حرام على لويس
مكثت سنوات وأنا لا أستطيع التحرر من رأي العلامة محمود محمد شاكر في الناقد والمفكر الدكتور لويس عوض، ونسج كتاب (أباطيل وأسمار) صورة لويس عوض في ذهني، كما يريدها محمود شاكر، لا كما قرأت وعرفت، والحق أن الكتاب كان ولا يزال علامة في المنهج العلمي العميق، وفيه استطاع الشيخ تقديم نموذج فذ للسجال المبني على الحجة والشاهد والاستنتاج، لكن الكتاب، كذلك، نموذج فريد لاتخاذ الخصومة سبيلا للسخر والاستهزاء، مما هو مألوف ومعتاد في هذا اللون من المعارك، وفيه أبان الشيخ محمود شاكر عن قدر كبير من خفة الدم وصناعة النكتة.
مكثت سنوات وأنا لا أستطيع التحرر من رأي العلامة محمود محمد شاكر في الناقد والمفكر الدكتور لويس عوض، ونسج كتاب (أباطيل وأسمار) صورة لويس عوض في ذهني، كما يريدها محمود شاكر، لا كما قرأت وعرفت، والحق أن الكتاب كان ولا يزال علامة في المنهج العلمي العميق، وفيه استطاع الشيخ تقديم نموذج فذ للسجال المبني على الحجة والشاهد والاستنتاج، لكن الكتاب، كذلك، نموذج فريد لاتخاذ الخصومة سبيلا للسخر والاستهزاء، مما هو مألوف ومعتاد في هذا اللون من المعارك، وفيه أبان الشيخ محمود شاكر عن قدر كبير من خفة الدم وصناعة النكتة.
الجمعة - 26 ديسمبر 2014
Fri - 26 Dec 2014
مكثت سنوات وأنا لا أستطيع التحرر من رأي العلامة محمود محمد شاكر في الناقد والمفكر الدكتور لويس عوض، ونسج كتاب (أباطيل وأسمار) صورة لويس عوض في ذهني، كما يريدها محمود شاكر، لا كما قرأت وعرفت، والحق أن الكتاب كان ولا يزال علامة في المنهج العلمي العميق، وفيه استطاع الشيخ تقديم نموذج فذ للسجال المبني على الحجة والشاهد والاستنتاج، لكن الكتاب، كذلك، نموذج فريد لاتخاذ الخصومة سبيلا للسخر والاستهزاء، مما هو مألوف ومعتاد في هذا اللون من المعارك، وفيه أبان الشيخ محمود شاكر عن قدر كبير من خفة الدم وصناعة النكتة.
وأحسب أن كتاب (أباطيل وأسمار) شاع منه جانب السخرية والخصومة، وأزرى بجانب القدرة العلمية التي أوتيها الشيخ، والمنطق العلمي الرزين، واستطاع رسم صورة للدكتور لويس عوض تجعله «عدوا» للثقافة العربية الإسلامية، حتى نفر عامة القراء منه وأعرضوا عنه، وحتى حسبنا أن لويس عوض ليس له من مهمة إلا أن يكيد لديننا وثقافتنا، وطغت تلك الصورة على ما سواها، وباتت الكتابة المنصفة عن الدكتور لويس عوض ضربا من المغامرة، بعد أن طبعت تلك الصورة التي أرادها الشيخ لخصمه العتيد.
وأنا أنزل تجربة الدكتور لويس عوض في الكتابة العامية منزلها من الفن، وأحكم عليها بما يمليه نقد الأدب والفن، وتجربته في الكتابة العامية ليست بالوحيدة ولا الفريدة، ولكن الخصومة جعلته وحيدا فريدا، واختلطت قراءته، إلى يومنا هذا، بألوان من النقد يجفوها العلم ويأباها، فليس من العلم في شيء محاسبة الرجل لأنه مسيحي، والأدنى إلى القصد دفع الرأي بالرأي والحجة بالحجة، وللشيخ محمود شاكر ولغيره دفع أوهام لويس عوض في قراءة الأدب العربي، بأدوات العلم، كما فعل الشيخ نفسه، وليس لنا أن نشايع أحدا في خصومة لها أسبابها في التاريخ، ولها منزعها وسياقها، فنستعير سخرية محمود شاكر ونحسبها «أحكاما علمية» لا سبيل إلى إطراحها، وكأنه حرام على لويس عوض أن يظهر رأيا هداه إليه تفكيره، وكأنه بات محرما عليه الكتابة في شأن من شؤون الثقافة العربية الإسلامية، لأسباب لا علاقة لها بالعلم والمنهج.