علماء هارفارد ورد العلم لأصحابه

في عام 1976 قام علماء وأساتذة جامعة هارفارد إحدى أعرق جامعات العالم وأكثرها رصانة واحتراما بالتوقف عن إجراء أية تجارب على المادة الوراثية DNA

في عام 1976 قام علماء وأساتذة جامعة هارفارد إحدى أعرق جامعات العالم وأكثرها رصانة واحتراما بالتوقف عن إجراء أية تجارب على المادة الوراثية DNA

السبت - 21 يونيو 2014

Sat - 21 Jun 2014



في عام 1976 قام علماء وأساتذة جامعة هارفارد إحدى أعرق جامعات العالم وأكثرها رصانة واحتراما بالتوقف عن إجراء أية تجارب على المادة الوراثية DNA وإعادة تركيبها حتى يتأكدوا من سلامة هذه التجارب وعدم تهديدها لقيم المجتمع البشري وإنسانيته، في سابقة هي الأولى في تاريخ العلم والطب منذ وعت البشرية على علم وعلماء. فدائماً كان العلماء يعيشون في أبراجهم العالية يفكرون ويضعون النظريات والقوانين وكثيراً ما يضعون التطبيقات التي تعطي البشرية قيمة وسهولة ورفاهية للحياة الإنسانية، كانوا صفوة يرون أن لا قيود على تفكيرهم أو نظرياتهم إلا منهم. واصطدم العلماء كثيرا بقيم الدين والأخلاق والعرف وفي أغلب الأحيان دفعوا حياتهم ثمنا لذلك، فالعلم ملك لهم وحدهم ولباقي البشر نتائج بحثهم وتطبيقاتهم فقط حتى جاءت خطوة علماء هارفارد لترد العلم إلى أصحابه الحقيقيين: «البشرية»، وهذا ما دفع السناتور ادوارد كنيدي إلى أن يقول «إنها المرة الأولى في تاريخ العلم التي يوقف فيها العلماء تجاربهم لكي يعيدوا النظر في نتائج هذه التجارب وذلك لكي يتأكدوا إذا كان يجب أن يستمروا فيها، لقد كان هذا جديرا بالثناء ولكنه كان غير ملائم لأن العلماء وحدهم هم الذين قرروا أن يوقفوا نشاطهم وهم أيضاً الذين قرروا أن يستمر هذا النشاط، إنهم اتخذوا بشكل شخصي قرارا يخص سياسة المجتمع ككل».

وما حديث السيناتور كنيدي إلا تقرير لحق سلطة البشرية على تجارب العلم ونتائجه لسبب بسيط وهي أنها أصبحت تمس حياتها في أدق تفاصيلها فهي لم تعد قاصرة على دراسة البيئة وظواهر طبيعية بل تعدت كل ذلك واخترقت الخطوط الحمراء محاولة في بعض أبحاثها تعديلا للشفرة الوراثية وصناعة إنسان وفقا لرغبات وشهوات مجموعة من البشر يخطئون ويصيبون وقد يحملون البشرية نتائج غير محسوبة قد تنتهي بتدمير التاريخ البشري مما يجعل خطوة علماء هارفارد مجرد خطوة على طريق يجب أن ينتهي برجوع ملكية العلم إلى أصحابه الحقيقيين:»البشرية»، ويكلف العلماء بالعمل فيه وفقا لصالح المالك الأصلي: نحن البشر.