شبرا الطائف شاهد على التاريخ السياسي للسعودية

بفخامته وطرازه الفريد والغريب يقف قصر شبرا بمدينة الطائف شامخا ليحكي تاريخ حقبة زمنية تتجاوز المائة عام، حيث أنشئ هذا القصر الذي يعد واجهة الطائف التاريخية والأثرية عام 1323 الموافق 1905م.

يذكر مدير متحف وقصر شبرا خالد القهرة أن شبرا كان يقع قديما خارج سور الطائف شمال شرقي المحافظة، ويقع الآن في حي شبرا الذي سُمي على اسم القصر؛ ويأخذ الحي شكلا مستطيلا بين أحياء العقيق والعزيزية.

مبيّنا أن أعمال الترميم للقصر بدأت عام 1418هـ، وافتتحه الملك عبدالله بن عبدالعزيز؛ عندما كان وليا للعهد عام 1423هـ.

مؤكدا أن الترميم لم يغيّر في طراز البناء.

شبرا تاريخيا

القهرة أبان أن تاريخ القصر يعود لقرابة 112 عاما، وأنشأه الشريف عبدالله بن عون، مضيفا أن القيمة التاريخية للقصر تعود لكونه مقرا صيفيا للمؤسس الملك عبدالعزيز؛ وشهد شبرا كذلك استقبال الملك المؤسس التاريخي لابنه سعود بعد عودته من جنوب الجزيرة العربية عام 1355هـ، مشيرا إلى أن جلسات مجلس الوزراء في عهد الملك فيصل في الصيف كانت تعقد فيه.

الطابع المعماري

المزج بين العمارة الإسلامية والطراز الروماني؛ والذي يتجلى بوضوح في تصميم الأعمدة والأقواس، والرواشين؛ بالإضافة للأبواب والشبابيك المزينة بالزخارف الإسلامية من جهة أخرى؛ جعل من هذا القصر تحفة معمارية فريدة، تمت فيها الاستعانة ببعض المواد التي جلبت من خارج الجزيرة العربية، كالأخشاب التي تم جلبها من شرق آسيا، والرخام من إيطاليا.

ومن المشاهدات لزائر القصر فإنه يتكون من أربعة طوابق، حيث يظهر للزائر التناسق المبدع لأربع واجهات بنظام واحد، تظهر الرواشين ذات الزخارف الإسلامية على كل واجهة تتخللها أعمدة مصنوعة من الحجر والنورة وينتهي سور سطح القصر بزخرفة تميل إلى الطابع الروماني، مما أضفى جمالا على المنظر الخارجي من كل الجهات، وبني القصر من دور تحت مستوى سطح الأرض، تعلوه أربعة أدوار متماثلة، يتوسطها بهو رئيس واسع.

تشاهد بداخل القصر

زائر شبرا سيشاهد قسمين:

القسم الأول:

القصر التاريخي ويضم مكتب الملك فيصل، ومكتب الأمير سلطان بن عبدالعزيز، ومعلومات تاريخية عن شبرا.

القسم الثاني:

متحف الطائف الإقليمي الموزع على ملاحق القصر الشمالية، وهو عبارة عن ثلاث قاعات رئيسة.

- القاعة الأولى معروضات لما قبل الإسلام، وتضم عددا من الأدوات والقطع الحجرية والتي يعود بعضها للعصر الحجري.

- القاعة الثانية «الإسلامية»، حيث تحكي جوانبها تاريخ وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك معلومات ونبذة عن الخلفاء الراشدين، ومجموعة من المخطوطات والأدوات التي استخدمت في الكتابة قديما وبعض الشواهد التي توضح تطور الكتابة العربية.

- القاعة الثالثة تروي ملحمة توحيد المملكة على يد الملك عبدالعزيز، وتعرض مجموعة من التراث الشعبي السعودي والأسلحة القديمة من سيوف وخناجر وبنادق.