منازل الأحساء التراثية تسكنها عمالة وتطوقها سيارات تالفة
يضم حيا "الكوت والنعاثل" وغيرهما من الأحياء وسط مدينة الهفوف في الأحساء، مئات المنازل القديمة التي حفظت تراثا معماريا للواحة بشكل عام، ولا يزال معظمها محتفظا ببنائه من الطين وجذوع النخيل، وهي بتكويناتها المتنوعة أسست لفن العمارة التي بنيت على شاكلتها بقية البيوت
يضم حيا "الكوت والنعاثل" وغيرهما من الأحياء وسط مدينة الهفوف في الأحساء، مئات المنازل القديمة التي حفظت تراثا معماريا للواحة بشكل عام، ولا يزال معظمها محتفظا ببنائه من الطين وجذوع النخيل، وهي بتكويناتها المتنوعة أسست لفن العمارة التي بنيت على شاكلتها بقية البيوت
الخميس - 23 يناير 2014
Thu - 23 Jan 2014
يضم حيا "الكوت والنعاثل" وغيرهما من الأحياء وسط مدينة الهفوف في الأحساء، مئات المنازل القديمة التي حفظت تراثا معماريا للواحة بشكل عام، ولا يزال معظمها محتفظا ببنائه من الطين وجذوع النخيل، وهي بتكويناتها المتنوعة أسست لفن العمارة التي بنيت على شاكلتها بقية البيوت
بيد أن أهلها الأصليين هجروها إلى أحياء جديدة، وأخرى لم تزل غير معروفة مالكها، وجاءت العمالة التي تعمل في المحال التجارية القريبة منها لتسكنها، وهي لا تأبه بما تخلف من دمار لهذا التراث، مشوهة لبوابة طينية مزخرفة بيد ساعد أحسائي، وأضحت النوافذ وأقواسها ضحية الاسمنت والتكسير
"مكة" كانت هناك بين تلك المنازل التي آل بعضها للسقوط جراء التخريب والسكن العشوائي فيها، ففي حي الكوت الذي يحتضن بيت البيعة الشهير هناك عشرات المساكن للعمالة الآسيوية، وهي لا تدري ماذا تعني هذه التراثيات للمحافظة، ولا يجد الزائر للحي صعوبة في اكتشاف مدى تماديهم في رمي الأوساخ والمخلفات وسط بيوت مهجورة أيضا، فليس من الطبيعي أن ترى بيتا طينيا على حاله هناك، وطالما تسببت تلك المخلفات في حرائق خطيرة، فغالبية البيوت تسقف بجذوع النخيل القابل للاشتعال السريع، ويحتاج إطفاؤها إلى تضحية أحيانا، فالأسقف الطينية سريعة السقوط بعد تعرضها للمياه الغزيرة لإطفاء الحريق
وفي محاولة جادة منهم يحاول المصورون الهواة في الواحة توثيق ذلك التراث الآيل للسقوط والاندثار، وأكد المصور يوسف الناصر، أن عدسته التقطت كثيرا من فن العمارة الجميلة لهذه البيوت، ومع الأسف أزيلت معظمها أو تعرضت لتخريب العمالة التي سكنت بعقود لم تحافظ على شروطها
وأضاف أنه لا يزال لديه الأمل في أن تهتم الجهات المسؤولة في المحافظة على ما تبقى فيها من تراث، مواصلا مشواره كلما سنحت له الفرصة في التقاط الفن الزخرفي الجمالي هناك
بدورها تعمل أمانة الأحساء مع جهات حكومية عدة على مراقبة وضع تلك المنازل ورفع التقارير، فبعضها آيل للسقوط ويشكل خطرا على ساكنيها والمجاورين لها، إذ أبان مدير إدارة الدفاع المدني بالأحساء العقيد محمد الزهراني لـ"مكة"، أن إدارته تراقب عن كثب تلك الأحياء لإزالة الخطر عنها وتسهيل مرور آليات الإطفاء وغيرها حماية لأرواح الناس
بينما أوضح الباحث في الآثار بهيئة السياحة بالأحساء خالد الفريدة، أن ثمة منازل فقدت قيمتها الأثرية في هذه الأحياء بسبب التشويه والتخريب الذي طالها من العمالة التي لا يهمها ولا تعرف عنها شيئا، فقد اتخذتها للسكن، وبعضهم سعى لإزالة أسقفها للحصول على الجذوع والأخشاب النادرة وبيعها، ولكن مسؤولية الحفاظ عليها بيد الجميع خصوصا الملاك، فإعادة بنائها وترميمها تدر عليهم أرباحا اقتصادية جيدة بدلا من إهمالها، وهي من روافد المنطقة سياحيا، مضيفا أن مشروع الملك عبدالله للتراث العمراني سيسهم بشكل كبير في إعادة ما فقدت من تراث على مستوى المملكة