مثقفون: تحول الاختلاف إلى صراع عنف ثقافي

عد عدد من الكتاب والأدباء تحول الاختلاف إلى صراع فكري واجتماعي شكلا من أشكال العنف الثقافي، والذي يأتي بحسب رأي بعضهم نتيجة خضوع أفكار الأفراد للتحيز والتعصب سواء المذهبي أو الديني أو المناطقي، مما يغيب إيجابية الفكرة ويمحو استقلاليتها

عد عدد من الكتاب والأدباء تحول الاختلاف إلى صراع فكري واجتماعي شكلا من أشكال العنف الثقافي، والذي يأتي بحسب رأي بعضهم نتيجة خضوع أفكار الأفراد للتحيز والتعصب سواء المذهبي أو الديني أو المناطقي، مما يغيب إيجابية الفكرة ويمحو استقلاليتها

الاثنين - 29 ديسمبر 2014

Mon - 29 Dec 2014



عد عدد من الكتاب والأدباء تحول الاختلاف إلى صراع فكري واجتماعي شكلا من أشكال العنف الثقافي، والذي يأتي بحسب رأي بعضهم نتيجة خضوع أفكار الأفراد للتحيز والتعصب سواء المذهبي أو الديني أو المناطقي، مما يغيب إيجابية الفكرة ويمحو استقلاليتها.



القبول والصراع



التفاعل مع الآخر وقبوله هو ما نحتاجه اجتماعيا وفكريا، ولكن تأثر الثقافة العربية بالمنازعات والرغبة المستمرة لإثبات الذات، لها سلبياتها في التكوين الفكري، وذلك حسبما يرى الأديب اليمني جميل أحمد، يقول: «إشكالية مفهومنا العربي أنه إن كنت مخالفا لعقيدتي فأنت عدو لي ومن هنا انعكست عوامل الكره والإخراج النفسي لإنسان له الحق في اختيار القناعة التي تناسبه، ولعل الإرهاب الفكري الخارج باسم التدين جزافا جلب العنف الثقافي ورفض الآخر بقوة».

من جهته يرى التونسي رمزي عباد أن الرغبة في إثبات الذات على حساب الآخر من العوامل الأساسية التي أفقدت ثقافة الاختلاف جدواها، والذي بحسب رأيه، أتى نتيجة لدعاية مضادة شنها الغرب ضد العرب خلال الحروب بين الطرفين على مر السنوات، ويضيف «حضرت عوامل الكره والحروب وتدمير النفوس، وطغت عوامل الفساد الثقافية على غالبية المثقفين، بحثا عن أرض المجتمع الأقوى على حساب الأضعف».



تكامل الآراء



والاختلاف لا يفسد للود قضية فقط، بل ينسفه نسفا فيذره قاعا صفصفا بحسب وصف الكاتب محمد النيف، ويؤكد «إننا نفتقد منهج الحوار والتشاور وتكامل الآراء للوصول للهدف المشترك، فالحوار له مبادئ وأسس ويتطلب ثقافة مشاعة، فكل طرف له منهجه وحقه في التعبير، ولكن التعصب الذاتي فيروس يدمر رقي الحوار.

ومن أجل تقارب وجهات النظر بدون الخلاف يلزم وجود المرونة والروح العالية والتنازل المتبادل بين الأطراف، لتتحقق الغاية ويصل الجميع للهدف المنشود».

فيما يرى الأديب أحمد الجمعي أن سطحية الآراء وضعف أسلوب الحوار والقبول، ما هي إلا نتيجة لانخفاض معدل الثقافة بشكل عام في المجتمع العربي، فالثقافة بحسب تأكيده أسلوب استثمار للنقاش المعرفي بشكل إيجابي وراق.

ومن أسباب استبعاد الآخر في الحوار غلبة غريزة الأنا، والتي تطغى عليها الرغبة بالسيادة وفرض الذات بالقوة كما يصفها الكاتب إبراهيم الخزيم، «تتأثر الحوارات الثقافية بذلك بشكل مباشر، ولن تنتهي إلا بخلق قناعة معينة يتراضى عليها الناس، ولن تغيب الأنا عن العرب ما داموا بأنفتهم العربية التي تأبى الخضوع وترفض الانقياد».



إثبات الوجود




  • «يظهر الصراع من أجل الشهرة وإثبات الحضور، بعيدا عن القناعات الحقيقية والموضوعية، فالمثقف العربي تغلب عليه العاطفة والعصبية المذهبية، وينقصه التجرد للفكرة من منظور ثقافي بحت ومستقل، ويخضع - في أكثر الأحيان - لأفكار مذهبيه ويتحيز لها، أو ينطلق من منظور سياسي ويغلب عليه النفاق الثقافي والسياسي».



محمد آل منجم - باحث تاريخي