استراحات الطرق بين مكة والمدينة

لقد أضحى السفر البري هو الأكثر استخداما لأنه الأقل تكلفة فيتناسب مع الوضع الاقتصادي لعامة الشعوب

لقد أضحى السفر البري هو الأكثر استخداما لأنه الأقل تكلفة فيتناسب مع الوضع الاقتصادي لعامة الشعوب

الجمعة - 22 أغسطس 2014

Fri - 22 Aug 2014



لقد أضحى السفر البري هو الأكثر استخداما لأنه الأقل تكلفة فيتناسب مع الوضع الاقتصادي لعامة الشعوب.

ولن أتحدث عن وسيلة النقل التي بدأها الإنسان بالراحلة تشق عباب الصحراء وما عناه الإنسان آنذاك، ولكن سأتحدث عن معاناة الإنسان في محطات الطرق البرية في بلادنا عامة - وبين مكة المكرمة والمدينة المنورة خاصة - فهي لا زالت تعاني الإهمال والقصور في الخدمات في بلد بلغ شأوا كبيرا في الحضارة والرقي.

ومما يثير الاستغراب أن المستثمرين في المحطات البرية رغم التدفق الاستثماري الذي يحصلون عليه إلا أن الخدمات من المحطات لا ترقى إلى تلبية أبسط حاجات الإنسان من الراحة والحصول على مكان ملائم لتناول وجبة أو قضاء حاجة وحتى الصلاة في مكان نظيف، فالمطاعم بدائية تفتقر إلى أبسط المقومات السياحية، والمساجد متهالكة وبعضها وخاصة مساجد النساء تقوم على الصفيح ويصعد لها بسلالم حديد بـ(50) درجة، والفرش بالية، ورائحة الغبار تزكم الأنوف، أما دورات المياه -أعزكم الله- فحدث ولا حرج، حيث لا تتوفر فيها مقومات النظافة والسلامة الصحية، وما ينطبق على الاستراحات في الطرق السريعة ينطبق على كثير من الحدائق العامة والمتنزهات.

ونحن مجتمع يتدفق علينا كل عام أكثر من ثمانية ملايين زائر من الخارج للعمرة والحج والسياحة الدينية، منهم ذوو الاحتياجات الخاصة، ومنهم المثقفون والأدباء والعلماء، مما يتطلب أن تكون تلك المحطات بمعايير عالية من النظافة والتنظيم وتوفير كافة الاحتياجات لهؤلاء جميعا.

هذا فضلاً عن أن هذه المحطات قد تكون بؤرا لعدسات مكبرة يستشف منها الزائر المستوى الحضاري للشعب ومدى رقي المجتمع.

وقد سررنا جميعا بخطوات الهيئة العامة للسياحة والآثار التطويرية بقيادة سمو الأمير سلطان بن سلمان لبعض مرافق السياحة وخاصة المتعلقة ببعض الآثار التاريخية، وساعد على ذلك مبادرة الهيئة لتحسين مراكز الخدمة على الطرق الإقليمية - كما جاء في صحيفة المدينة الثلاثاء 17/9/1435، ولكن مما يثير التعجب أن تنفيذ البرنامج الشامل لتحسين وضع مراكز الخدمة ومحطات الوقود ينفذ خلال سنتين؟فلماذا السنتان يا ناس يا عالم؟ هناك مشاريع في بعض الدول المتقدمة كاليابان والصين لا تأخذ مشاريعها العملاقة أكثر من بضعة أشهر، بل إن المكسيك وهي دولة لا تصنف من الدول المتقدمة قامت بتجربتها الرائدة ببناء (600.

000) وحدة سكنية خلال عام واحد فقط! ألا نستطيع اقتفاء آثار تلك الدول والتجارب الناجحة لتطبيقها؟ بل لماذالا نستعين ببعض من تلك الشركات لإنهاء المشروع في وقت قياسي، خاصة أننا مقبلون على موسم الحج وهناك مئات الآلاف من الحجاج يستخدمون الطريق البري بين مكة المكرمة والمدينة المنورة؟ حتما إنهم سيشعرون بالفرق بين ما يجدونه من التوسعات الحضارية في المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف، والخدمات في المدن وهذه المحطات البدائية البالية.

أظن أن الشؤون البلدية والقروية ووزارة النقل والهيئة العامة للآثار والسياحةلا يخفى عليهم أهمية أن تكون المحطات على مستوى عال من التنظيم والنظافة وتوفير كافة المستلزمات للسياح والزائرين، وأن عليهم دراسة أوضاع هذه المحطات والخدمات ووضع معايير دقيقة ومواصفات عالمية عند إنشاء المحطات.