يا وطن أنت عزي وتاج رأسي

الوطن هو الحب الحقيقي لكل إنسان عاش فوق ثراه واستظل بظله، فهو يستحق منا جميعا الحفاظ عليه وعلى مقدراته ومكتسباته ومنجزاته ويحق لنا جميعاً الافتخار به وأن نبذل الغالي والنفيس في سبيل الدفاع عنه والمحافظة عليه، وفي هذا الشأن ينبغي أن نتحدث بصراحة ووضوح، ففي حين نجد أن الآخرين من أبناء الدول الأخرى يفتخرون

الوطن هو الحب الحقيقي لكل إنسان عاش فوق ثراه واستظل بظله، فهو يستحق منا جميعا الحفاظ عليه وعلى مقدراته ومكتسباته ومنجزاته ويحق لنا جميعاً الافتخار به وأن نبذل الغالي والنفيس في سبيل الدفاع عنه والمحافظة عليه، وفي هذا الشأن ينبغي أن نتحدث بصراحة ووضوح، ففي حين نجد أن الآخرين من أبناء الدول الأخرى يفتخرون

الأحد - 24 أغسطس 2014

Sun - 24 Aug 2014



الوطن هو الحب الحقيقي لكل إنسان عاش فوق ثراه واستظل بظله، فهو يستحق منا جميعا الحفاظ عليه وعلى مقدراته ومكتسباته ومنجزاته ويحق لنا جميعاً الافتخار به وأن نبذل الغالي والنفيس في سبيل الدفاع عنه والمحافظة عليه، وفي هذا الشأن ينبغي أن نتحدث بصراحة ووضوح، ففي حين نجد أن الآخرين من أبناء الدول الأخرى يفتخرون بأوطانهم ويتغنون بأمجادها نجد الانقسام حول معانيها الراسخة بين بعض أفراد مجتمعنا، وتجلى هذا الأمر بوضوح في بعض المناسبات المتعلقة بهذا الكيان العظيم.

وأستحضر في هذا المقام كلمات الشاعر التونسي مازن الشريف، أنا حلمي بس كلمة، أن يظل عندي وطن لا حروب ولا خراب لا مصائب لا محن، خذوا المناصب والمكاسب لكن خلو لي الوطن، يا وطن وأنت حبيبي وأنت عزي وتاج رأسي، أنت يا فخر المواطن والمناضل والسياسي، أنت أجمل وأنت أغلى وأنت أعظم من الكراسي. فهذه الكلمات والعبارات تجسد قيمة الوطن وتبرز معنى المواطنة، وقد يتصور البعض أن هناك تعارضاً بين الوطن والمواطنة وبين الإسلام، وهذا الأمر والمعنى والمفهوم غير صحيح. ونستحضر في هذا المقام ما قاله سيد البشر، عليه الصلاة والسلام، عن مكة المكرمة (والله إنك لأحب الديار إلى قلبي ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت).

إنه لأمر مؤلم أن نجد البعض من أبناء هذا الوطن لا يكترثون بهذا الجانب الهام ولا يهتمون به ولا يقيمون له وزناً. ولمعالجة هذا الخلل فإن الأمر يتطلب تضافر الجهود من الجميع ومضاعفتها، وذلك من قبل العلماء والمشايخ في خطبهم ومواعظهم من خلال المنابر ووسائل الإعلام، وكذلك دور وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في توجيه الأئمة والخطباء للعناية بهذا الجانب واستخدام الأساليب المؤثرة والمقنعة، وكذلك دور كل من وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي في تأصيل وتجسيد حب الوطن في نفوس الطلاب والطالبات، وقبلهم أعضاء هيئة التدريس والمدرسين وكل من له صلة بالتربية والتعليم، وكذلك دور وزارة الثقافة والإعلام من خلال كافة القطاعات التابعة لها، بالإضافة إلى الجهات والمؤسسات الأخرى ذات العلاقة مثل وزارتي الشؤون البلدية والقروية والنقل والخطوط الجوية السعودية والمؤسسة العامة للسكك الحديدية، ويتم ذلك من خلال وضع خطة استراتيجية تشارك فيها الجهات التي أشرت إليها. فهل يتحقق ذلك؟ والله الهادي إلى سواء السبيل.