وش آية وفعل وشاية!
الوشاية هي أن تنقل شيئاً عن شخص بخبث قاصداً إلحاق ضرر به، وهو سلوك وضيع لا يصدر إلا عن من يبرر غايته بتلك الوسيلة
الوشاية هي أن تنقل شيئاً عن شخص بخبث قاصداً إلحاق ضرر به، وهو سلوك وضيع لا يصدر إلا عن من يبرر غايته بتلك الوسيلة
السبت - 06 سبتمبر 2014
Sat - 06 Sep 2014
الوشاية هي أن تنقل شيئاً عن شخص بخبث قاصداً إلحاق ضرر به، وهو سلوك وضيع لا يصدر إلا عن من يبرر غايته بتلك الوسيلة.
وعادة ما يكون الواشي شخصاً لطيفاً ذا وجه يحمل آيات القبول، فيكون «الوش آية والفعل وشاية».
ويعتمد الواشي على حجر صغير حقيقي ليبني فوقه جبلاً من الأوهام.
والمشكلة ليست في هذا «الواشي» (لأنه عادة ما يكون كائناً حقيراً سينكشف سريعاً)، ولا في «الموشى به» (لأنه عادة مظلوم، وتم الغدر به)، لكن المشكلة تكمن في «الموشى إليه»، لأنه عادة، وعبر التاريخ، لم يتكبد عناء مواجهة «الواشي» بـ»الموشى به» لوأد الفتنة في مهدها، بل انساق إلى الأول ونسي حق الثاني، والمُحزن المُبكي أن الثاني عادة ما يكون أقرب بكثير له من الأول.
ويعلمنا القرآن الكريم أنه «...إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين».
ولكي يتغلب الواشي على الأمر فإنه يخفي وجه الفاسق خلف قناع الورع، لتستقر الكرة مرة أخرى في ملعب «الموشى إليه» الذي يتعامل مع الواشي على أنه المهدي المنتظر، وأنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ومن خلفه، ويظن أنه موسى بينما هو فرعون بجنوده.
والوشاية تؤلم حين تكون بين الأصدقاء، وقد تسمى حينها خيانة، ويقول اليمني «أبو يعلى محمود الجمل» في مطلع قصيدة له: «زند الوشاية في الأخوة وار، يذكي الضغينة في القلوب بنار».
والفرق بين الوشاية ونقل المعلومة هو كالفرق بين البلاغ الكاذب والبلاغ الحقيقي، والأول تعاقب عليه قوانين معظم البلدان..وفي العالم كله تنتشر الوشايات في المؤسسات بين الزملاء، وهذه للأسف من الأمور التي يتفوق العالم العربي فيها على الغربي.فمتى يتوقف «الواشي» عن سلوكيات المواشي؟! ومتى يُحسن «الموشى به» إدارة الأمور كي لا يحاول أحدهم اصطياده؟ ومتى يقرأ «الموشى إليه» درس التاريخ ليعرف أن العلاقات الراسخة بين الأخوة وبين الأحباء وبين الدول، خربها مجرد «واشٍ»؟!.