مراكز خدمات الحجاج والمعتمرين محطات جلوس

في الوقت الذي تعلقت بهم الآمال، لم تكن خدماتهم على المستوى المأمول منهم، في الساعات الحاسمة، بل اللحظات الحرجة، قبيل أذان المغرب، لم يكن هناك أحد يجيب، لم يكن هناك أحد يخدم المعتمرين، جلس العجزة على كراس لاصقت كشك خدمات المعتمرين والزوار، وفوق رؤوسهم لوحات إعلانية تعيد وتكرر، نعتز بخدمة الحاج والزائر، ونستقبل استفساراتكم، ومثلها من العبارات كانت تروح وتجيء، حتى راح العجزة من أماكنهم يأسا، وفي محاولة ليست مضمونة، للحاق بالإفطار في الحرم المكي الشريف وساحاته

في الوقت الذي تعلقت بهم الآمال، لم تكن خدماتهم على المستوى المأمول منهم، في الساعات الحاسمة، بل اللحظات الحرجة، قبيل أذان المغرب، لم يكن هناك أحد يجيب، لم يكن هناك أحد يخدم المعتمرين، جلس العجزة على كراس لاصقت كشك خدمات المعتمرين والزوار، وفوق رؤوسهم لوحات إعلانية تعيد وتكرر، نعتز بخدمة الحاج والزائر، ونستقبل استفساراتكم، ومثلها من العبارات كانت تروح وتجيء، حتى راح العجزة من أماكنهم يأسا، وفي محاولة ليست مضمونة، للحاق بالإفطار في الحرم المكي الشريف وساحاته

الاثنين - 07 يوليو 2014

Mon - 07 Jul 2014



في الوقت الذي تعلقت بهم الآمال، لم تكن خدماتهم على المستوى المأمول منهم، في الساعات الحاسمة، بل اللحظات الحرجة، قبيل أذان المغرب، لم يكن هناك أحد يجيب، لم يكن هناك أحد يخدم المعتمرين، جلس العجزة على كراس لاصقت كشك خدمات المعتمرين والزوار، وفوق رؤوسهم لوحات إعلانية تعيد وتكرر، نعتز بخدمة الحاج والزائر، ونستقبل استفساراتكم، ومثلها من العبارات كانت تروح وتجيء، حتى راح العجزة من أماكنهم يأسا، وفي محاولة ليست مضمونة، للحاق بالإفطار في الحرم المكي الشريف وساحاته.

وقال أحد المعتمرين الذين جلسوا قرب المكان: «لسنا ضد إفطار العاملين في خدمات المعتمرين ولكن على أن يكون على نظام ورديات، ويكون هناك من يخدم قاصدي المسجد الحرام على مدار الساعة».

جهاد العايد معتمر أردني بلغ من العمر68 عاما، قال: «أعاني من آلام مزمنة في مفاصلي، وبعيدا عن ذلك أسكن بعيدا من هنا، ركبت سيارة أجرة أوصلتني إلى بداية شارع إبراهيم الخليل بجوار بلدية المسفلة، ثم فضلت النزول، بعد أن انتظرنا في طوابير السيارات أمام الإشارة الضوئية ما يزيد على نصف ساعة، ولم نتقدم ففضلت أنا وقائد السيارة التوقف عند هذا الحد ولحاق كل منا بالإفطار، هو مع أسرته وأنا في المسجد الحرام، الذي لا زالت تفصلني عنه مسافة طويلة جدا بالنسبة لمسن مثلي، ولكن لا حل أمامي سوى السير على الأقدام».

وأضاف «بالفعل توجهت إلى الحرم ولا زال يفصلنا عن آذان المغرب ما يقارب الـ40 دقيقة، ولما بلغت أكشاك خدمة المعتمرين بعد طول عناء، كان قد مضى من الوقت ما يقارب 23 دقيقة، وهناك لاحظت سيارة الخدمات الصغيرة التي تستخدم في ساحات الحرم لأغراض عدة، وهي واقفة دون أن يستفيد منها أحد، وسبق أن شاهدت إحداها تنقل المسنين والعجزة، إلا أن الكشك كان مغلقا رغم أن اللوحات الالكترونية التي تعلوه، تؤكد وجوده في الخدمة، وراحت طرقات على الشباك هباء، وأنا أنتظر الرد ولو كان بالسلب، رغم سماعي أصوات العاملين بالداخل، فما كان مني إلا أن استفدت من الكراسي المجاورة بالجلوس والراحة، ومن ثم عاودت السير نحو الحرم وللأسف لم ألحق بالصلاة داخل المسجد، ولكنني تداركتها بعيدا راكعا ساجدا وأنا جالس، وإفطاري شربة ماء».

وعلى ذات الكراسي التي استراح عليها العايد كانت أسرة جزائرية تتكون من خمسة أفراد، يبدو أنهم ولدوا ونشؤوا خارج بلدهم، إذ لا يتحدثون سوى اللغة الفرنسية، وكسابقهم حاولوا الوصول إلى أحد في أكشاك خدمة الحجاج والمعتمرين، ولكن دون جدوى، فكانت الكراسي هي الشيء الوحيد المفيد في الموقع، فاتكؤوا عليها حينا ثم غرقوا في أمواج الزحام البشرية.