وادي عياء إرث تاريخي وجنة على سفح الجبل

يعد من أشهر أودية عسير، ويقصده كثير من الأهالي، حيث يقع على سفوح جبالها، على نحو 140 كم من مدينة أبها، يتميز بغناه بالإرث التاريخي العريق، حيث يضم مباني وآثارا تعود لزمن الرسول صلى الله عليه وسلم، ومسجده الذي لم تتبق منه إلا الأطلال، إنه وادي عياء.

قصور شامخة

ونظرا لما يتمتع به الوادي من طبيعة خلابة وكونه مصدرا غنيا بالغذاء ومناسبا للرعي والري، قامت به صراعات تاريخية منذ آلاف السنين، وما زالت آثار الوادي وقصوره شامخة رغم إهمال ترميمها، إلا أن سكانها يرفضون فكرة إزالتها أو العبث بها كونها هوية وتاريخا لهم.

وطراز البناء المتقن بالوادي يوحي بفن اندثر ولم يؤرخ له، فالطراز المعماري والتصميم الذي تنفرد به القصور والمساجد والقلاع هناك نادر، ويؤكد على أنه بني ببراعة فهو فن صاحبته لمسات يفتقر لها مصممو العصر الحديث، حيث زينوها بخامات طبيعية، مع تلوين جدرانها بعصارة الرمان والخوخ، والحبق وزهور المج الصفراء.

روائح عطرية

ويجذب الوادي محبي الطبيعة وعاشقي الجمال، للتمتع بالجلوس على ضفاف مجرى مائي لا ينقطع جريانه، ويستطيع زائره أن يشم الروائح العطرية بالوادي من مسافة بعيدة، والتي يكون مصدرها في الغالب الحبق النابت على ضفاف الوادي بكميات هائلة تقدر بآلاف الأمتار، حيث يستخدمه الأهالي مع الشاي كما يشرب وحده، ويستخدمه آخرون من أجل العلاج.

مياه صافية

ويقول الشاب عبدالله الأحمري: إن المياه في وادي عياء تجري على مدار العام ولا تنقطع، وتوجد فيها أسماك يمكن مشاهدتها، حيث تتدفق المياه نتيجة سقوط الأمطار على مدينة أبها وجبال السراة والتي تتسرب إلى جوف الأرض، ومن خلال قنوات مائية تحت الجبال يتم تنقيتها وتصفيتها من الشوائب ثم تنبع في الوادي وتتدفق بشكل مستمر.

وعن طبيعة الوادي أضاف الشاب عبدالله بن سعيد: يعد عياء متنفسا طبيعيا لم تمسه الحضارة وأجمل ما فيه أنه بكر، لذا أحرص على اصطحاب عائلتي باستمرار للتنزه فيه، كما أنه يتميز بتنوع المحاصيل الزراعية والفواكه مثل الجوافة والمانجو والفراولة والرمان والعنب التي يندر أن تنبت في المناطق المحيطة.

وحول الحبق المنتشر في الوادي، قال إنه ميزة للوادي، فمنذ أن عرفه وهذه الشجرة تنبت فيه، وكل من يريده يستطيع أن يأتي ويأخذ بقدر ما يستطيع ولن ينقص منه شيء، والأهالي يستخدمونه مع الشاي ويشرب وحده.