الطوب الأحمر.. هوية العشوائيات

يمثل الطوب الأحمر الواجهة الرئيسة للعشوائيات التي تتربع على سفوح مكة وجبالها، لتبدو وكأنها جزء لا يتجزأ من الهوية المكية بعد ما استشرت وأصبحت ظاهرة تكسو جبال مكة وجنباتها، وتشوه الرؤية البصرية العمرانية للعاصمة المقدسة، كما بات الطوب الأحمر ينافس أغلى الأحجار التي اعتيد البناء بها في السابق كحجر الشميسي والأردن في شهرتها بسبب احتلاله سفوح جبال مكة واستقراره كواجهة رئيسة.

وأوضح رئيس اللجنة العقارية بالغرفة التجارية بمكة المكرمة المهندس منصور أبو رياش لـ”مكة” أن الأسباب الرئيسة في انتشار الطوب الأحمر على سفوح مكة وجبالها تتمثل في ما يحققه من توفير اقتصادي على المعتدين ببناء تلك المنازل المخالفة، مشيرا إلى أنه أقل تكلفة من بقية أنواع الطوب، إضافة إلى أنه خفيف الوزن والحمل إلى أعالي الجبال، ما يصنع منه أهمية اقتصادية واستراتيجية لأولئك الذين جعلوه صبغة لجبال مكة.

وبين أبو رياش أن بداية تلك المباني يعود في المراحل الأولى إلى إنشاء صنادق خشبية وحرقها، للحصول على تقارير من الدفاع المدني تقضي بعدم جواز بناء تلك الصنادق الخشبية، وضرورة استبدالها بمبان آمنة لستر العوائل الموجودة فيها، لافتا إلى أن بعض المخالفين يعمدون إلى البناء تحت تلك الصنادق الخشبية بالطوب الأحمر والاسمنت ودهنها قبل إزالة الألواح الخشبية في غفلة من الجهات الرقابية، مؤكدا أن تلك الظاهرة تشمل في الوقت الحاضر أحياء كاملة منها “حي الزهور، وحي النكاسة، وزهرة كدي”.

وأشار الخبير العقاري إلى أن حصول سماسرة العشوائية على مادتهم الأساسية المتمثلة في الطوب الأحمر يكون عن طريق الموزعين الذين يحصلون على الطوب من المصانع الرئيسة، لافتا إلى أنه لو حصل منع الطوب إلا بتصريح فإن بناة العشوائيات أيضا بمقدورهم الاستعانة بأصدقائهم أو بسماسرة آخرين للحصول على تصاريح يستخدمونها لشراء الطوب، وكذلك الاسمنت والحديد، مشيرا إلى أن سماسرة البناء العشوائي بدؤوا في الاتجاه إلى أطراف مكة بعيدا عن أعين الرقابة.

وكشف أبو رياش عن أن المادة التي يصنع منها الطوب الأحمر تتمثل في الطمي الذي يتكون من مجموعة متنوعة من المواد منها جسيمات الطمي والصلصال الدقيق وجسيمات الرمال والحصى الأكبر قليلا، وعند ترسب تلك المواد الطميية تجمع في وحدات صخرية وتصبح متصخرة وتسمى الرواسب الطميية، كما كشف عن أن الرمال البركانية أيضا من المواد المستخدمة في الطوب الأحمر، مشيرا إلى وجود تلك الرمال في بعض المواقع على طريق المدينة المنورة.

ومن جهته أوضح خبير العقار المهندس إبراهيم عبدالرؤوف أمجد لـ”مكة” أن عشوائيات مكة استخدمت نوعين من الطوب يتمثلان في “الطوب الأحمر، والآجور الأحمر”، مشيرا إلى أن الآجور الأحمر يصنع فيما يشبه الأفران، ويصنع من الطين، كما يمتاز بامتصاصه للحرارة والبرودة، فيما يتميز الطوب الأحمر بكونه يحوي عازلا حراريا، ما يجعله يوفر الاستهلاك الكهربائي في المنازل، إلا أن له مشكلة عكسية تتمثل في عدم مقاومته للكسر.

وأضاف أمجد أن في الفترة السابقة كانت تتوافر على طريقي النوارية والرصيفة عدد من مصانع الآجور التي توفره بكثرة لتلك العمالة المخالفة على سفوح الجبال، إلا أنها أزيلت .

6 محاور للتطوير

أقرت وزارة الشؤون البلدية والقروية لائحة لتطوير العشوائيات بمنطقة مكة المكرمة، احتوت على ستة محاور، وهي:

أولا: الموافقة على تسمية المشروع (مشروع معالجة وتطوير الأحياء العشوائية بمنطقة مكة المكرمة).

ثانيا: الموافقة على تنفيذ الخطة الأمنية المتعلقة بتصحيح أوضاع من يلزم تصحيح أوضاعه من المقيمين في الأحياء العشوائية وغيرها.

ثالثا: الموافقة على لائحة تطوير المناطق العشوائية بمنطقة مكة المكرمة، والتي تتضمن منهجية تطوير المناطق العشوائية والتصدي لظاهرة العشوائيات ووضع الحلول الكفيلة لمعالجتها:

• 
  1 - مناطق عشوائية لها مقومات استثمارية تشجع مشاركة القطاع الخاص على تطويرها.


• 
  2 - مناطق عشوائية ليس لها مقومات استثمارية ولا تشجع مشاركة القطاع الخاص على تطويرها.


• 
  3 - مناطق عشوائية لها إمكانية ذاتية للتحسن والتطوير.


• 
  4 - مناطق عشوائية بحاجة إلى معالجة جزئية عاجلة.

رابعا: الموافقة على آلية تنفيذ الخطة الاجتماعية لسكان العشوائية.

خامسا: الموافقة على البرنامج الزمني لمشروع معالجة وتطوير المناطق العشوائية بمنطقة مكة المكرمة.

سادسا: الموافقة على استمرار أعمال اللجنة التنفيذية بكامل أعضائها لمتابعة وتطوير الأحياء العشوائية بمنطقة مكة المكرمة برئاسة سمو أمير منطقة مكة المكرمة.