فقير ولن أشاهد كأس العالم !

بي آي إن سبورت القطرية حرمت فقراء العالم - وأنا منهم- من الاستمتاع بكرة القدم وشفّرت وقاومت أي ظهور للمباريات في التلفزيون، أو في اليوتيوب، ومن المتوقع ألا تقف عند هذا الحد، بل ثمة أفكار جريئة ستطرحها القناة، لفرض مزيد من التشفير، لتحقيق مزيد من الأرباح، فعلى سبيل المثال:

- ستمنع القناة نشر النتائج في نشرات الأخبار والصحف ومواقع الإنترنت، وإن أردت أن تعرف نتيجة أي مباراة، عليك أن تشتري جهاز التشفير.

- ستمنع القناة الحديث عن المونديال في القنوات الفضائية لأن البطولة لها، والحديث عنها مقتصر عليها، حتى منتخب بلدك لو كان متأهلا لكأس العالم؛ وأردت أن تعرف نتائجه؛ عليك أن تشتري جهاز التشفير.

- ستمنع القناة حديث الناس عن كأس العالم، وستعتبره تدخلاً في ممتلكاتها الشخصية. وهنا ستتدخل السي آي إيه لفرض التزام الناس بذلك، وإن أردت أن تتحدث عن أي مباراة، عليك أن تشتري جهاز التشفير.

- لن نعرف متى وأين ستقام مباريات المونديالات القادمة، ولن تعرف تلك المنتخبات من ستقابل من الفرق الأخرى إلى قبل المباراة بساعة واحدة، حتى لا يقول اللاعب لأسرته اسم الفريق الآخر فتخبر الأسرة جيرانها ثم يتحدثون عن ذلك فتخسر القناة، فإن أردت أن تعرف متى وأين المونديال عليك أن تشتري جهاز التشفير.

- ستمنع القناة الناس عن الحلم في كأس العالم، وأي شخص يحلم أنه ذهب للبرازيل لمشاهدة كأس العالم، ستقاضيه بتهمة «أحلام غير مشروعة وتدخل سافر في شؤون القناة الخاصة!» وإن أردت أن تحلم بكأس العالم عليك أن تشتري جهاز التشفير.

صدمة تشفير كأس العالم لن نفيق منها إلا عندما تصبح معرفتنا به؛ كمعرفتنا ببطولة الهوكي بين السنغال والهندوراس في إندونيسيا، على كأس عفريت مثلث برمودا العظيم، وإلا.. سنشتري جهاز التشفير!