كيلو 14 تجارة ممنوعة وزواج على أبواب المساجد
بعيدا عن أعين الرقيب تكثر فيه الممارسات المخالفة، وينتشر على سفوحه المخالفون، فيما المنازل مأوى ومصانع لحرف عدة.. إنه جبل البرماوية الواقع في حي كيلو 14 جنوب جدة.
بعيدا عن أعين الرقيب تكثر فيه الممارسات المخالفة، وينتشر على سفوحه المخالفون، فيما المنازل مأوى ومصانع لحرف عدة.. إنه جبل البرماوية الواقع في حي كيلو 14 جنوب جدة.
السبت - 23 أغسطس 2014
Sat - 23 Aug 2014
بعيدا عن أعين الرقيب تكثر فيه الممارسات المخالفة، وينتشر على سفوحه المخالفون، فيما المنازل مأوى ومصانع لحرف عدة.. إنه جبل البرماوية الواقع في حي كيلو 14 جنوب جدة.
بدأت جولة «مكة» بالدخول لحي يصف سكان جدة الدخول إليه بالأمر الصعب، فالحياة هنا في معزل عما يعيشه بقية السكان في الأحياء الأخرى، فيما سكان الكيلو 14 تتغير ملامحهم بمجرد رمق أعينهم لشخص غريب، فحياتهم وعشوائية المعيشة في المكان حرمة لا يمكن لأي شخص التعدي عليها أو الاقتراب منها، بل سر لا يسمحون لأيٍ كان بالبوح به أو التحدث عنه.
مخالفو كيلو 14 وجدوا أعينا تغض الطرف عن واقعهم فزاد الأمر سوءا وتفاقمت الظواهر السلبية لدرجة أن العابر به يعتقد أنهم نظاميون، وأنهم على حق في انتهاك الأنظمة البلدية والأمنية والاجتماعية على حد سواء.
أطفال في سوق العمل
أول مشهد صادفنا أثناء جولتنا الصباحية طفل توحي بنيته الجسدية بأنه لم يتجاوز التاسعة من عمره، منهمك في رفع درفة حديدية لباب طاحون كي يبدأ يومه في بيع الطحين، حاولنا التحدث إليه فرفض بحجة انشغاله، واكتفى بالقول: « أنا أعمل ولا أدرس».
وبعفوية رافقنا في المسير طفل لم يتجاوز العاشرة من العمر، فتحدث قائلا: «الكثير من أصحابي لا يدرسون، يعملون مع آبائهم في المحلات».
حياة أشبه بالموت
مطالب بعض الأهالي ممن قبلوا التحدث إلينا لم تخرج عن إطار الصحة والتعليم والصرف الصحي، إذ يقول أحدهم: «لا يوجد لدينا مركز طبي قريب منّا، فنضطر إلى الذهاب لمستشفيات محددة تقبل بتقديم الخدمات لنا»، في حين يرى آخر أن المهم المدارس لتعليم أبنائهم، وأضاف: « الصرف الصحي معدوم، فبعضنا اجتهد وأنشأ أمام منزله تمديدات بسيطة، وهناك من يصرّفها على الشارع العام، وتجف مع أشعة الشمس، فيما يعاني أبناء الجالية من انعدام التعليم بسبب عدم وجود مدارس تقبل بهم».
ملف مسكوت عنه
وإضافة إلى أن البناء عشوائي في جبل البرماوية ما بين بيوت شعبية وأخرى متهالكة وبعض العمائر الجديدة التي خضعت للترميم من قبل أصحابها ودون صكوك نظامية، تظهر تمديدات الكهرباء مكشوفة فوق الأرض.. نشأت أيضا بجهود فردية.
ويؤكد مصدر مسؤول في المجلس البلدي بجدة أن الجهات الخدمية لم تناقش أية قضايا متعلقة بمنطقة كيلو 14 عموما، لافتا إلى وجود الكثير من المخالفات في تلك المنطقة خصوصا بالجبل.
وقال المصدر الذي فضّل عدم ذكر اسمه: «ثمة محلات لبيع المنتجات الغذائية في جبل البرماوية تشتري بضاعتها من البسطات المخالفة الموجودة في سوق الصواريخ، والتي تبيع في الغالب منتجات منتهية الصلاحية»، وأضاف مستدركا « كي نكون منصفين لا بد من النظر إلى مسببات انتشار مثل تلك المخالفات على هذه البقعة، فالجالية البرماوية حظيت بمشروع كامل لتعديل أوضاع أبنائها، إلا أنه يبدو أن خط سير تنفيذ المشروع بطيء حتى الآن».
نجارة المنازل
وأشار إلى أن أعمال النجارة تعد الأكثر مزاولة بين البرماويين في كيلو 14، حيث إن هناك من خصصوا أماكن غير نظامية داخل منازلهم يقومون فيها بتصنيع قطع الأثاث الخشبية وبيعها على المحلات الموجودة ببعض الأسواق الشعبية كسوق الأمير متعب والصقر وغيرهما.
وأضاف: «الكثير من محلات الأثاث تتعامل مع البرماويين لانخفاض تكلفة شراء الأثاث مقارنة بالمصادر الأخرى، إضافة إلى أن يوم الجمعة مخصص للبيع الفردي، إذ يسعى كل فرد ماهر في هذه المهنة إلى إنشاء بسطات موقتة قريبة من منازلهم يبيعون فيها منتجاتهم».
زفاف المنابر
أحد أئمة المساجد في جبل البرماوية يملك معلومات حول عقود النكاح بين أبناء وبنات الجالية البرماوية ممن لا يحملون أوراقا رسمية..تردد قبل الإدلاء بها، غير أنه اشترط عدم نشر اسمه أو التقاط أية صور تدل على هويته الحقيقية.
قال لـ»مكة»: « في بعض الأحيان تتساهل الجهات المعنية مع الراغبين في الزواج بعضهم من بعض شريطة ألا يكون أي طرف من الأطراف سعوديا، إذ يتم عقد النكاح بشكل رسمي، إلا أن هناك من السعوديين من يتزوج ببرماوية من خلال جلب الشهود والتوجه إليّ لإبرام العقد دون تسجيله رسميا».
تجارة السفوح
وخلال الجولة رصدت «مكة» حركة بيع وشراء لبضائع عدة، تبدأ من سفح الجبل وتبلغ قمته، فعلى قارعة الطريق تجارة خاصة بأهالي الحي الذين يبيعون الأسماك واللحوم في الهواء الطلق، يقول أحدهم «لا نضطر للشراء من خارج الحي، فكل ما نريده نحصل عليه هنا، إذ يوجد تجار من جماعتنا يحضرون البضائع ويبيعونها على أطراف الطرق»، مضيفا «الجمعة تبلغ حركة البيع والشراء ذروتها في وقت يتمتع فيه الجميع بالإجازة الأسبوعية». ونوه إلى أن الأسعار مناسبة لذوي الدخل الضعيف، كون الباعة لا يحسبون إيجار المحال ويشترون البضائع التي أوشكت صلاحيتها على الانتهاء».
صمت رقابي
«مكة» وجهت التساؤلات عن واقع الحي لأمانة جدة، والتي سوّفت في الرد ولم تعر اهتماما لحال الكيلو 14 ، فيما رفضت الجهات المعنية بتصحيح أوضاع الجالية البرماوية الحديث عن الأمر.