الدائري الرابع ينعش عكيشية مكة

لم يشفع الطلب الكبير على الأراضي في حي العكيشية جنوب مكة المكرمة، في رفع نسبة الخدمات المقدمة للسكان في الحي الذي يدخل ضمن المناطق القديمة نسبيا في

لم يشفع الطلب الكبير على الأراضي في حي العكيشية جنوب مكة المكرمة، في رفع نسبة الخدمات المقدمة للسكان في الحي الذي يدخل ضمن المناطق القديمة نسبيا في

الخميس - 07 أغسطس 2014

Thu - 07 Aug 2014



لم يشفع الطلب الكبير على الأراضي في حي العكيشية جنوب مكة المكرمة، في رفع نسبة الخدمات المقدمة للسكان في الحي الذي يدخل ضمن المناطق القديمة نسبيا في العاصمة المقدسة، إذ ما زال يفتقر إلى الخدمات رغم تمتع الأحياء المحيطة به بمعظمها.

ويشير واقع الحال في العكيشية إلى ضيق الطرقات وتهالكها، في ظل تناثر الأحواش بشكل يدل على سوء التخطيط والتنظيم، وغياب تام لعمال النظافة، مما دعا بعض السكان للقول إن الحي خارج اهتمامات العاصمة المقدسة، مدللين على ذلك بإعراض بلدية الشوقية الفرعية عن تقديم واجبها تجاه الحي وقاطنيه، وأن واقع الحي شاهد على التجاهل والإهمال.

يأتي ذلك في وقت قفزت فيه أسعار أراضي الحي بشكل غير مسبوق، فيما كانت تعرض حتى وقت قريب بأسعار زهيدة، وأسهم الطريق الدائري الرابع في إنعاش الركود الذي كانت تعيشه أراضي العكيشية، إذ يشق الدائري طريقه من شمال الحي باتجاه طريق جدة السريع غربا، وباتجاه حي العوالي مرورا ببطحاء قريش شرقا، وبات الموقع الشمالي الشرقي للحي من أكثر المواقع طلبا من قبل المستثمرين، عطفا على تنامي حركة البيع والشراء العقارية في المنطقة.

وأشار أحد سكان الحي ويدعى محمد الهذلي، إلى معاناة الأهالي من نقص الخدمات الحيوية، رغم الموقع المثالي للحي في مكة، كونه يمثل حلقة وصل ما بين القادمين من طريق الجنوب أو القادمين من جدة أو الطائف، مما يفترض من أمانة العاصمة المقدسة إكمال جميع الخدمات والمتطلبات اللازمة للمواطنين.

وأوضح عطية الله الفهمي أن شوارع الحي أصبحت متهالكة، وتحولت إلى حفر ومطبات أضرت كثيرا بمركبات المواطنين والعابرين، وأن النظافة فيه تكاد تكون معدومة تماما، وتتناثر أكياس القمامة في كل مكان، والسيارات الخربة تعيق الحركة المرورية داخل الحي.

وتساءل أحمد يماني بقوله «رغم أن مكة المكرمة تشهد عددا من التطورات والمشاريع التنموية، إلا أنها مرت بالحي مرور الكرام، بل جعلته من الأحياء العشوائية، لذا نطالب الجهات المختصة بتوفير كل الخدمات والمشاريع التنموية كبقية أحياء العاصمة المقدسة».

وقال محمد القارحي «ما زلنا نحن سكان الحي، نتجرع مرارة الإهمال، فبعد أن جاورنا مرمى النفايات ومياه الصرف الصحي سابقا قبل أن يتم تحويلها، ها نحن نبقى مكانك سر، دون خدمات تليق بحي من أحياء مكة المكرمة»، موضحا أن الحي في حاجة إلى حراك تنظيمي يضمن لأن يوضع ضمن الأحياء العصرية النابضة بالحياة والخدمات البلدية.

وعن ارتفاع أسعار الأراضي في المنطقة وما جاورها باتجاه مخططات ولي العهد الجديدة، أكد العقاري عبدربه الدعدي على أن العكيشية وما يجاورها من أحياء لم تكن مرغوبة لأسباب عديدة، منها نقص الخدمات وعشوائيتها خاصة هذا الحي الذي بنيت أجزاء منه دون تراخيص معتمدة، وسارع الأهالي بالبناء بعد ارتفاع أسعار قطع الأراضي في مكة المكرمة بشكل عام.

وعزا السبب في ارتفاع الأراضي إلى إنشاء الدائري الرابع الذي نقل المنطقة نقلة استثمارية كبيرة على طول امتداده شرقا وغربا وأنعش سوقها العقارية، وما زالت الأسعار في تزايد وتصاعد مستمر، لافتا إلى أن الموقع المقابل جنوبا من الحي رغم ارتفاع أسعار عقاراته فإنه يشهد عزوفا من المستثمرين لعشوائيته وعدم تنظيمه وتداخله.

في المقابل، قطع الناطق الإعلامي لأمانة العاصمة المقدسة أسامة زيتوني في شأن تطوير الحي بأنه قادم، مؤكدا أن التطوير سيشمل جميع الأحياء العشوائية وغير العشوائية، مشيرا إلى أن الأمانة وضعت في خطتها سفلتة جميع شوارع الأحياء وصيانتها وتحديثها، وأن هذا العمل روعي في جدولته الأولوية، وستصل جميع الخدمات بلا استثناء إلى الجميع.