدث لضعف في تفعيل نظام المرور مما يجعل البعض ولو كانوا قلة ينجحون في تحويل الشوارع والميادين إلى معارك مرورية.
وختاما فالجميع يلمس مدى التطور والتقدم اللذين حققتهما أو تقوم بهما الإدارة العامة للمرور في سبيل رفع كفاءة الجهاز وتقديم أفضل الخدمات التي تصل بدون مبالغة إلى مستوى نظيراتها في الدول المتقدمة. وكلنا ثقة أن تستمر الإدارة العامة للمرور في رفع كفاءتها واستخدام التقنية والقيام بحملات شهرية يشعر بها المواطن والمقيم لضبط الشارع المروري وحمايته من المتهورين وفاقدي الإحساس بالآخر بدون إعاقة للحركة المرورية والله المستعان.
أسامة يماني - مستشار قانوني
osamayamani@