محمد العقلا

الآثار السلبية لتعدد الإجازات الدراسية

الاحد - 04 ديسمبر 2016

Sun - 04 Dec 2016

لا يخفى على الجميع أهمية الإجازة بعد عناء العمل والتحصيل الدراسي، وهي نظام عالمي معمول به في جميع الدول بل وتؤكد عليه جميع الأنظمة والتشريعات الدولية، لما ينجم عنه من آثار إيجابية على أداء وإنتاجية كل من الموظف والعامل والطالب على حد سواء.



وقد تضمنت خطة العام الدراسي الحالي 1437/1438 أربع إجازات على مدار العام الدراسي، أولاها انتهت قبل أكثر من أسبوع سميت بإجازة منتصف الفصل الدراسي الأول ومدتها أسبوع، والثانية تبدأ في نهاية الفصل الدراسي الأول ومدتها أسبوع، والثالثة أثناء منتصف الفصل الدراسي الثاني ومدتها أسبوع، والرابعة إجازة العطلة الصيفية وتمتد لأكثر من شهرين.



وقد تعود الطلاب والطالبات ـ على الرغم من التعاميم المشددة الصادرة من قبل الوزارة بعدم الغياب ـ على التراخي في الحضور في الأسبوع الذي يسبق أي إجازة، ولوحظ هذا الأمر واضحا وجليا خلال إجازة منتصف الفصل الدراسي الأول، وأثناء كل الإجازات يتجه غالبية الطلاب والطالبات إلى السهر ليلا والنوم نهارا، وبعد بداية الدراسة يحتاج الجميع إلى وقت للتأقلم مع البرنامج الدراسي.



والسؤال الذي يطرح نفسه: طالما أن وزارة التعليم مدركة لهذه الآثار السلبية لتعدد الإجازات فلماذا تتوسع في هذا الأمر، وأرجو ألا تكون الإجابة بأن هذا التعدد ضمن برامج التطوير الذي تقوم به الوزارة، وأن هذا الأمر تم نتيجة لدراسات أجريت وأدت إلى تطبيق ذلك.



في واقع الأمر لا أدري لماذا تسعى الوزارة منذ أكثر من عشرة أعوام إلى التخبط في قراراتها ثم تتراجع عنها بعد سنوات عدة من المطالبة بالتصحيح، وأضرب مثالا على هذا التخبط ما طبقته الوزارة قبل أكثر من عشر سنوات لنظام سمي بالتقويم الشامل الذي تسبب في إخراج جيل ضعيف من الناحية العلمية جنت من خلاله على مستقبله، ودفعت به إلى المجهول، ثم ألغته بعد سنوات عدة من تطبيقه.



إنني وبصفتي أحد الدارسين في الأنظمة القديمة منذ أكثر من 40 عاما، وعندما أقارنها بما تم تطبيقه بعد ذلك من أنظمة وبرامج اندرجت تحت مسمى التطوير، أشعر بالأسى والحسرة والألم على هذا التدهور في المستوى والحصيلة، وإن القصد من ذكر هذه المقارنة هو موضوع تعدد الإجازات، فلقد كان نظام الإجازات الدراسية في السابق أفضل بكثير مما هو حاصل الآن، حيث ينجم عن كثرة توقف الدراسة بحجة الإجازة تدني المستوى وتراجع الاهتمام والمتابعة، ويمكن قياسه على ما يحدث عند توقف دوري كرة القدم في أي بلد بسبب كثرة المشاركات الإقليمية والدولية لفريقها الوطني، وما ينجم عن هذا التوقف من انخفاض المستوى اللياقي والفني للأندية الرياضية.



وكل ما أرجوه وأتمناه أن تجد هذه المطالبة مني ومن غيري آذانا صاغية لدى المسؤولين بالوزارة، وأن يعاد النظر في الخطة الدراسية، وأن تقتصر الإجازات على ما كانت عليه سابقا وهو إجازة منتصف العام الدراسي، وإجازة نهاية العام الدراسي، ونكون بذلك قد حافظنا على مستوى الأداء للطلاب والطالبات، وأن تضم إجازة منتصف كل فصل دراسي إلى إجازة نهاية العام الدراسي، أو توزع مناصفة بين منتصف العام الدراسي ونهايته. والله الهادي إلى سواء السبيل.



[email protected]