"عنتر ناش" و"أبو شوارب"!
موضوع الشوارب و(الشنبات) الذي تناولته صحيفة (مكة) في عددها الـ12 الجمعة الماضي، ذكرني بـ(شنبو في المصيدة)، وهو فيلم كوميدي قديم من أيام الأبيض والأسود، انتقل معظم أبطاله بشواربهم -طالت أو قصرت- من ظهر الأرض إلى بطنها! وللشنب عند العرب صلة بالفحولة والرجولة والقوة الخارقة الساحقة
موضوع الشوارب و(الشنبات) الذي تناولته صحيفة (مكة) في عددها الـ12 الجمعة الماضي، ذكرني بـ(شنبو في المصيدة)، وهو فيلم كوميدي قديم من أيام الأبيض والأسود، انتقل معظم أبطاله بشواربهم -طالت أو قصرت- من ظهر الأرض إلى بطنها! وللشنب عند العرب صلة بالفحولة والرجولة والقوة الخارقة الساحقة
السبت - 25 يناير 2014
Sat - 25 Jan 2014
موضوع الشوارب و(الشنبات) الذي تناولته صحيفة (مكة) في عددها الـ12 الجمعة الماضي، ذكرني بـ(شنبو في المصيدة)، وهو فيلم كوميدي قديم من أيام الأبيض والأسود، انتقل معظم أبطاله بشواربهم -طالت أو قصرت- من ظهر الأرض إلى بطنها! وللشنب عند العرب صلة بالفحولة والرجولة والقوة الخارقة الساحقة
وَضَعْ ما يحلو لك من التشبيهات والصفات
التي جعلت حلق الشوارب أو حتى تقصير جزء منها عمدًا أو سهوًا، كأن ينزلق (الموس) أو ينحرف المقص عن مساره، حدثًا يوقع صاحبه في المحظور
وهي منقصة عند أقوام تصل إلى حد (العيب والفضيحة)، تفرض على مرتكبها عقوبة ذاتية تصل إلى حد الإقامة الجبرية في بيته، بعيدًا عن أعين (الشامتين)، أو حتى الأقربين، يتوارى عن الأنظار، لكيلا ينالهم العار والشنار! لكن ولع العرب بطول الشوارب لم يصل إلى حد التنافس على دخول موسوعة (جينيس) كما فعل الهندي الذي ربّى شنبه على العز وغذّاه ودسّمه سنوات طويلة حتى بلغ خمسة أمتار ودخل به موسوعة (جينيس) فاكتسب شهرة كبيرة درّت عليه أموالاً طائلة
فإن كان (رزق الدجاجة في رجولها) -كما يقولون- فإن رزق هذا الهندي في شنبه! تجاوزت عنترية شوارب الرجال إلى الشاحنات مثل (اللواري) و(الونشات)، فأصبح (الانتر ناش) عنتر ناش، وظهر (أبو شنب) بعيونه الواسعة وصدامه الحديدي الرهيب، وشبكه البارز مثل أنياب الفك المفترس
خلدته أفلام رعاة البقر الأمريكية ولا يزال الهواة في العالم يحتفظون بموديلات قديمة منه كمقتنيات ذكورية نفيسة
ولفتتني في تقرير صحيفتنا الطريف صورة الفنان السيريالي (سلفادور دالي) بشاربه الرقيق (الغلبان) بين شاربي (نيتشة) و(هالك هوجن) الكثيفين، أما (هتلر) فقد كان يخفي خلف شاربه -وإن صغر- بُصيلات شرٍ مستطير!