الحب يقتحم شارع اللصوص

إذا كنت من سكان مكة المكرمة، فبالتأكيد سمعت عن شارع الحب القابع في أعماق حي العتيبية القريب من الحرم المكي

إذا كنت من سكان مكة المكرمة، فبالتأكيد سمعت عن شارع الحب القابع في أعماق حي العتيبية القريب من الحرم المكي

الأحد - 15 فبراير 2015

Sun - 15 Feb 2015



إذا كنت من سكان مكة المكرمة، فبالتأكيد سمعت عن شارع الحب القابع في أعماق حي العتيبية القريب من الحرم المكي.

إنه الشارع الذي يعد وجهة سياحية خجولة لقاصديه من خارج مكة، وغالبا ما يدفع الفضول بالكثيرين لمعرفة أسباب تسميته بذلك، إلا أن الواقع يقول غير ذلك، فبمجرد الدخول إليه يختلف الاسم تماما، فهو لا يتعدى كونه شارعا عاديا تزدحم به المحلات التجارية والنساء لا أكثر، إلا أن بعض الشباب يتمسكون بالفكرة التي يرمز إليها الاسم، ويتبخترون بسياراتهم أمام المارة، ومنهم من يفضل الاستماع إلى الموسيقى بصوت صاخب للفت أنظار المارة، وربما لتسجيل موقف ولو على السريع بأن الشارع للمحبين لا المتسوقين المتسللين إليه.

أبو مهند صاحب أحد المحلات المطلة على شارع الحب، أو شارع الأندلس كما يطلق عليه حديثا، قال لـ»مكة»: أنا أمتلك المحل في الشارع منذ نحو 40 عاما، أي قبل أن يطلق هذا الاسم على الشارع، وما لا يعرفه الكثيرون أن الشارع كان يطلق عليه في السابق مسمى «شارع اللصوص» لكثرة عمليات السرقة والنشل فيه، فكل من يقترب من الشارع يتحمل قراره في دخول المنطقة ويتحمل مسؤولية نفسه، إلا أن الزمن كان له دوره في هذا التحول الجذري، حيث بدأت اللقاءات العاطفية تطغى على المكان، لتحدث تغيرا قل نظيره خلال عدة سنوات في ظل انتشار المحلات بشكل ملفت».

من جهته، أوضح المؤرخ معراج مرزا لـ»مكة» بأن الصورة الثابتة عن أهالي منطقة العتيبية نوعا ما فيها مبالغة، فهذه المنطقة التي تطل على وادي طوى كانت تغلب عليها الأعشاش التي تقترب من المدينة ويسكنها الضعاف والفقراء، وتسميته القديمة ارتبطت بالسرقات التي كانت تحدث بين قاطني الحي من الفقراء، كما أن اسمه أطلق عليه خلال فترة حكم الأشراف، وهي فترة بعيدة جدا عن الحكم السعودي، وعن سبب التسمية الحديثة، رجح مرزا بأن الاسم لا يعدو كونه مسمى ساخرا أطلقته مجموعة من الشباب بينهم للدلالة على الموقع، نظرا لكثرة المحلات فيه التي تعج بالملبوسات والمستلزمات النسائية.