ملك الجودة.. سلمان بن عبدالعزيز

استهل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله وسدد خطاه - عهده المبارك بحزمة من الأوامر الملكية تنبئ بمزيد من الرفاهية والجدية والجودة والإتقان والإحسان لإحداث نقلة نوعية في الأداء الحكومي والخاص.
وقد جذب انتباهي - كوني متخصصا بنظم الجودة - المقدمة الاستهلالية في الأمر الملكي رقم: أ / 69 بتاريخ: 9/ 4/ 1436هـ ، القاضي بإلغاء عدد من أجهزة الدولة واللجان والمجالس العليا، وأن يُنشأ بدلا عنها:1- مجلس الشؤون السياسية والأمنية.
2ـ مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية.
حيث ورد في مقدمة الأمر الملكي ما نصه «وتأكيدا على استمرار مسيرة التنمية والبناء التي انتهجتها المملكة العربية السعودية، ولأهمية توحيد التوجهات التي ترتكز على الثوابت الشرعية والأصول النظامية المستقرة الرامية إلى تنفيذ السياسات والرؤى المنبثقة من الخطط المعتمدة، وسعيا منا إلى إيجاد نقلة نوعية على كل المستويات، أخذا بمبدأ التحسين المستمر، بما يحقق جودة شاملة فيها.
ورغبة منا في ترتيب ما له صلة بالشؤون السياسية والأمنية وشؤون الاقتصاد والتنمية وما في حكمها، بما تقتضيه المصلحة العامة بالخير على البلاد والعباد، وحرصا منا على رفع كفاءة الأداء ومستوى التنسيق تفاديا للازدواج وتحقيقا للأهداف المرسومة بما يؤدي إلى تكامل الأدوار والمسؤوليات والاختصاصات، وبما يواكب التطورات والمتغيرات المتسارعة التي طرأت في مختلف المجالات.
وانطلاقا من اختصاص مجلس الوزراء الأصيل في رسم السياسة الداخلية والخارجية والمالية والاقتصادية والتعليمية والدفاعية وجميع الشؤون العامة للدولة والإشراف على تنفيذها».
.
وبقراءة متأنية لهذه الديباجة المهمة نستطيع الخروج بالرؤى التالية: أولا: الديباجة الرائعــة في الصياغة، واستخدام لغة الجودة ومفــاهيمها، فلأول مرة في تاريخ الدولة السعودية المباركة يصدر أمر ملكي يستخدم مثل هذه المصطلحات والعبارات «ولأهمية توحـيد التوجهات - ترتكز على الثوابت الشرعـية والأصـول النظامية المستقرة- المنبثقة من الخطط المعتمدة- وسعيا منا إلى إيجاد نقلة نوعية على كل المستويات- أخذا بمـبـدأ التحسين المستمر، بما يحقق جــودة شاملة فيها - وحرصا منا على رفع كفاءة الأداء ومستوى التنسيق - تفاديا للازدواج وتحقيقا للأهداف المرسومة - تكامل الأدوار والمسؤوليات والاختصاصات - يواكب التطورات والمتغيرات المتسارعة التي طرأت في مختلف المجالات».
وكل ذلك لترســيخ توجـهات العصر الجديد عصر سلمان بن عــبدالعزيز.
.
ملك الجودة والإحسان.
ثانيا: خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ـ حفظه الله ورعاه - رجل الحكمة والمعرفة والإدارة والقيادة، عرف عنه بعد النظر والثقافة العالية، فقد منح عدة شهادات دكتوراه فخرية من الجامعات المحلية والعربية والإسلامية والعالمية، ومعاصر لكل التطورات الإدارية في العالم، فلا يستغرب استخدامه لمصطلحات الجودة الشاملة والتحسين المستمر.
ثالثا: عرف عنه أيضا - حفظه الله - الدقة المتناهية في العمل، والالتزام بالمواعيد، والجدية، والتركيز على النوعية العالية في الأداء، وهذه كلها سمات الإتقان والإحسان.
رابعا: يهدف خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – إلى ترسيخ نوعية جديدة من المفاهيم في أداء العمل، والأخذ بمبدأ الجودة والإحسان على كل المستويات الإدارية في القطاعين الحكومي والخاص، لأننا حقيقة نعيش عصر الجودة الشاملة لتحسين المنتجات (السلع والخِدْمات).
خامسا: نحن مقبلون على عصر جديد ونهضة تنموية شاملة وفق مبادئ الجودة والتحسين المستمر، ومواكبة التطورات والمتغيرات المتسارعة التي طرأت في مختلف المجالات للتخلص من الترهل الحاصل في بعض الأجهزة الحكومية، وتفادي الازدواجية من خلال رفع كفاءة الأداء وتكامل الأدوار والمسؤوليات والاختصاصات عبر الطاقات الشابة من الوزراء المعينين في مناصبهم بتوحيد التوجهات المنبثقة من الخطط المعتمدة لإيجاد نقلة نوعية وتحقيق الجودة الشاملة.
سادسا: أتوقع أن تسارع الوزارات والهيئات والإدارات الحكومية وتبادر كل قطاعات الدولة إلى الأخذ بمبادئ الجودة الشاملة للتحسين المستمر لخدماتها المقدمة للجمهور، وتحقيق رضا المستفيدين، انطلاقا من هذا التوجه السامي لملك الجودة والإحسان.
.
سلمان.
إننا متفائلون بعهدك يا ملك الجودة والإحسان، وبعصر سيشهد - بإذن الله تعالى - منجزات نوعية تضاف إلى رصيد هذه المملكة المباركة، وتقوي دعائمها، وتوطد أركانها، وتحمي كيانها، وينعم شعبها الأبي الوفي بمزيد من الرخاء والازدهار.