حدود مشعري منى ومزدلفة الجديدة
منذ عقود وقضية الافتراش العشوائي في أرض المشاعر المقدسة تشكّل عبئا ثقيلا على كاهل القائمين على تنظيم الحج، حيث لم تنفع معها كثير من الحلول المدروسة وغير المدروسة التي قدمتها أجهزة الأمن ومؤسسات الحج، ما يجعلها أمرا مثيرا للقلق هذا العام وسط مخاوف من انتشار فيروس كورونا بين الحجاج.
منذ عقود وقضية الافتراش العشوائي في أرض المشاعر المقدسة تشكّل عبئا ثقيلا على كاهل القائمين على تنظيم الحج، حيث لم تنفع معها كثير من الحلول المدروسة وغير المدروسة التي قدمتها أجهزة الأمن ومؤسسات الحج، ما يجعلها أمرا مثيرا للقلق هذا العام وسط مخاوف من انتشار فيروس كورونا بين الحجاج.
الأربعاء - 18 يونيو 2014
Wed - 18 Jun 2014
منذ عقود وقضية الافتراش العشوائي في أرض المشاعر المقدسة تشكّل عبئا ثقيلا على كاهل القائمين على تنظيم الحج، حيث لم تنفع معها كثير من الحلول المدروسة وغير المدروسة التي قدمتها أجهزة الأمن ومؤسسات الحج، ما يجعلها أمرا مثيرا للقلق هذا العام وسط مخاوف من انتشار فيروس كورونا بين الحجاج.
ولعل السبب الرئيس لاستمرار هذه الظاهرة مرده إلى رغبة كثير من الحجاج في الإقامة على مقربة من جسر الجمرات، حتى يتسنى لهم استكمال شعائر الحج دون بذل مجهود كبير، إضافة إلى العامل الأكثر أهمية وهو ضيق مساحة مشعري منى ومزدلفة، لاستيعاب كل هؤلاء الحجاج.
بالأمس نشرت صحيفة مكة على صفحتها الثامنة حوارا مع أستاذ الجغرافيا بجامعة أم القرى الأستاذ الزائر بمركز التحليلات الجغرافية بجامعة هارفارد الأمريكية الدكتور معراج نواب مرزا، قدم فيه حلا عمليا لمشكلة الافتراش في المشاعر، إحدى أهم وأكبر المشاكل التي تواجه موسم الحج في كل عام.
ويوفر الحل الذي قدمه الدكتور معراج مساحة تقدر بنحو 36% من مساحة مشعر منى الحالية يمكنها استيعاب نحو مليون حاج إضافي، من خلال إعادة حدي المشعر الحرام في مزدلفة ومنى إلى أمكنتهما الصحيحة والشرعية حسب طرحه.
ويرى مرزا أن الموقع المتعارف عليه حاليا لا يعدو كونه شعبا من شعاب مشعر منى، لا يتجاوز طوله 2 كلم، وعرضه يتراوح بين 10 و20 مترا فقط، وهو الذي وضعت عليه علامات نهاية مزدلفة وبداية منى دلالة على أنه وادي مُحَسِّر. وهذه المسافة ضيقة وصغيرة جدا. أما موقع الوادي الذي يراه كباحث جغرافي متخصص في جغرافية مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، فإنه يمتد بموازاة يمين جسر الملك فيصل في منى للقادم من جهة المعيصم، ويبعد نحو الشرق بمسافة تقدر بين 50 و100 متر تقريبا. بينما يتراوح عرض الوادي بين 150 و200 متر بحسب واقع المسار الطبيعي للوادي على الأرض.
ويدلل مرزا على دراسته الجديدة بقراءة متأنية وطويلة لكثير من المراجع والمصادر، وربطها بخرائط وصور أقمار صناعية واستخدام برامج نظم معلومات جغرافية متطورة، دون أن يحمل أحدا وزر الخطأ في تحديد بداية ونهاية حدود مشعري مزدلفة ومنى الحالية، كونها متوارثة منذ مئات السنين.
الأكيد أن هذا الرأي يحتاج إلى تدقيق من قبل المتخصصين في الشأن الشرعي، ولكن لو ثبتت صحته فإنه سيكون فتحا عظيما للمسلمين الراغبين في تأدية مناسك الحج، كونه يمنحهم مساحة أرحب للإقامة وتأدية الشعائر بعيدا عن الحلول الموقتة المنتهية بافتراش الشوارع والجسور.