المبتعثون السعوديون ووهم الاستهداف

يروج بعض المبتعثين السعوديين حول العالم بعض القصص التي يكونون فيها أبطالا مطاردين من قبل المترصدين الأجانب ويتداولونها كمواد جانبية إضافية إلى جانب الخبر الرئيسي الذي يقع على مبتعث كان ضحية رئيسية، وتثور حمى التأليب والعداء ضد بعض الأنظمة والمجتمعات التي انتقلوا للعيش فيها حينما يقع أحد المبتعثين ضحية إجرام تحت نوازع أيديولوجية أو عدوانية أو سلوكية من قبل المجرمين، يقع فيها المبتعث من باب المصادفة البحتة والحظ السيئ ويمارس السلوك العدواني أحد المجرمين بأسلوب فردي لا يتبع لمنظمات مسبقة تعمل على التخطيط والترصد واستهداف المبتعثين السعوديين فقط.

يروج بعض المبتعثين السعوديين حول العالم بعض القصص التي يكونون فيها أبطالا مطاردين من قبل المترصدين الأجانب ويتداولونها كمواد جانبية إضافية إلى جانب الخبر الرئيسي الذي يقع على مبتعث كان ضحية رئيسية، وتثور حمى التأليب والعداء ضد بعض الأنظمة والمجتمعات التي انتقلوا للعيش فيها حينما يقع أحد المبتعثين ضحية إجرام تحت نوازع أيديولوجية أو عدوانية أو سلوكية من قبل المجرمين، يقع فيها المبتعث من باب المصادفة البحتة والحظ السيئ ويمارس السلوك العدواني أحد المجرمين بأسلوب فردي لا يتبع لمنظمات مسبقة تعمل على التخطيط والترصد واستهداف المبتعثين السعوديين فقط.

الأحد - 15 فبراير 2015

Sun - 15 Feb 2015



يروج بعض المبتعثين السعوديين حول العالم بعض القصص التي يكونون فيها أبطالا مطاردين من قبل المترصدين الأجانب ويتداولونها كمواد جانبية إضافية إلى جانب الخبر الرئيسي الذي يقع على مبتعث كان ضحية رئيسية، وتثور حمى التأليب والعداء ضد بعض الأنظمة والمجتمعات التي انتقلوا للعيش فيها حينما يقع أحد المبتعثين ضحية إجرام تحت نوازع أيديولوجية أو عدوانية أو سلوكية من قبل المجرمين، يقع فيها المبتعث من باب المصادفة البحتة والحظ السيئ ويمارس السلوك العدواني أحد المجرمين بأسلوب فردي لا يتبع لمنظمات مسبقة تعمل على التخطيط والترصد واستهداف المبتعثين السعوديين فقط.

الأسبوع الماضي أثارت قضية مقتل المبتعث اليامي، رحمه الله، ذات المشهد المتكرر كل مرة مع وقوع مصيبة مؤسفة لأحد المبتعثين خارج الوطن، فردد العديد من المبتعثين دون وعي قانوني لفظة «الاستهداف»، وهذه اللفظة تعطي المتابع أزمة نفسية وتثير فيه الشكوك حول ما يدور ضد أبناء السعوديين في الخارج لمجرد أنهم سعوديون بالهوية. كما أن توظيف كلمة «استهداف» مع كل خبر سيئ يوحي بفأل سيئ لمستقبل مئات الآلاف من المبتعثين حول العالم لمجرد أنهم سعوديون، فضلا عن المردود النفسي السيئ الذي يعود على أهالي المبتعثين في داخل الوطن.

وقوع الحوادث على بني البشر قدر مفروغ من الخوض فيه أو الاعتراض عليه، ولكن حينما نضع الأمور في نصابها الصحيح، فإن ما يحدث من مشاكل يقع المبتعثون فيها ضحية لا يمكن اعتبارها استهدافا منظما من قبل منظمات لها رجالها ولها خططها وأدواتها التي تعمل فقط على الإيقاع بالسعودي.

فعشرات الآلاف من المبتعثين عادوا من دول الابتعاث دون أن يتعرضوا لأدنى مضايقة، كما أنه وفقا لمصادر رسمية فإن إجمالي المبتعثين المتورطين في قضايا قانونية وأخلاقية وضحايا للاعتداء لا يزيد عن 2%، ثلاثة أرباع هذه النسبة تتعلق بمشاكل دراسية ونصف الربع يتعلق بقضايا مخدرات وقضايا أخلاقيه، ونصف الربع الآخر يبقى ضمن الجنحات.

وقد لوحظ أن الرأي العام والاعتقاد لدى أغلبية المبتعثين حول دور السفارات والملحقيات الثقافية في الخارج غير صحيح، ويشوبه الفهم في الدور السياسي والديبلوماسي الذي تمارسه السفارات والملحقيات السعودية في الخارج، أكثر من مرة تكال فيها التهم إلى الملحقيات الثقافية في عدم تجاوبها وتغطيتها للأحداث القانونية التي يتورط فيها المبتعث، ما ينم عن جهل بماهية الملحقية الثقافية، والذي يمكن تلخيص أهميتها ووجودها في بلد الابتعاث بأنها مكتب تعقيب لمتابعة سير دراسة المبتعث في الجامعة وصرف المستحقات التعليمية والدراسية والمكافآت، ويتولى العناية بالمبتعث في تقديم الخدمات البسيطة التي تندرج ضمن مهامه. أما السفارات السعودية في الخارج فلا يمكن لأي مبتعث أن يكيل إليها التهم بإهمالها في توفير الأمن للمبتعثين! الحقيقة أنني لم أفهم كيف يمكن لمبتعث يمتلك الوعي إلى حد يؤهله للالتحاق بالجامعات أن ينكص هذا الوعي، ويطلب من السفارات توفير الحماية المسبقة له قبل أن يقع ضحية!

دور السفارات والملحقيات في هذا الجانب هو تقديم النصح والإرشاد والتحذير من الأماكن المشبوهة التي ينبغي للمبتعث أن يلتزم بها، وتأتي مسؤولية الحفاظ على النفس والممتلكات وتوفير الأمن من قبل وعي المبتعث. الثقة الزائدة وعدم التقيد بأنظمة البلاد التي يقيم فيها المبتعث، والمبالغة في عدم الاندماج مع الثقافة المحلية، والتمسك غير المبرر بالمظاهر السعودية في اللبس الفاخر والتبذير، من أسباب جذب المجرمين ولفت انتباه العصابات واللصوص والمحتالين. ففي كل مكان حول العالم هناك مجرم وهناك ضحية.

سيحمي المبتعث نفسه بحول الله، دون طلب المساعدة من أحد فيما لو اندمج مع فريق العمل الجامعي، وتقيد بتوجيهات السفارات والملحقيات وحرص على تجنب زيارة الأماكن المشبوهة، وفتح مجال العلاقات التعارفية مع المجهولين، أو حتى الأصدقاء غير الموثوق بهم، من الذين لا تظهر عليهم سمات الصلاح والجد والاجتهاد، نسأل الله السلامة لجميع المبتعثات والمبتعثين وأن يعودوا سالمين غانمين.