القذارة التي لا يطهرها الماء!
الأحد - 20 نوفمبر 2016
Sun - 20 Nov 2016
في أحد روائع كتاباتها، تقول الروائية إليف شفق «يوجد نوع واحد من القذارة التي لا يمكن تطهيرها بالماء النقي، وهي لوثة الكراهية والتعصب التي تلوث الروح»، حقا فقد صدقت في قولها هذا، فقد تميزت الدولة التي أقامها نبينا الأكرم بأنها جعلت من الناس متساوين لا فرق بينهم، فألغى العنصرية وجرمها، وجعل من «التقوى» و»الكفاءة» أساسا في التمايز.
في الأمم والحضارات الوحشية والجاهلية نمت النعرات العنصرية، وقسم الناس إلى طبقات نبيلة وأخرى حقيرة، أصيلة ودخيلة، في تجاوز لكرامة الإنسان واختزال وجوده بمنشئه ونسبه، جاعلة من الكراهية شعورا شائعا بين الأفراد بدل التسامح والحب والاحترام.
قبل أيام مررت سريعا على تغريدة انتقد فيها أحد الكتاب رعاية الشيخ محمد المنجد لاحتفالية رسمية ختامية لشرطة مكة المكرمة في حفلها، العنصرية التي تلاحظها في تغريدة هذا المثقف تشعرك أن أفكارا من قبيل «احترام الآخر» و»المساواة» و»عدم التحريض على الكراهية» التي كان ينادي بها إنما هي كذبة فشل في إثبات اعتقاده بها في هذا الاختبار، مبديا براعته بالمناداة للتفرقة ومتحمسا للعمل بعنصرية في مجتمع هو في أشد أيامه حاجة للتماسك والتسامح وشيوع ثقافة قبول الآخر، قيم يؤكد عليها ولاة أمرنا في كل مناسبة، فحراسة السلام المجتمعي والحفاظ عليه فضيلة لا يمكن الاستغناء عنها.
ولمن لا يعرف، فإن الشيخ المنجد قامة من قامات مجتمعنا السعودي، نشأ وتربى فيه، ودرس عند خيار علمائنا منهم: الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز والمحدث محمد ناصر الدين الألباني، الشيخ محمد بن صالح العثيمين، وله عشرات المؤلفات والمحاضرات التي أسهمت في محاربة التطرف والتشدد والحفاظ على المجتمع من الانجرار نحو العنصرية ووجوب طاعة ولي الأمر.
إن العنصرية ومحاربة الوطنيين والمفكرين وحراس الفضيلة والسلام في بلادنا عواقبها سيئة شنيعة تخدم أعداءنا، فهؤلاء الوطنيون يحاربون من أجل الحفاظ على بلدنا شامخا متسامحا ذا هوية متميزة أمام طوفان الضياع والانحدار الذي يدفعنا إليه أعداؤنا من الصفويين وغيرهم، وليس من حق أحد أن يسلب إنسانا من حقوقه التي يتمتع بها بموجب القانون، فمعايير العدالة لا يضيقها إلا المتطرفون بإشكالهم المختلفة، الذين لا تنحصر صورتهم بالمسلحين منهم فقط، بل بعقول تمارس التطرف بالقلم والورقة، وتطرف المثقف وخطابه العنصري الإقصائي أشد من خطر ذلك الذي يلقي بقنبلته في التجمعات العامة أو مستهدفا مؤسسات الدولة كون أن تأثيره أوسع.
لا حل أمامنا في الحفاظ على مجتمعنا إلا بمحاربة التطرف بأشكاله المختلفة، مع «احترام» الرأي الآخر المخالف لك دون عنصرية وكراهية، وأختم مقالتي مع من بدأت معها، الجميلة إليف شفق إذ تقول «ولو أراد الله أن نكون متشابهين، لخلقنا متشابهين، لذلك فإن عدم احترام الاختلافات وفرض أفكارك على الآخرين يعني عدم احترام النظام المقدس الذي أرساه الله».
في الأمم والحضارات الوحشية والجاهلية نمت النعرات العنصرية، وقسم الناس إلى طبقات نبيلة وأخرى حقيرة، أصيلة ودخيلة، في تجاوز لكرامة الإنسان واختزال وجوده بمنشئه ونسبه، جاعلة من الكراهية شعورا شائعا بين الأفراد بدل التسامح والحب والاحترام.
قبل أيام مررت سريعا على تغريدة انتقد فيها أحد الكتاب رعاية الشيخ محمد المنجد لاحتفالية رسمية ختامية لشرطة مكة المكرمة في حفلها، العنصرية التي تلاحظها في تغريدة هذا المثقف تشعرك أن أفكارا من قبيل «احترام الآخر» و»المساواة» و»عدم التحريض على الكراهية» التي كان ينادي بها إنما هي كذبة فشل في إثبات اعتقاده بها في هذا الاختبار، مبديا براعته بالمناداة للتفرقة ومتحمسا للعمل بعنصرية في مجتمع هو في أشد أيامه حاجة للتماسك والتسامح وشيوع ثقافة قبول الآخر، قيم يؤكد عليها ولاة أمرنا في كل مناسبة، فحراسة السلام المجتمعي والحفاظ عليه فضيلة لا يمكن الاستغناء عنها.
ولمن لا يعرف، فإن الشيخ المنجد قامة من قامات مجتمعنا السعودي، نشأ وتربى فيه، ودرس عند خيار علمائنا منهم: الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز والمحدث محمد ناصر الدين الألباني، الشيخ محمد بن صالح العثيمين، وله عشرات المؤلفات والمحاضرات التي أسهمت في محاربة التطرف والتشدد والحفاظ على المجتمع من الانجرار نحو العنصرية ووجوب طاعة ولي الأمر.
إن العنصرية ومحاربة الوطنيين والمفكرين وحراس الفضيلة والسلام في بلادنا عواقبها سيئة شنيعة تخدم أعداءنا، فهؤلاء الوطنيون يحاربون من أجل الحفاظ على بلدنا شامخا متسامحا ذا هوية متميزة أمام طوفان الضياع والانحدار الذي يدفعنا إليه أعداؤنا من الصفويين وغيرهم، وليس من حق أحد أن يسلب إنسانا من حقوقه التي يتمتع بها بموجب القانون، فمعايير العدالة لا يضيقها إلا المتطرفون بإشكالهم المختلفة، الذين لا تنحصر صورتهم بالمسلحين منهم فقط، بل بعقول تمارس التطرف بالقلم والورقة، وتطرف المثقف وخطابه العنصري الإقصائي أشد من خطر ذلك الذي يلقي بقنبلته في التجمعات العامة أو مستهدفا مؤسسات الدولة كون أن تأثيره أوسع.
لا حل أمامنا في الحفاظ على مجتمعنا إلا بمحاربة التطرف بأشكاله المختلفة، مع «احترام» الرأي الآخر المخالف لك دون عنصرية وكراهية، وأختم مقالتي مع من بدأت معها، الجميلة إليف شفق إذ تقول «ولو أراد الله أن نكون متشابهين، لخلقنا متشابهين، لذلك فإن عدم احترام الاختلافات وفرض أفكارك على الآخرين يعني عدم احترام النظام المقدس الذي أرساه الله».