بكم تبي فرح

عبارة - بكم تبي فرح؟! - مباغتة صفعني بها صديقي الملهم يكيكي ونحن نتجاذب أطراف الحديث عن الترفيه وتزجية الوقت للأسرة وللأفراد في البلد مع تباشير عيد الفطر المبارك أعاده الله على الأمة بالخير والأمن والسلام

عبارة - بكم تبي فرح؟! - مباغتة صفعني بها صديقي الملهم يكيكي ونحن نتجاذب أطراف الحديث عن الترفيه وتزجية الوقت للأسرة وللأفراد في البلد مع تباشير عيد الفطر المبارك أعاده الله على الأمة بالخير والأمن والسلام

الأربعاء - 30 يوليو 2014

Wed - 30 Jul 2014



عبارة - بكم تبي فرح؟! - مباغتة صفعني بها صديقي الملهم يكيكي ونحن نتجاذب أطراف الحديث عن الترفيه وتزجية الوقت للأسرة وللأفراد في البلد مع تباشير عيد الفطر المبارك أعاده الله على الأمة بالخير والأمن والسلام ..

كنت أقول ليكيكي يا أخي شيء عجيب في هالبلد لماذا الإجازات والمناسبات هنا طاردة خارج الحدود وليست جاذبة؟! فمع اقتراب أي إجازة تجد حجوزات الغالب الأعم من الناس لأوروبا وأمريكا، وبطبيعة الحال محدودو الدخل وضعاف الحال لا يباعدون دبي والبحرين على الأكثر حتى وإن كانت إجازة قصيرة بعدد أصابع اليد الواحدة..

عندها فاجأني يكيكي بعبارة (بكم تبي فرح؟ بكم تبي انبساط؟!) ولسان حاله يقول الفرح هنا ثمنه غال ومعظم هؤلاء الطائرين والطائرات لدول الجوار أو لأبعد من ذلك اقتصاديون وأذكياء ويعرفون ماذا يريدون وأسلوبهم هو الصح..

فالبلد كما يرى يكيكي لم يستثمر في صناعة الفرح لا للأسرة ولا للطفل ولا للشباب بشكل حضاري ومسؤول حتى يبقى كاش البلد في البلد.. وحتى صمودنا لعقود في انتظار بيئة جاذبة مساحات المتعة ومعايشة المناسبات في أجواء مثلما هو في دول الجوار كالإمارات والبحرين.

الهيئة العامة للسياحة لم تقدم للفرح والمتعة في البلد شيئا، ويبدو أن الحيلة أعيتها في استصلاح بيئة لا يرجى صلاحها، وكبار الرأسماليين والغرف التجارية لم يفكروا حتى جديا في تهيئة بيئة منتجة اقتصاديا ومربحة لرأس المال وتبقي أموال البلد في البلد طيلة هذه السنوات التي يهاجر فيها الشعب لخارج الحدود كل وقت وكل حين..

يستشهد يكيكي بمليارات الريالات يصرفها ربعنا في الإمارات والبحرين وغيرهما على مدى العام وفي ماذا؟ فقط تسوق وبيئات عائلية منظمة ومسعّرة ومراقبة ومسارح ودور عرض سينمائية ومدن ألعاب يمكننا أن نخلق أفضل منها وأجود وبنفس المناخات التي نركض ونزحف نحوها في دبي والبحرين..

سألت يكيكي إذا ماذا تقصد بمسألة بكم وبكم؟؟ قال هذا ينطبق على من تقعد به قدراته الاقتصادية من العائلات كبيرة العدد، ومتوسطة وضعيفة الدخل، حيث في غير مقدورهم الحصول على متعة وترفيه واستمتاع بإجازة إلا بما تحويه الجيوب البسيطة من ريالات تلتهمها منتجعات وشاليهات وشوية تفاهات وهي سويعات أو أيام معدودات، ومن أجل مطل جبلي أو استراق نظرة للبحر الذي لم يعد يراه إلا النخبة!!

هنا فهمت، وأدركت فقط اقتصاديا كم هو ممكن أن نصنع أفضل بيئات الترفيه في البلد وبشكل اقتصادي متهاود ويستثمر المردود في قيام صناعة تبقي أموال البلد في البلد..

لربما المسألة أكبر مما نتصور فمستحيل أن يكون في بلدنا بيئات جذب ترفيهي مجدية اقتصاديا، وظني أن هذا ما لم تكشف لنا عنه الهيئة العامة للسياحة والتي بالتجربة والبرهان يئست من السياح في ديرتنا، وهو ما يجعلني أقول قولي كم في جيبك أدلك أين تذهب؟ وإذا وضع جيبك تعبان ومنهك فأغلق باب بيتك عليك وعلى عائلتك وما فيها كم طبعا.