ثورة العلاقات الإنسانية واختفاء الأم

الدس هيكسلي (1894-1963) كاتب فيلسوف تنبأ باختفاء معنى الأمومة من قاموس البشرية، فذكر في إحدى قصصه أن أحد العلماء سأل تلاميذه هل سبق لكم أن سمعتم عن شيء اسمه بيت أو عائلة أو أم؟ فكان جوابهم بالنفي. نعم تلك الصورة التي حلم بها بعض فلاسفة الغرب وعلمائه عندما تتحرر البشرية من القيود والطقوس والعواطف المحرمة فتلغي أهم كلمة عرفتها وهي الأم.

الدس هيكسلي (1894-1963) كاتب فيلسوف تنبأ باختفاء معنى الأمومة من قاموس البشرية، فذكر في إحدى قصصه أن أحد العلماء سأل تلاميذه هل سبق لكم أن سمعتم عن شيء اسمه بيت أو عائلة أو أم؟ فكان جوابهم بالنفي. نعم تلك الصورة التي حلم بها بعض فلاسفة الغرب وعلمائه عندما تتحرر البشرية من القيود والطقوس والعواطف المحرمة فتلغي أهم كلمة عرفتها وهي الأم.

الخميس - 19 يونيو 2014

Thu - 19 Jun 2014



الدس هيكسلي (1894-1963) كاتب فيلسوف تنبأ باختفاء معنى الأمومة من قاموس البشرية، فذكر في إحدى قصصه أن أحد العلماء سأل تلاميذه هل سبق لكم أن سمعتم عن شيء اسمه بيت أو عائلة أو أم؟ فكان جوابهم بالنفي. نعم تلك الصورة التي حلم بها بعض فلاسفة الغرب وعلمائه عندما تتحرر البشرية من القيود والطقوس والعواطف المحرمة فتلغي أهم كلمة عرفتها وهي الأم. نعم ازداد أمل هؤلاء الفلاسفة مع تقدم علم التكاثر والأجنة وظهور ما يسمى بأطفال الأنابيب والأم البديلة، وهي امرأة تحمل بويضة مخصبة لأم أخرى لمرضها أو عجزها أو حتى موتها، وفي الغالب تأخذ أجرا مقابل حملها وتغذيتها لهذا الجنين لمدة تسعة أشهر في رحمها، على أن تفقد كل حقوق الأم في لحظة الولادة.. وعلي هذا الأساس تكون هناك أمّان، أم بيولوجية، وهي صاحبة البويضة، وأم بالحمل، وهي صاحبة الرحم. وشاعت الأم البديلة في الغرب الآن.. وبغض النظر عن الرأي الديني الذي يرفض تماماً تلك القضية التي هزت قيمة الأم ولم تراع حقوقها ولا حقوق الطفل في أم حقيقية ظاهرة غير ضبابية المعنى.. نعم رغم الضرب بحقوق كل الأطراف عرض الحائط، إلا أن القضية الأخلاقية التي أثارها الدس هيكسلي، منذ ما يقارب المائة عام، هي في مشروع بعض علماء وفلاسفة الغرب في تكوين شكل جديد للعلاقات الإنسانية، فقيم الأم والأب والعائلة والانتماء والرحم، كلها قيم أصبحت ضبابية في ظل تقدم تكنولوجي يصاحبه ثورة على كل ما بنته البشرية والأديان من مبادئ تمنع اختلاط الأنساب وتزرع الإنسان في أرضه وعائلته دون النظر إلى حقوق هذا الإنسان في معرفة من أين جاء ومن السيدة التي حملته تسعة أشهر... قد تكون تلك الأسئلة غير مهمة لعدد كبير من العلماء وفلاسفة الغرب، لكنها أسئلة خالدة لإجابات محددة صنعتها البشرية، ولا يمكن أن تتخلى عنها... فليسقط فلاسفة الغرب ولتبق الأم.