رمضان والاقتصاد

من المعلوم أن المواسم والأعياد محفز كبير للاقتصاد فالحركة الاقتصادية تنشط بسبب ارتفاع الرغبة في الشراء وتجديد كل ما هو قديم، حتى إن بعض المحللين يزعم بأن الأصل في إيجاد هذه المناسبات والأعياد التي يصعب حصرها كان لتحفيز الاقتصاد وتحريك سوق البضائع عند ركودها في أوقات معينة من السنة.

من المعلوم أن المواسم والأعياد محفز كبير للاقتصاد فالحركة الاقتصادية تنشط بسبب ارتفاع الرغبة في الشراء وتجديد كل ما هو قديم، حتى إن بعض المحللين يزعم بأن الأصل في إيجاد هذه المناسبات والأعياد التي يصعب حصرها كان لتحفيز الاقتصاد وتحريك سوق البضائع عند ركودها في أوقات معينة من السنة.

السبت - 28 يونيو 2014

Sat - 28 Jun 2014



من المعلوم أن المواسم والأعياد محفز كبير للاقتصاد فالحركة الاقتصادية تنشط بسبب ارتفاع الرغبة في الشراء وتجديد كل ما هو قديم، حتى إن بعض المحللين يزعم بأن الأصل في إيجاد هذه المناسبات والأعياد التي يصعب حصرها كان لتحفيز الاقتصاد وتحريك سوق البضائع عند ركودها في أوقات معينة من السنة.

الفلسفة الاقتصادية لرمضان مختلفة تماماً فهي للاقتصاد من الدنيا والتقليل من المأكل والمشرب والزيادة في المقابل من الأعمال الصالحة كقراءة القرآن وقيام الليل والصدقة وذلك لزيادة رصيدك مع الله. فهو موسم لتعويض ما فات حيث الحسنات تتضاعف وعمرة في رمضان تساوي حجة مع النبي عليه الصلاة والسلام وليلة القدر أفضل من 30,000 ليلة غيرها، ومن صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كمن صام الدهر.

الغريب أن رمضان لم يصبح بمنأى عن القواعد الاقتصادية التقليدية للمواسم والأعياد فقد أصبح موسما لعرض المسلسلات الجديدة والإعلان في هذه الأوقات أصبح مربحا جداً لارتفاع عدد المشاهدين لها، وأيضاً حال الأسواق عند قدوم الشهر الكريم أصبح معروفا بتكدس المشترين والطلب على السلع الغذائية في أوجه وللأسف أول قواعد الاقتصاد تتجلى بوضوح عندما ترتفع الأسعار نظراً لزيادة الطلب الجنوني.

العجيب أن المسؤولين لدينا قاموا فقط بالتحذير من ارتفاع الأسعار للسلع الأساسية وأكدوا على أهمية التعاون الجاد مع التجار بهدف الحد من تلاعب الأسعار وضرورة تحلي المستهلك بالوعي. في المقابل وفي الإمارات الشقيقة لا نجد مكانا لسياسة التحذير وأهمية التعاون وضرورة التوعية، فوزارة الاقتصاد هناك تعهدت رسمياً بعدم حدوث زيادات في أسعار الخضراوات والورقيات خلال شهر رمضان حيث إنها أنهت الاتفاق مع التجار على ذلك، وأوضحت الوزارة أيضاً خلال جولة لها في الأسواق عن تخفيضات في أسعار مئات الأصناف بنسب تصل إلى 50%.

هذه ليست دعوة لتحريم ما أحل الله فكل إنسان حر فيما يشتري ويأكل ولكنها دعوة للاقتصاد وعدم الإسراف والتبذير في المأكل والمشرب، والتذكير بأن رمضان هو موسم الرحمة والمغفرة والسعي لزيادة رصيدك مع الله الغني الكريم.