جبل الكعبة.. عبق الماضي وأصالة الحاضر
يمتزج في جبل الكعبة عبق الماضي وأصالة الحاضر، فقصص وأحداث الماضي تجذبنا، لمعرفة جديده الحافل بالتطوير
يمتزج في جبل الكعبة عبق الماضي وأصالة الحاضر، فقصص وأحداث الماضي تجذبنا، لمعرفة جديده الحافل بالتطوير
الجمعة - 24 يناير 2014
Fri - 24 Jan 2014
يمتزج في جبل الكعبة عبق الماضي وأصالة الحاضر، فقصص وأحداث الماضي تجذبنا، لمعرفة جديده الحافل بالتطوير
ويقع «جبل الكعبة» شمال غرب المسجد الحرام ، في حارة الباب، ويسمى بجبل مقلع الكعبة، لأن صخوره هي نواة بناء الكعبة المشرفة، عند إعادة بنائها في العهد العثماني الأول، عندما هدم السيل جدارها عام 1039 للهجرة، وقيل إن سيدنا إبراهيم ــ عليه السلام، أعاد بناء الكعبة من حجارة الجبل، وقيل إنه أخذ من كل جبال مكة، وسمي بذلك تيمناً بالكعبة المشرفة، بعد أن أطلق عليه المؤرخون « جبل الكعبة»، ليكون أثراً تاريخياً، يضاف للمعالم التاريخية و الإسلامية بالعاصمة المقدسة، التي يتفق قاطنوها و قاصدوها على أنها المكان الوحيد في العالم الذي تحكي كل زواياه ومعالمه قصصاً و أحداثا، تزخر بالبطولات، وتشهد بالانتصارات، والقضاء على براثن الشرك، والخروج من الظلمات إلى النور
ونظراً لمرحلة التطوير التي تشهدها المنطقة، يرى عدد من الأشخاص أنها حاجة ملحة ولابد منها، وأصبح من الضروري تطويرها، لتبدأ الحياة مجدداً من قمة «جبل الكعبة» الذي بدأ يخضع لمرحلة التطوير، ليكون نموذجاً حضاريا
وبين عمدة حي الشبيكة، حسين العميري، أنه تمت إضافة «جبل عمر» إلى ساحات الحرم الشمالية، ضمن النقلة التطويرية التي تشهدها المنطقة، لتوسعة ساحات الحرم المكي الشريف، والتي تهدف إلى خدمة ضيوف الرحمن، والعمل على تذليل العقبات أمام قاصدي بيت الله الحرام
و أوضح العميري أنه يجري العمل الآن على تخفيض مستوى سطح الجبل، ليسهل المرور على القادم من ريع الرسام إلى الحرم، ويتوقع أن يضيف «جبل الكعبة» ما يصل إلى 7000 غرفة فندقية إلى قطاع الضيافة السعودي بعد استكمال جملة من الفنادق خلال السنوات القليلة المقبلة، تقدر تكلفتها بحوالي 10 مليارات ريال، علماً أن الطريق كان مغلقا في الثمانينات، وتم فتحه بطول 10 أمتار حينذاك
ويوضح الدكتور فواز الدهاس، أستاذ التاريخ في جامعة أم القرى، أن مكة المكرمة تزخر بالموروثات التاريخية التي تعد متاحف ثابتة وراسخة، قدمها المولى - عز وجل - لأهل هذا البلد، لتكون مرجعا دينيا وتاريخيا يفتخر به جميع المسلمين في أقطار العالم، عكس ما يفعله عدد من الدول الأخرى، التي تسعى جاهدة دافعة ملايين الدولارات لإنشاء متاحف تتحدث عن مكنوزاتها التاريخية، بينما مكة المكرمة لا تحتاج إلى ذلك،كون أراضيها وما تحويه من جبال ومواقع تاريخية تعد متاحف ثابتة وراسخة بذاتها
وحول ما يعتري الجبل من عمليات التطوير يرى الدهاس «إن كثيرا من المواقع التاريخية طالته عجلة التطوير، والبعض منها أزيل، ولكن ما نؤمله أن تبقى المواقع التاريخية المهمة منها، خاصة الجبال التي تحيط بمكة المكرمة، والتي لكل واحد منها قصة أو أثر تاريخي لا ينسى، والبعض منها متعلق بالرسول - صلى الله عليه وسلم - وبالتالي تلك المواقع التاريخية لا بد أن تبقى حتى وإن طالتها رياح التطوير»
ويرى أستاذ التاريخ في جامعة أم القرى، ضرورة تفعيل مثل هذه المواقع التاريخية، وعلى رأسها «جبل الكعبة»، إذ إنه لا بد للجهات المعنية من الإعلان عن تلك المعالم التاريخية كي يعرفها عامة الناس، وذلك بتحديد مواقع بعينها يتم توظيف الشباب المتخرج من الجامعات في أقسام التاريخ فيها، ليعطوا الناس فكرة ومعلومات عن تلك المواقع التاريخية، وكذلك لا بد من تنظيم زيارات سواء تعليمية أو سياحية لتلك المواقع ليكون النشء على معرفة ودراية بهذه المواقع التي لا بد أن تكون معروفة لدى جميع الأجيال المتعاقبة