الغرفة المغلقة في الروايات البوليسية جريمة بلا أثر

بالرغم من جاذبية مفهوم «لغز الغرفة المغلقة» في الأدب البوليسي إلا أنه يعتبر غير دقيق، فهو يعني حدوث جريمة تبدو في بادئ الأمر مستحيلة، ولا تتطلب وجود غرفة مغلقة حرفيا، بل يكفي أن تكون الضحية في موقع يصعب ترك أثر فيه.

مثل جثة تعرضت للضرب أو الخنق في منتصف ثلج أبيض، أو رمل لا تثبت فيه آثار الأقدام، أو على قارب في منتصف البحر، إلى جانب القصة الكلاسيكية حيث يكون القتيل في غرفة مغلقة من الداخل.

ينسب القراء اختراع لغز الغرفة المغلقة إلى الكاتب إدغار آلان بو، وذلك في أول قصة بوليسية تمت كتابتها «جرائم القتل في شارع المشرحة» والتي نشرتها مجلة جراهام للمرة الأولى في أبريل 1841، بحسب ما ذكرت صحيفة ذي اندبندنت.

وعلى الرغم من أن آلان بو أول من اخترع قصة الغرفة المغلقة، إلا أن روبرت أندي في مقدمة مراجعه لـ «Locked Room Murders 1991» نسب الفضل للجهد الذي قام به الكاتب الأيرلندي Sheridan Le Fanu, في قصته ممر للتاريخ السري للكونتيسة الأيرلندية، والتي نشرتها مجلة جامعة دبلن نوفمبر في 1838.

إضافة إلى أن بعض النقاد يعتبرون أعظم كتّاب القصص البوليسية هو الروائي الأمريكي جون ديكسون كار، ولا يقتصر الأمر على كونه نشر أكثر من 126 رواية وقصة ومسرحية راديو تحت اسم كارتر ديكسون، بل تنوعت وتعددت أساليب القتل التي تبدو مستحيلة في رواياته، وببساطة تجعل عقل القراءة يتوقف عن التفكير ذهولا.

ومن أكثر الروايات التي تظهر تمكنه في أسلوب لغز الغرفة المغلقة هي رواية «الرجل الأجوف 1935» حيث جعل المحقق في الرواية يشرح ويعدد في 15 صفحة كل الطرق التي لا تكون فيها غرفة مغلقة مانعة لحدوث الجريمة، وشرح كيف يمكن تفسير المستحيل، واختيرت هذه الرواية كأفضل رواية طرحت هذا اللغز على الإطلاق من قبل لجنة مكونة من 17 كاتبا وناقدا.

ومن الروايات المنتمية لمجموعة لغز الغرفة المغلقة، رواية الكاتب إليري كوين The House of Haunts ,1935» عن محاولة عودة رجل لمنزل اختفى بغموض خلال ليلة واحدة، دخله الناس في الليل، وعندما عادوا في صباح اليوم التالي كان قد اختفى.

ورواية «All at Once, No Alice,1940» لكورنيل وولريتش، نشرها باسم مستعار ويليام آيرش، وتدور أحداث الرواية عن رجل يترك عروسته في غرفة فندق لمدة قصيرة وعندما يعود يجد الغرفة قد اختفت واختفت معها زوجته، وينكر جميع من التقى بهم معرفته أو رؤيته هو وزوجته.