ضرورة الفن
الفنّ ضرورة؛ لأنّه نشأ من سؤال الإنسان عن سرّ وجوده، وعن معنى حياته وامتداد حدوده، وعن مغزى مآله في نهاية الطريق، ومن حواره مع خالقه العظيم منذ بدء الخليقة والتكوين؛ لذا فمن أعماق دور العبادة تفتّحت كلّ الفنون؛ الستّة القديمة (النحت والرسم والموسيقى والرقص والتمثيل والشعر)، وجاء سابعها الحديث (السينما)
الفنّ ضرورة؛ لأنّه نشأ من سؤال الإنسان عن سرّ وجوده، وعن معنى حياته وامتداد حدوده، وعن مغزى مآله في نهاية الطريق، ومن حواره مع خالقه العظيم منذ بدء الخليقة والتكوين؛ لذا فمن أعماق دور العبادة تفتّحت كلّ الفنون؛ الستّة القديمة (النحت والرسم والموسيقى والرقص والتمثيل والشعر)، وجاء سابعها الحديث (السينما)
الاثنين - 28 يوليو 2014
Mon - 28 Jul 2014
الفنّ ضرورة؛ لأنّه نشأ من سؤال الإنسان عن سرّ وجوده، وعن معنى حياته وامتداد حدوده، وعن مغزى مآله في نهاية الطريق، ومن حواره مع خالقه العظيم منذ بدء الخليقة والتكوين؛ لذا فمن أعماق دور العبادة تفتّحت كلّ الفنون؛ الستّة القديمة (النحت والرسم والموسيقى والرقص والتمثيل والشعر)، وجاء سابعها الحديث (السينما). وهذه الفنون يدركها الإنسان جميعا بحواسّه الخمس، فمن حوار الإنسان مع أخيه الإنسان تأسّس التواصل والاتّصال، وابتدأ تاريخ الذوق.
الفنّ ضرورة؛ لأنّه التدريب الوجوديّ الأسمى لأعمال الحواس وأفعالها وانشغالاتها، به نتعلّم رهافة الإدراك بصرا وسمعا وشمّا وحسّا وتذوّقا، فنعيد تكرار ما تفتّحت عليه العيون في خلق جديد لا متناه أبدا، فنكثّر الوجود بنا، وبأفعالنا، وبمنتجاتنا الإنسانيّة والإبداعيّة على الدوام؛ لنصير من صُنّاع عالمنا المهرة والمنتجين والمبدعين.
الفنّ ضرورة؛ لأنّه الفعالية الوجوديّة الإنسانيّة التي بها يعرف المرء نفسه بوصفه فنّانا منتجا، فيكتشف ذاته، ثمّ ما يلبث أن يحقّق هذه الذات بالإبداع، ولا يزال يعمل بدأب حتّى يوكّد ذاته بحضوره في ذوات الآخرين، فاعلاً متعدّيا بالإيجاب في حياتهم، متواصلاً معهم حتّى يصيبهم بالعدوى الفنّيّة.
الفنّ ضرورة؛ لأنّه بالعدوى - كما يرى الروائي الروسي ليو تولستوي - يجعلنا نعيش تجربة الفنان حتّى كأنّنا هو، وكأنّه نحن، هكذا يصير الفنّ رسالة السماء إلى الإنسان ليعرف ذاته، ورسالة الإنسان إلى أخيه الإنسان ليشاركه في حسّه الإنساني في الفرح والحزن، في الرضى والغضب، في السرور والحبور، وفي احتمال الأذى والشرور.
الفنّ ضرورة؛ لنحقّق به معنى كينونتنا على هذه الأرض، ولنبدع شكل وجودنا الذي نحبه ونحلم به ونأمل أن نكونه، في حالة من الفاعليّة الإنسانيّة التي مُنحت لنا بوصفنا بشرا أسوياء، فما نحن بمجموعنا إلاّ تلك الذات الكلّيّة الإنسانية المكرّمة، التي أحبّتها المشيئة الإلهيّة، فأوجدتها لتبدع الحياة ولتكون بها، بعد أن سخّرت لها كلّ ممكن ومأمول.