عالم مرتبك وتاريخ ثابت

يمر العالم العربي بفترة ليس لها مثيل، سواء من ناحية نوعية الأحداث أو من ناحية سرعتها. فالثورة الشعبية تتبعها ثورة مضادة، وأما موازين القوى فتتغير بين شروق شمس وغروبها، وأما النظريات السياسية فلم تعد تؤتي ثمارها، فصخرة الواقع قامت بدورها على أتم وجه. وأما أصحاب التحليلات والرؤى السياسية فسرعة الأحداث جعلت من تحليلاتهم كتحليلات مفسري الأحلام، يستأنس بها ولا يعتمد عليها. وأما الأخلاقيات والقيم فلا باك لها، فلقد قرأنا للدكتور الجامعي وهو يحرض على إراقة دماء خصومه، وشاهدنا القامة الإعلامية الرزينة وهي ترقص على جثث المخالفين، فلم يعد للأخلاقيات مكان ولا للقيم زمان. عالم مرتبك، وأحداث مفجعه، ولكن الأكيد بأن القادم أجمل، وستكون نهاية هذه الحقبة خير للعالم العربي وأهله، ففي وسط كل هذه المتغيرات يبقى التاريخ هو الثابت الوحيد.