المربي الكبير الأستاذ محمد البليهشي

فينا ولله الحمد، أمثلة مضيئة في الطريق الطويل للحياة، وصورة مشرقة للبذل من أجل الآخرين، هذه الأمثلة تدفع من قدراتها وإمكانياتها لخدمة القطاع الذي تنتمي إليه، تخلص في عملها وتحسن فيه وتوفق من الله برضاء الناس عنها وشكرهم لعملها وما قدمت، فينا رجال قدموا من جهدهم وقدراتهم شيئا كثيرا لبلادهم وأمتهم ولكنهم قليلون (والكرام قليل).

فينا ولله الحمد، أمثلة مضيئة في الطريق الطويل للحياة، وصورة مشرقة للبذل من أجل الآخرين، هذه الأمثلة تدفع من قدراتها وإمكانياتها لخدمة القطاع الذي تنتمي إليه، تخلص في عملها وتحسن فيه وتوفق من الله برضاء الناس عنها وشكرهم لعملها وما قدمت، فينا رجال قدموا من جهدهم وقدراتهم شيئا كثيرا لبلادهم وأمتهم ولكنهم قليلون (والكرام قليل).

الثلاثاء - 24 يونيو 2014

Tue - 24 Jun 2014



فينا ولله الحمد، أمثلة مضيئة في الطريق الطويل للحياة، وصورة مشرقة للبذل من أجل الآخرين، هذه الأمثلة تدفع من قدراتها وإمكانياتها لخدمة القطاع الذي تنتمي إليه، تخلص في عملها وتحسن فيه وتوفق من الله برضاء الناس عنها وشكرهم لعملها وما قدمت، فينا رجال قدموا من جهدهم وقدراتهم شيئا كثيرا لبلادهم وأمتهم ولكنهم قليلون (والكرام قليل).

على كل حال، من حسن الحظ أن بعض هذه القلة التي عملت وأخلصت في عملها لأبناء وطنها تجد في خريف حياتها بعض ما تستحقه من اعتراف ببذلها وتضحيتها، فترى الاحتفاء بها من أبناء وطنها الذين يعلنون اعترافهم بجهودها ويردون الجميل إليها بكلمة طيبة ومناسبة سعيدة وروح عالية من الثناء على ما قدمت هذه الشخصية أو تلك. وهذا مصداق قوله تعالى: وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون. ولا شك أن العمل المخلص سيجد من يقدره ويشكر صاحبه مهما كان نوع الشكر والتقدير حتى إن أبطأ أو تأخر فنحن شهداء الله في أرضه.

قبل أيام أقام أبناء المدينة المنورة طيبة الطيبة احتفاء واحتفالا بهيجا بأحد رجال التربية والتعليم الذين قضوا زهرة شبابهم في خدمة التعليم وأبناء المدينة وهو المربي الكبير والمؤرخ الثقة والصحفي البارع الأستاذ محمد صالح البليهشي، حضر الاحتفاء والتقدير كبار التربويين والمسؤولين ومدراء التعليم وأعضاء النادي الأدبي في المدينة وأسرة الوادي المبارك الأدبية التي كان المحتفى به عضوا عاملا في كل منها، تولى إدارة عدد من المدارس في كل المراحل كان آخرها مدير ثانوية الأنصار، وعمل مديرا لمكتب صحيفة الندوة وصحيفة المدينة، وعضوا في نادي المدينة المنورة الأدبي، وعضوا في أسرة الوادي المبارك، وهو مؤلف ومؤرخ أوقف نشاطه العلمي على تاريخ المدينة الطاهرة، فكتب المدينة اليوم، وادي الفرع، مدينة بدر التاريخية، وغير ذلك من المؤلفات التي تجاوزت عشرين مؤلفا.

وليس ذلك هو ما كرم الأستاذ البليهشي من أجله وإن كان يستحق التكريم في كل مجال عمل به، التعليم همه الأول وعشقه الذي لم ينقطع عنه حتى بعد تقاعده، الصحافة التي أدار مكاتب عدد منها في محبوبته طيبة الطيبة وشارك في الكتابة فيها جميعا وفي غيرها من الصحف، الأندية الأدبية التي كان شعلة مضيئة في مسيرتها، كالنادي الأدبي وأسرة الوادي المبارك، وهو مبدع وشاعر له الشعر الجيد في كلا لوني الشعر الفصيح والعامي، إلا أنه مقل فيه ويرى أن الأولى غيره.

كرم الأستاذ المربي محمد صالح البليهشي مع كل ما سبق للروح الإنسانية التي صبغت كل نشاطات حياته، وللمشاركة الاجتماعية التي تميزت بها علاقته مع كل الذين عرفوه، ومع كل من عمل معه، فهو يعمل مع الجميع بروح الفريق الواحد، ويعمل مع مجتمعه بالرفق والبر وخلطة النفس، فلا تجده إلا مع الناس كل الناس قريبا منهم ملما بحياتهم متصالحا مع الجميع ومع نفسه، ولهذه الصفات كان التكريم وكان الاحتفاء.

نحن أتراب، وأبناء منطقة واحدة، وعشيرة واحدة، ويشهد الله أن له في نفسي من الحب والتقدير ما لا أستطيع التعبير عنه وهو يعرف ذلك، ولكنني لم أحضر تكريمه، وهو لا يدري لماذا غبت، سأخبر أبا القاسم إنها بقايا الجاهلية الأولى أبت إلا أن تكون أقوى من كل ما لمحمد في نفسي من التقدير، فمعذرة أيها الغالي العزيز.