انتشار المكيفات (النفسية)!
اعلم يا صديقي أن أول شيء يتبادر إلى ذهنك هو المكيف الهوائي الذي يبرد الغرفة، وهذا شيء طبيعي إذا كنت من إحدى دول الخليج، لأنه في الصيف أو جهنم الصغرى يصبح المكيف هو طموح الكثيرين وأملهم في التمسك بالحياة أملا في عدم الانصهار، ولكن ما أتحدث عنه هو مكيف من نوع آخر، مكيف يضرب في الدماغ على طول! عما يسميه البعض في أنحاء العالم العربي
اعلم يا صديقي أن أول شيء يتبادر إلى ذهنك هو المكيف الهوائي الذي يبرد الغرفة، وهذا شيء طبيعي إذا كنت من إحدى دول الخليج، لأنه في الصيف أو جهنم الصغرى يصبح المكيف هو طموح الكثيرين وأملهم في التمسك بالحياة أملا في عدم الانصهار، ولكن ما أتحدث عنه هو مكيف من نوع آخر، مكيف يضرب في الدماغ على طول! عما يسميه البعض في أنحاء العالم العربي
الأربعاء - 03 سبتمبر 2014
Wed - 03 Sep 2014
اعلم يا صديقي أن أول شيء يتبادر إلى ذهنك هو المكيف الهوائي الذي يبرد الغرفة، وهذا شيء طبيعي إذا كنت من إحدى دول الخليج، لأنه في الصيف أو جهنم الصغرى يصبح المكيف هو طموح الكثيرين وأملهم في التمسك بالحياة أملا في عدم الانصهار، ولكن ما أتحدث عنه هو مكيف من نوع آخر، مكيف يضرب في الدماغ على طول! عما يسميه البعض في أنحاء العالم العربي ..دمااااغ – مزااااااااج.
لا يغيب على الكثيرين في هذه الأيام أنه أصبح من فنون الاتيكيت وآداب الضيافة ودليل الفخامة، أن تقدم للشخص الذي أمامك شيشة ولكن يفضل بعد الأكل أو الحلى.
وتتفاوت الطبقات الاجتماعية حسب الشيشة، بل تعتبر الشيشة مفتاحا لفهم الشخصية وإدارة الانطباع.
فإذا كنت تدخن شيشة الجراك، فأنت شخص أصولي صاحب تاريخ، وأيضا صاحب عمق وذو مزاج ثقيل ورأس عنيد، وتحب أن تكون الأمور إما بالأبيض أو بالأسود، ويمشي عليك المثل: ما لها إلا رجالها.
وإذا كنت تدخن شيشة المعسل: فتدل فخامتك حسب نوع الشيشة وتصنيعها، هل زجاجتها مصنوعة من الكريستال؟ وهل ماركتها فرنسية أم مغربية؟ هل الليّ مطرز حجمها كبير أم صغير؟ كلها علامات ودلائل على مستواك المادي ووضعك الاجتماعي.
وأيضاً يكمن سر كشف الشخصية في نكهة المعسل التي يدخنها الشخص.
التفاح: أنت شخص تحب استخدام التكنولوجيا وأبل كثيرا، لديك ميول علمية ولا تحب الجديد.
تفاحتان: تحب الإكثار من كل شيء، ولديك تطرف في المزاج، ويحتمل أن تكون شخصيتك سايكو باثية.
العنب: تحب أن تدلع نفسك كثيرا وتهتم بذاتك، لست مستعجلا كثيرا في قراراتك وتحب كل شيء أن يكون على دفعات.
لا نستطيع أن نغفل عن حضور الشيشة في ثقافتنا اليوم، وكيف أصبحت متنفسا لبعض الشباب، بل هي مصدر لخروج الكثير من الأمثال الشعبية: احرق الروح قبل ما تروح، اشرب عشان تنسى وغيرها.
لا أخفي سرا أنني جربت المعسل، وأن الكثير من أصدقائي يفعل ذلك، وفي يوم من الأيام انتهزت الفرصة وسألتهم عن سبب شربها، وكانت كل الأجوبة تدور حول هذه الكلمات: طفش – ملل – ايش نعمل – مزااج – تضييع وقت – إدمان.
وكأن هذه الإجابات تدل على أن شرب الشيشة هو كما يقول ميكافيللي: الغاية تبرر الوسيلة.
لا أريد أن أتحدث عن الشيشة بشكل مبالغ فيه، فأنا أتفق مع الجميع أنها مضرة صحيا، ولكني أختلف مع الشخص الذي يسفه بتطرف شاربها، فينقص من عقله ومن أخلاقه وتصبح بصمة عار وعيبا في شخصيته، هذه برأيي مبالغة كبيرة.
فكثير ممن أعرفهم شخصيا ناجحون في كل المستويات والمجالات، يمارسون حياتهم بكل طموح وأدب، ولكن يشربون الشيشة، بل وفي التاريخ والحاضر من الكتاب والأدباء والفنانين والمفكرين والعلماء من يمارس التدخين، فليست الشيشة معيارا للأخلاق، وإن كانت مضرة وعدم استخدامها أولى.
إذاً المسألة تحتاج إلى توازن وفهم أعمق، هل إذا كان الشخص مشغولا بما فيه الكفاية، وبمعنى في أعلى مستويات إنتاجيته سيجد وقتا للشيشة؟ وهل هناك نشوة مشابهة وبديلة لنشوة الشيشة؟ برأيي نشوة الإبداع تساوي، بل تغلب نشوة الشيشة بمراحل، عندما تنتج مادة مقروءة، أو اختراعا، أو لوحة، أو أي ابتكار تجد فرحة داخلية لا تجد مثلها أبدا، واسأل في ذلك الكثيرين.
يقال إن نيوتن عندما سقطت على رأسه التفاحة ابتكر قانون الجاذبية، والسر لأن كيانه وعقله كله مشغول بهذه القضية، فكل شيء وسيلة لهذه الغاية.
أما العربي، في رواية، عندما سقطت على رأسه التفاحة ابتكر المعسل التفاح، لأنه أصلا مفرغ من الداخل، أقصد طفشان، ولا يشغله شيء! دمتم بصحة وعافية.