أذان الحرم النبوي شجن وتبحير

اشتهرت المدينة بالأذان المدني الذي يمتاز بجمال الصوت بالشجن والتبحير، وهي مهارة ترتبط بطريقة الأداء أثناء الأذان والتي يمتاز بها مؤذنو المسجد النبوي الشريف عن غيرهم في العالم الإسلامي،

اشتهرت المدينة بالأذان المدني الذي يمتاز بجمال الصوت بالشجن والتبحير، وهي مهارة ترتبط بطريقة الأداء أثناء الأذان والتي يمتاز بها مؤذنو المسجد النبوي الشريف عن غيرهم في العالم الإسلامي،

الخميس - 17 يوليو 2014

Thu - 17 Jul 2014



اشتهرت المدينة بالأذان المدني الذي يمتاز بجمال الصوت بالشجن والتبحير، وهي مهارة ترتبط بطريقة الأداء أثناء الأذان والتي يمتاز بها مؤذنو المسجد النبوي الشريف عن غيرهم في العالم الإسلامي، كما يشعرك الأذان المدني بالسكينة والروحانية في هذا المسجد الطاهر.

ومن أبرز ملامح وسمات الأذان المدني الذي بات مدرسة للعالم الإسلامي، جمال الصوت ونداوته والأداء الحسن، والذي امتد مع رفع أول أذان في المسجد النبوي من قبل مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم سيدنا بلال بن رباح رضي الله عنه.

ويعتبر المؤذن الشيخ عصام بن حسين بخاري أستاذ هذه المدرسة من الأحياء، حيث يعد مرجعا في هذا المنهج.

وعن أبرز ما يميز الأذان المدني عن المكي، يشير الباحث والمهتم في تاريخ الأذان في الحرمين الشريفين ومؤسس “ملتقى الأذان والمؤذنين” محمد بخش إلى أن الأذان المدني يتفوق بالجهورية وله عشاق ومحبون في كل مكان اليوم، وكذلك من يحرصون على تعلم طريقة الأذان المدني لما يتميز به من جمال وقوة أدائه في رفع الأذان.

وأكد الباحث محمد بخش في حديثه لـ “مكة” وجود عدد من المقامات الحجازية المستعملة مثل البيات والبنجكة والحراب، والبيات ويماني حجاز والحسيني وكذلك الدوكة والمايا وغيرها من المقامات، مشيرا إلى أن بعضها يستخدمها المؤذن في التبليغ خلف الإمام وتتنوع المقامات في الأذان لكل وقت صلاة، فيختار المؤذن بين مقامي الحجاز والبياتي، لصلاتي الظهر والعصر وأذان العشاء بين مقامي البياتي والحجاز وعادة ما يكون أذان المغرب مختصرا والفجر بمقام البيات.

وأضاف أن هناك تبليغا خاصا فيما يتعلق بمناسبات العيد، يبلغ فيه المؤذن خلف الإمام، وإذا ما كان الجو غائما أو ماطرا يبرز مقام في الأذان والتبليغ يسمى (المايا أو الماهور) يستعمل أثناء وجود غيم ومطر، وهو يضفي نوعا من التغيير.

وعن سر توريث المؤذنين لأبنائهم، أكد أن الأذان كان في السابق يتم توريثه للأبناء، حيث يرتبط أبناؤهم منذ فترة مبكرة بالاهتمام والعناية بالأذان ومعرفة أحكامه الشرعية وتعلم الأبناء أداء الأذان المدني، حيث كان أغلب المؤذنين يصطحبون أبناءهم منذ الصغر، ولذا تجد بعض المؤذنين ممن تشرف برفع الأذان في فترة مبكرة وعمره 15 عاما.

وأشار إلى تميز عدد من الأسر بجمال الصوت والأداء، بينهم عائلة آل البخاري، وكذلك عائلة الحكيم، والنعمان وعائلة النجدي والديولي، والخاشقجي والعفيفي وغيرهم.

حيث تعاقبت هذه الأسر على صعود أبنائها منارات الحرم النبوي ومكبريتها في الروضة الشريفة برفع النداء والتبليغ خلف الإمام والتكبيرات في الأعياد بالحرم النبوي الشريف.

وفيما انحسر دور بعض الأسر عما كان عنه في السابق برز عدد من المؤذنين الشباب مثل المؤذن عبدالمجيد السريحي، والمؤذن عمر سنبل، والمؤذن أشرف عفيفي، وقد أخذ جميعهم نفس المدرسة القديمة في الأذان في الحرم النبوي الشريف وساروا عليها.





بين الأمس واليوم



كان الأذان قديما في المسجد النبوي يرفع من المآذن الخمس بدءا من المئذنة الرئيسة التي بجوار القبة الخضراء، ومئذنة باب الس الم ومئذنة باب الرحمة، وكذلك المئذنة الشكيلية والمئذنة السليمانية، حيث كان ينطلق منها النداء حتى مطلع عام 1400 ه، حيث تم توحيد الأذان على مؤذن واحد فقط، وذلك من مكبرية الحرم النبوي الشريف، وتم بعد ذلك النظر إلى كثرة المؤذنين وعمل جدول، حيث كانت تأتي نوبة المؤذن مرة في الأسبوعين، لأن الأذان في السابق كان لزاما أن يكون بعدد أكبر من المؤذنين موزعين لتغطية منارات الحرم في كل الفروض. والأذان الأول قبل أذان الفجر بساعة، وهناك تسجيلات منتشرة في “ملتقى الأذان والمؤذنين” في الشبكة العنكبوتية، بحسب الباحث والمهتم بتاريخ الأذان في الحرمين الشريفين ومؤسس “ملتقى الأذان والمؤذنين” محمد بخش.

ويقول: تخصص شيخ طائفة المؤذنين عبدالرحمن بن عبدالإله خاشقجي بوضع جدول أوقات الأذان، وكذلك جدول نوبات المؤذنين، حيث يتم التنسيق بين المؤذنين بتواجد ثلاثة منهم في المكبرية كل صلاة، الأول هو المؤذن الأساسي الذي يقوم برفع الأذان والثاني يقوم بالإقامة والتبليغ خلف

الإمام وهو الم الزم وتكون بداية النوبة من فرض صلاة الظهر وتنتهي بفرض صلاة الفجر في اليوم التالي، حيث يبدأ المؤذن الأساسي، والمؤذن الثالث هو الاحتياط ويقوم بالتكبير للص الة على الجنائز والإنابة عن المؤذن الأساسي أو المؤذن الم الزم عند غيابهما أو تأخرهما، ويقوم شيخ طائفة المؤذنين بمتابعة ذلك بين المؤذنين وفق جدول مخصص يعده مسبقا لكل شهر. وكان في السابق يستخدم في التوقيت لرفع الأذان (المزولة) ولم تعد تستخدم اليوم مع وجود وسائل التوقيت الحديثة. ويبقى الأذان المدني برونقه الخاص وأدائه المميز ينتشر في أصقاع الأرض بجمال ونداوة أصوات مؤذني الحرم النبوي الشريف.