عيد الطائف قديما تواصل وأهازيج موروثة

لم يتبق من مظاهر عيد الطائف قديما إلا ملامح زمن جميل يتذكره كبار السن من الأهالي ومن المهتمين بجمع وتوثيق تراث المحافظة، وغابت بعض المظاهر الحميمية بين الناس بسبب التوسع وزيادة الكثافة السكانية بالمحافظة مع بقاء شيء من تلك الجماليات عند الأسر داخل المحافظة وفي القرى والهجر القريبة منها

لم يتبق من مظاهر عيد الطائف قديما إلا ملامح زمن جميل يتذكره كبار السن من الأهالي ومن المهتمين بجمع وتوثيق تراث المحافظة، وغابت بعض المظاهر الحميمية بين الناس بسبب التوسع وزيادة الكثافة السكانية بالمحافظة مع بقاء شيء من تلك الجماليات عند الأسر داخل المحافظة وفي القرى والهجر القريبة منها

الاثنين - 28 يوليو 2014

Mon - 28 Jul 2014



لم يتبق من مظاهر عيد الطائف قديما إلا ملامح زمن جميل يتذكره كبار السن من الأهالي ومن المهتمين بجمع وتوثيق تراث المحافظة، وغابت بعض المظاهر الحميمية بين الناس بسبب التوسع وزيادة الكثافة السكانية بالمحافظة مع بقاء شيء من تلك الجماليات عند الأسر داخل المحافظة وفي القرى والهجر القريبة منها.





عيد الفطر قديما في الطائف كان يتميز بالبهجة والسرور، وتشترك فيه جميع حارات الطائف والقبائل المحيطة من الضواحي، ويبدأ التجهيز للعيد منذ منتصف شهر رمضان، حيث يبدأ الجميع بشراء الملابس ومستلزمات العيد، وتبدأ سيدات المنازل بتجهيز الطعام والإفطار.

في الماضي، أي قبل قرابة أربعة عقود كانت وسيلة الإعلام بدخول هلال العيد هي المدفع، حيث يطلق من أعلى الجبل الذي بجوار القيادة العسكرية الموجود حاليا بين حيي العزيزية ومعشي، بالإضافة للراديو والتلفزيون، وتطلق سبع طلقات من المدفع بعد صلاة العيد، وكان المصلى الوحيد لأهالي الطائف قبل توسع المدينة مشهد العيد بالعزيزية، وهو نفس موقع مسجد الملك فهد، حيث يأتي الأهالي للصلاة مشيا من أحياء الشرقية والشهداء الجنوبية والشمالية والسليمانية وحارة أسفل وحارة فوق، وكانت هناك عادات لم تعد موجودة فكان الأهالي يصافح بعضهم بعضا، من يعرفون ومن لا يعرفون ويتبادلون التهاني بالعيد.

وبعد الصلاة تذهب العوائل لكبير العائلة للإفطار في منزله، وكان الفطور عبارة عن مختوم أو معرق، دبيازة، كنافة، وأنواع مختلفة من الأجبان، منها البلدي المالح أو الحلو والشريك والزلابية، والسمن والعسل، والهريسة والمربى.

وبعد الإفطار يشرع عدد من الأسر في زيارة أقاربهم ثم زيارة الأصدقاء في الحارات المجاورة، كما تقام الألعاب الشعبية ومراجيح الأطفال في كل حي، إلى جانب عيدية الأطفال التي كانت آنذاك لا تتجاوز ربع ريال فضة أو نصفه أو ريال فضة أو ريالا ورقيا.



المؤرخ عيسى القصير





العيد في الماضي كان أجمل، حيث الجميع متفقون على المعايدة بين الجيران، فاليوم الأول لأهل حارة أسفل، ويأتي أهل حارة فوق وحارة السليمانية لمعايدتهم، واليوم الثاني ترد المعايدة لأهل السليمانية، وحارة فوق واليوم الثالث تكون المعايدة للأهالي لأحياء السلامة وقروى وغيرها، وكانت المنازل مفتوحة.



محمد وفاء





لا يختلف العيد قديما عند حاضرة وبادية الطائف، وكان أهل البادية يجتمعون في العيد عند الكبير أو شيخ القبيلة ويتبادلون التهاني والمعايدة، ثم يقومون بعد الإفطار بالمرور على كبار السن والمقعدين والنساء الكبيرات في القبيلة، وتلك العادات ما زالت متوارثة حتى اليوم مع توسع وزيادة الأسر، إلا أنهم يحرصون على عدم تركها.



سعود السبيعي