الزعيم السيسي ضيفنا.. "مرحبا ألف"
تعود جمهورية مصر العربية إلى الزعامة العربية وإلى الصدارة في التصدي والمواجهة لتداعيات الأزمات في العالم العربي جنبا إلى جنب مع المملكة
تعود جمهورية مصر العربية إلى الزعامة العربية وإلى الصدارة في التصدي والمواجهة لتداعيات الأزمات في العالم العربي جنبا إلى جنب مع المملكة
الأحد - 10 أغسطس 2014
Sun - 10 Aug 2014
تعود جمهورية مصر العربية إلى الزعامة العربية وإلى الصدارة في التصدي والمواجهة لتداعيات الأزمات في العالم العربي جنبا إلى جنب مع المملكة العربية السعودية القائدة للعالم العربي والإسلامي. خصوصا أن عودة مصر بثقلها للزعامة في المشهد العربي في الوقت الراهن يأتي عقب تخلصها من حكم جماعة الإخوان المسلمين، بعدما تكشفت بوادر النوايا الحقيقية المخزية للأحزاب الإسلامية بعد ثورات الربيع العربي.
عودة مصر بقيادة زعيمها الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى بيت العرب (المملكة العربية السعودية) ولقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود (حفظه الله)، رسالة عامة لكل من تسول له نفسه المساس بالأمن القومي العربي. وتخصيصها على وجه الدقة إلى دولة قطر وجمهورية إيران اللتين لعبتا دورا وتحركتا سياسيا وبذلتا مجهودات بتكاليف باهظة من أجل إقصاء المملكة عن دورها القيادي للعالم الإسلامي وإحالة الدفة إلى إيران لتصبح قائدة العالم الإسلامي من خلال محاولات بتر وإضعاف علاقة السعودية بمصر. كما أن الحروب القذرة التي شنت على المملكة العربية السعودية، بالتوازي مع وصول الإخوان للسلطة المصرية، من باب التشكيك في وسطية الاعتدال الديني وتشويه النوايا لكل بادرة حسنة تقوم بها المملكة لنصرة الأشقاء أو الإنسانية وغيرها ستعود الآن إلى مرابطها فـ»على الباغي تدور الدوائر».
التقارب السعودي المصري الآن هو الأهم للمنطقة العربية، ولأنه الدرع الفولاذي لمواجهة كل ما يعصف بالبلاد من نكبات زادت وتيرتها في الفترة الراهنة وامتدت فيها الفوضى والانفلات الأمني إلى مدى لم يسبق له مثيل عبر التاريخ العربي.
المراقبون للزيارة التي قام بها الزعيم المصري السيسي أمس للسعودية يرون أنها شملت تناول العديد من الملفات المهمة، بحث فيها الجانبان مختلف القضايا التي تعلقت بالشأن السياسي والاقتصادي والإستراتيجي، إلا أن الاحتراق السياسي والتناحر على الخريطة العربية هو أبرز سمات المرحلة الراهنة، وتوقف هذا الاحتراق عند الدولتين السعودية والمصرية هو ما سيأذن بانخماده في بقية البلدان العربية قريبا، بإذن الله. فقد سبقت زيارة السيسي للسعودية زيارته للجزائر وبعض الدول الأفريقية وعلى وجه الخصوص منذ مطلع عام 2014، والسعودية تمد يد العون والغوث لكل بلدان العالم العربي المنكوبة لدحر النيران المشتعلة فيها. وأول ما قدمت السعودية دعمها مطلع هذا العام هو لمصر في ثورة 30 يونيو لدعم الشعب المصري، فضلا عن ضخها لودائع مليارية في خزينة الاقتصاد المصري لدعم استقراره. هذا الموقف التاريخي لخادم الحرمين الشريفين هو موقف مشرف للمملكة تجاه جمهورية مصر، وتبعه تغيير في المواقف السياسية الدولية تجاه جمهورية مصر. التضافر السعودي المصري الآن سيرتكز على محاربة الإرهاب في العالم العربي وفق استراتيجيات ستبنى من كلا الطرفين على أسس تشاورية وتنسيقية وتعاونية. سنرى قريبا بعد هذه الزيارة الميمونة من زعيم مصر تغيرات مهمة في المشهد الأمني العربي تصب - بإذن الله - لصالح الدول العربية المنكوبة بوطأة الإرهاب. فضرب الإرهاب في معقله في مصر وبدعم مباشر من السعودية سيكون فاتحة الخير على بقية البلدان، وما دعم المملكة الأخير للبنان إلا استدلال مبدئي على ما ستقوم به المملكة العربية السعودية بتحالف مع جمهورية مصر في بحث الملفات الأمنية والسياسية لباقي البلدان العربية بكل ما من شأنه أن يوفر السبل اللازمة لعودة الأمن {jcomments off}ومحاربة الفوضى واستقرار تلك البلدان اقتصاديا. المملكة العربية السعودية، قلب العالم الإسلامي وبيت العرب، ستبقى إلى قيام الساعة، بحول الله وقدرته، فقد واجهت المملكة الكثير من المكائد الإرهابية وتصدت لها بعون الله، وكل ما تواجهه دول العالم العربي من مؤامرات للتمزيق والفتنة والاقتتال ليس في جمعه إلاجزءا مما تتعرض له المملكة من محاولات غادرة يبطلها الله ببركة الحرمين الشريفين وبركة الأرض والإسلام. المملكة العربية السعودية، دار السلام والشقيقة الكبرى لكل بلدان العالم العربي والإسلامي، لهم عليها أن تحميهم وأن تسندهم وتمد إليهم يد المعونة، ولها عليهم أن يستظلوا تحت مظلتها القيادية والسيادية كدولة قوية لها ثقلها على المستوى الإقليمي والدولي، شاء من شاء وأبى من أبى.