بروباجندا إسرائيل أشد فتكا من قوتها العسكرية

تمتلك إسرائيل آلة إعلامية (بروباجندا) ضخمة نجحت في منح الأكاذيب صفة المصداقية لتأييد وجهة نظرها وإضعاف حجج وأدلة الخصوم، حتى لو ارتكبت أبشع أنواع القتل وأكبر الجرائم في انتهاك حقوق الإنسان

تمتلك إسرائيل آلة إعلامية (بروباجندا) ضخمة نجحت في منح الأكاذيب صفة المصداقية لتأييد وجهة نظرها وإضعاف حجج وأدلة الخصوم، حتى لو ارتكبت أبشع أنواع القتل وأكبر الجرائم في انتهاك حقوق الإنسان

الجمعة - 25 يوليو 2014

Fri - 25 Jul 2014



تمتلك إسرائيل آلة إعلامية (بروباجندا) ضخمة نجحت في منح الأكاذيب صفة المصداقية لتأييد وجهة نظرها وإضعاف حجج وأدلة الخصوم، حتى لو ارتكبت أبشع أنواع القتل وأكبر الجرائم في انتهاك حقوق الإنسان. والبروباجاندا (Propaganda) كلمة تعني نشر المعلومات بطريقة أحادية تعتمد على إعطاء معلومات ناقصة للتأثير على آراء أو سلوك أكبر عدد من الأشخاص. وارتبط هذا المصطلح بالسياسة في الحرب العالمية الأولى، وانتشر في الحرب العالمية الثانية عندما استخدمه جوزيف جوبلز (وزير الدعاية النازي) ورفيق أدولف هتلر، الذي يعد إحدى الأساطير في مجال الحرب النفسية، كونه صاحب الشعار الشهير “اكذب حتى يصدقك الناس”. فالبروباجندا الإسرائيلية اخترقت عقل الغرب، وجعلته يردد أكاذيب تل أبيب ويدافع عنها بقوة أشد من الإسرائيليين أنفسهم. وبالرغم من أن العنف المفرط للقوة العسكرية الإسرائيلية أسقط في غزة أكثر من 700 شهيد وأصاب أكثر من 4500 جريح، أغلبهم من كبار السن والنساء والأطفال في العدوان، المستمر منذ 8 يوليو الحالي، إلا أن الغرب يؤيد وجهة النظر الإسرائيلية في حقها بقتل الأبرياء من الأطفال والنساء بدعوى حماية المدنيين الإسرائيليين من الصواريخ العبثية، التي أصابت عشرات، رغم أن عددها كان أكثر من 1200 صاروخ.

أكاذيب الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز، في الدفاع عن المجزرة التي يرتكبها جيشه، وجدت آذانا صاغية لدى الغرب، خاصة عندما يدعي أن “الطيارين (الإسرائيليين) لا يلقون القنابل عشوائيا إنما يقومون بذلك بشكل مدروس”، وأن “حركة حماس تختبئ في المباني العامة والمدارس ومؤسسات وكالة الغوث وتستخدم الأطفال دروعا بشرية”. هذا المعنى ردده السفير الإسرائيلي في منظمة حقوق الإنسان بجنيف إيفياتار مانور بقوله إن حماس تجبر الفلسطينيين على البقاء على خط الهجمات الإسرائيلية. أكاذيب الدعاية الإسرائيلية دفعت 17 دولة من 47 في مجلس حقوق الإنسان الدولي إلى الامتناع عن التصويت، على قرار المجلس الأربعاء الماضي بإيفاد لجنة للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، فيما كانت الولايات المتحدة هي الوحيدة التي صوتت بـ”لا” على القرار. الترديد المتواصل للأكاذيب قد يضفي حقيقة موقتة على الادعاءات، لكنه يسقط في النهاية، ولكن أكثر ما نخشاه أن يكتشف العالم أكاذيب إسرائيل بعد أن تبيد الشعب الفلسطيني بالكامل.