"الملك فهد" روح القيادة فعلاً!!

ليلة رأس السنة الميلادية الجارية، أعلن صاحب السمو الملكي الأمير/‏ محمد بن فهد بن عبدالعزيز، انطلاق اللجنة العليا لندوة وفعاليات تاريخ »الملك فهد بن عبدالعزيز« (يرحمه الله)، تحت عنوان: (الفهد.. روح القيادة)!

وستعتمد على عديد من المصادر والوثائق والروايات، وأهمها الصحافة والإعلام وشهود العصر، في ظل غياب »المؤرخ الرسمي« للأسرة السعودية المالكة (حسب علمي)، بينما تجد لكل زعيم مؤرخاً متفرغاً، يرافقه، ويسجل يومياته، ثم يعيد تحريرها في كتابٍ يكون مرجعاً لكل دارس، أو باحث، ومصدراً لكل منتج فني! أم تظنون أن «جورج بوش الابن» (مثلاً) يحسن كتابة اسمه؟

ورغم أن عهد »الفهد« هو الأطول بعد والده الضخم حتى الآن، إلا أنك تقلب الصحف والمجلات المحلية، بل وبعض الكتب، فتجد تاريخه الحافل ملخصاً في بضع كلمات: استقبل، ودَّع، رعى، دشَّن، افتتح، وضع حجر الأساس!

ولا تجد أثراً عميقاً لواحد من دهاة عصره، كما هو في الصحافة العالمية، وفي مذكرات السيدة »مارجريت تاتشر«، والجنرال »شوارزكوف« وغيرهما!

وسبب تقصيرنا هو ثقافة »عريف الفصل«، التي صورت الأسرة المالكة وكأنها تعيش في كوكب »خارج درب التبانة«؛ كما قلت في مقالةٍ في »الشرق 2012م« بعنوان: (ليش ما عزمتني يابخيل؟) وكررته (فيذا) بعنوان: (شجعوا جدتي حمدة)، سمية فرس »متعب الخيل بن عبدالله بن عبدالعزيز«، بلا »دوجٍ حمر« بلا رفارف عنصرية!!

وتعريةً للرقابة التي ظلت تتغابى حتى استحكمت غَبَوَاتُها، روينا في إضاءات »تركي الدخيل« (2012م) عن مثقفي »حائل« بالتواتر، موقفاً ملخصه:

أن »الملك فهد« شرَّف حفلاً، استهلَّه المقرئ بقوله تعالى: {إن الملوك إذا دخلوا قريةً أفسدوها...الآية}! فساد الهرج والمرج لحظات، أما »الملك فهد« فكيف يحرك ساكناً، وهو القائل:

حِنَّا هل العوجا ولا به مراواةْ * شرب المصايب مثل شرب الفناجيل؟

فلم يزد على أن قال لمن يهمه الأمر: »هذه آية نزلت على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قبل أن يخلق »ابن سعود«! والقائلة هي ملكة »سبأ«، وتقصد سيدنا »سليمان بن داوود« عليهما السلام!

فإن كان لا بد من مساءلة أحد، فليسأل الذي فهم أن المقصود بالملوك هم »آل سعود« ماغيرهم!!

[email protected]