4 دراسات تكشف العلاقة بين العقل والمجال الرقمي

تحاول بعض الدراسات في مجال الاتصال الرقمي وتأثيرها على العقل البشري، أن ترصد ما يمكن أن يحدثه العصر المتشابك لاسلكيا للعقل، وتأثيره للبيئات الداخلية بواسطة التقنيات الرقمية، على الرغم من أن الثورة السريعة تذكي الكثير من التفكير الجاد، حيث تعيد التكنولوجيا الرقمية تشكيل البيئة الإدراكية

تحاول بعض الدراسات في مجال الاتصال الرقمي وتأثيرها على العقل البشري، أن ترصد ما يمكن أن يحدثه العصر المتشابك لاسلكيا للعقل، وتأثيره للبيئات الداخلية بواسطة التقنيات الرقمية، على الرغم من أن الثورة السريعة تذكي الكثير من التفكير الجاد، حيث تعيد التكنولوجيا الرقمية تشكيل البيئة الإدراكية

الأربعاء - 04 فبراير 2015

Wed - 04 Feb 2015



تحاول بعض الدراسات في مجال الاتصال الرقمي وتأثيرها على العقل البشري، أن ترصد ما يمكن أن يحدثه العصر المتشابك لاسلكيا للعقل، وتأثيره للبيئات الداخلية بواسطة التقنيات الرقمية، على الرغم من أن الثورة السريعة تذكي الكثير من التفكير الجاد، حيث تعيد التكنولوجيا الرقمية تشكيل البيئة الإدراكية.

ونشرت مجلة نيتشر الطبعة العربية التي تصدر بالتعاون مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، الكتب الأربعة التي ألفها عالما الأعصاب سوزان جرينفيلد، ودانيال لفيتين، والكاتبان نيكولاس كار، وبول روبرتس، التي تقترح إما التكيف مع التغيرات، وذلك باستراتيجيات المساعدة الذاتية للتعويض عن اختلال إدراكي ناشئ، أو طرح انتقادات للتحول الشامل.

1 - يشير كتاب (تغير العقل) لعالمة الأعصاب سوزان جرينفيلد إلى أن التغير المناخي الكوكبي يمكن أن يقدم استعارة مفيدة للكيفية التي يجري بها بشكل متهور، ويمثل الكتاب عرضا مهما لموقف الأقلية القلقة، وينبغي أن يهتم التكنولوجيون بقراءته، باعتباره ضابطا للإعجاب بالذات وإنجازاتها.

وفيما يُنظر إلى أن العقل البشري مادة قابلة للتشكل على نحو ملحوظ في الشباب، ترى جرينفيلد أنه من غير المعقول أن نسأل كيف يمكن للتصميمات الرقمية التي أدخلت أخيرا، في كل شيء مثل شبكات التواصل الاجتماعي، أو أجهزة وأقراص القراءة الالكترونية أن تؤثر على نمو وتطور الدماغ، فاكتساب القدرة على الكلام والقراءة يمكن أن يؤثر على معمار الدماغ البشري.

2 - يلاحظ مؤلف كتاب (العقل المنظم) دانيال لفيتين أن العصر المتشابك لاسلكيا غالبا ما يربك ويحير العقل البشري، بسبب هذه الأنواع من السلوكيات الإدراكية الغريبة التي بحثها فريق من علماء النفس بقيادة دانيل كانيمان، وزميله الراحل عاموس تفيرسكي، لا سيما مفهوم كانيمان عن نظم ثنائية الدماغ، أحدهما سريع وكثير الخطأ، والآخر أبطأ وأفضل تفكيرا.

يتخذ لفيتين نهج المساعدة الذاتية، للتعويض عن اختلالات إدراكية ناشئة، فيما يستكشف وظائف دماغية أفضل في هذا السياق، متقبلا تصميم تكنولوجيا المعلومات، وطوفان المعلومات الراهن كمعطيات، فاستراتيجيته للتغلب على مثل هذه السلوكيات الإدراكية الغريبة هي مجموعة من الحيل، ولتجاوز الحدس البائس حول الإحصاءات، يقترح لفيتين تقييم البيانات باستخدام رسم تخطيطي رباعي بسيط.

إن عرض لفيتين معقول وعملي، لكن أظن أن جمهوره هو المجموعة الفرعية الواقعة بين نقيضي القدرة التقنية، وتملك هذه المجموعة الكثير من مال المجتمع وسلطته، إذ إن المجتمع بالغ التقنية لدينا يقوده في أغلب الأحيان أناس أشباه تقنيين.

3 - يروي الكاتب نيكولاس كار في كتابه (القفص الزجاجي) حكايات معاصرة وتاريخية من التكنولوجيين وروّاد الأعمال تنضح بالغطرسة، مثل البارع في الطيران ويلبر رايت، وأناس يعانون من الشعور بالمسخ، بسبب الاعتماد على الأتمتة، وهو مصطلح مستحدث يطلق على كل شيء يعمل ذاتيا بدون تدخل بشري.

يمكن فهم كار باعتباره جزءا من حركة أدبية لا ترفض التقنيات، بل ترفض التنازل عما يسميه «خيارات حول نسيج حياتنا اليومية» للتكنولوجيين وأعمالهم، هذا الموقف يعادل المشي على حبل مشدود، حيث لا بد من المضي قدما دون الاستسلام لنوازع تحطيم، ولا لإغراء الاتجاهات التكنولوجية العصرية.

يعد كار أحد أبرع من مشوا على الحبل المشدود، ومع ذلك فإن القفص الزجاجي يقع فريسة لغرور معيب، فالأتمتة في عصر الحوسبة السحابية غالبا ما تكون جبهة وهمية، فهناك أناس حقيقيون ومجهولون ومغمورون هم مصادر البيانات الضخمة التي تسمح لخوارزميات سحابة الحوسبة بالعمل.

4 - الكاتب بول روبرتس في كتابه (مجتمع الاندفاع) يبني على عمل علماء النفس الباحثين، مثل والتر ميشل، الذي درس تأخر الإشباع، كما يأخذ الكتاب بعين الاعتبار العديد من الطرق التي تشجع التقنيات فيها الرغبةَ الطفولية، لأجل الإشباع الفوري.

يدعو روبرتس إلى عودة المجتمع التقليدي، ليكون بديلا للاتجاه الحديث نحو الاستعجال ونفاد الصبر، واللافت أكثر في نقد روبرتس هو شموليته وإحاطته البانورامية، فخلال الأزمات المالية في العقد الماضي ازدهرت رغبة ملحة بضربة لحظية بين الأفراد المقترضين الحريصين على ملكية المنزل، وبين المقرضين الراغبين في عمل صفقات مدهشة، وبين المساهمين التواقين إلى تقييمات مرتفعة لأوراق مالية بحوزتهم.