حارة الخزان.. نفايات وأزقة ضيقة ومختلون ينشرون الخوف

داخل شارع المنصور، تقبع حارة الخزان، غارقة في همومها من تراكم للنفايات وأزقة ضيقة وممرات أكثر ضيقا، ويزيد الطين بلة انتشار مختلين يتكفلون ببث الخوف والفزع في نفوس قاطني الحارة الصغيرة

داخل شارع المنصور، تقبع حارة الخزان، غارقة في همومها من تراكم للنفايات وأزقة ضيقة وممرات أكثر ضيقا، ويزيد الطين بلة انتشار مختلين يتكفلون ببث الخوف والفزع في نفوس قاطني الحارة الصغيرة

الأربعاء - 22 يناير 2014

Wed - 22 Jan 2014



داخل شارع المنصور، تقبع حارة الخزان، غارقة في همومها من تراكم للنفايات وأزقة ضيقة وممرات أكثر ضيقا، ويزيد الطين بلة انتشار مختلين يتكفلون ببث الخوف والفزع في نفوس قاطني الحارة الصغيرة

رحلة الوصل لحارة الخزان كانت بدايتها من الشارع العام بالمنصور الذي يعتبر من أشهر الشوارع بالعاصمة المقدسة مرورا بحارة العبادلة التي أصبحت معالمها أثرا بعد عين، هناك وبالقرب من جبل الخزان استقبلتنا الممرات الضيقة التي لا تتسع لأكثر من سيارة واحدة، بل ويلزم الطالع إليها معاودة سيره إلى الخلف طويلا في حالة مقابلته لسيارة نازلة من تلك المنطقة، إضافة إلى انعدام مواقف خاصة بالسيارات حتى لزم البعض أن يوفر لسيارته مساحة مقتطعة من بيته بهدم إحدى الغرف المطلة على طرف الشارع، وبقية الأهالي عليهم البحث عن مكان يصلح لإيقاف سياراتهم في المساحات التي خلفتها الإزالات على الشارع العام

ويلاحظ السائر في ممرات الخزان وجود بعض المخالفين الذين اتخذوا هذه الأماكن لتصليح السيارات وممارسة أعمال الميكانيكا والسمكرة وخدمات الإطارات، مقابل مبالغ مالية معيار السعر فيها جنسية الزبون ولونه ولغته

محمد حسين برماوي يقول إنه يعمل على إصلاح «قربة ماء» لسيارة زميله من نفس الجنسية، ولأن الزبون صديق لمحمد ومن نفس جنسيته فإنه لا يأخذ عليه أجرا في صيانة سيارته، وعلل حسين ارتباطه بهذه المهنة ببحث عن مصدر للرزق، مدعيا أنه من مواليد المملكة ولم يغادرها منذ 85 عاما، وعن سؤاله فيما إذا كان كفيله يعلم عن ممارسته لهذه المهنة أجاب محمد بأنه على كفالة ابنته الصغرى

وتتواصل هموم الحارة لتتقاطع مع معاناة السكان؛ حيث ينزعج الزوار فضلا عن المقيمين في حارة الخزان من منظر القاذورات المنتشرة في الأزقة والممرات وانتشار الروائح الكريهة التي لم يجد أغلب المارة للاستعانة عليها إلا وضع أيديهم على أنوفهم وتسريع خطواتهم لتجاوز تلك التراكمات قبل تجددها سريعا في أقرب ممر يليه، والسبب في ذلك حسب المواطن عمر المجرشي يعود إلى عدم وصول شركات النظافة إلى تلك الأماكن لصعوبة الوصول إليها إضافة إلى التخوف من بعض الشباب العابثين الذين يقومون برجم سيارات النظافة بالحجارة وإتلاف الزجاج الخارجي والأنوار في مداخل الحي

ورصدت «مكة» بعض المختلين عقليا في جنبات حارة الخزان ممن يثيرون الفوضى والضجيج أمام بيوت الأهالي في الأوقات المتأخرة من الليل، وقال سلمان الحامد إنهم سلموا بعض هؤلاء المختلين للجهات المختصة وتم نقلهم إلى مستشفى الصحة النفسية بالطائف إلا أنهم عادوا بسرعة محملين المستشفى مسؤولية ذلك الانفلات الذي يسبب الرعب للأطفال والنساء

مكة بدورها التقت بعض المواطنين القلة القاطنين في الخزان فقال سلمان الحامد: نحن هنا منذ ولدنا إلى يومنا هذا، وننتظر الإزالة والتعويضات بشوق ولهف لننتقل من هذا الحي، وأضاف: نعاني الأمرين من انقطاعات للخدمات بين فينة وأخرى، فالنظافة مهملة والأضرار البيئية منتشرة إلى حد يشكل علينا خطرا يصعب تجاهله

فيما يقول عمر المجرشي وهو مشرف على جامع بناه والده توجد مشاكل بالجملة في هذه الحارة وجاراتها، فالمحلات تسرق والسطو موجود بشكل ملحوظ والاعتداءات منتشرة، ولا يأمن أحد منا أن يكون ضحيتها في أي وقت، ولكننا في انتظار شهر جمادى الآخرة المقبل الذي علمنا أنه هو الموعد المحدد لإخلاء هذه المنطقة مشيرا إلى أن تخوفهم يأتي من عدم ضمانهم لبداية أعمال الإزالة في الموعد المحدد كما هو الحال مع عدة أحياء أخرى

وبدوره، قال مدير إدارة النظافة بشركة علوان محمد المورقي إننا نقوم بإيجاد مرامي صغيرة في المناطق الجبلية التي لاتصل إليها السيارات، وهي بمثابة مناطق لتجمع النفايات ونقوم بنقلها بشكل يومي تفاديا لتكتلها بشكل كبير وإحداث أضرار بيئية جراء ذلك