اهتمام الإسلام بالإنسان

تمر مصر اليوم بحدث تاريخي مهم لم يحدث في تاريخها أبداً ولم يسبق أن تسلم رئيس من رئيس سابق. فشكراً للرئيس الانتقالي السيد المستشار عدلي منصور، الذي حقق وجودا في قلوب المصريين

تمر مصر اليوم بحدث تاريخي مهم لم يحدث في تاريخها أبداً ولم يسبق أن تسلم رئيس من رئيس سابق. فشكراً للرئيس الانتقالي السيد المستشار عدلي منصور، الذي حقق وجودا في قلوب المصريين

الأحد - 08 يونيو 2014

Sun - 08 Jun 2014



تمر مصر اليوم بحدث تاريخي مهم لم يحدث في تاريخها أبداً ولم يسبق أن تسلم رئيس من رئيس سابق. فشكراً للرئيس الانتقالي السيد المستشار عدلي منصور، الذي حقق وجودا في قلوب المصريين لا ينتهي بنهاية فترةٍ، وسيبقى مطبوعاً في ذاكرة العرب والمصريين، بفضل أداء تميز بالصدق والأمانة، من أجل مصر وشعبها العظيم.

والدعاء كله لرئيس المصريين المنتخب عبدالفتاح السيسي بأن يعينه اللهُ على ما ولاه، وأن يشد أزره بإخوته قادة العرب المخلصين، وأن يوفقه وشعبه لإعادة مصر العربية إلى دورها الريادي والحضاري الدائم.



ولو أردت أن أكتب اليوم شيئاً عن هذا الحدث الكبير، لما استطعتُ أن أضيف شيئاً إلى محاضرة ألقيتها في القاهرة عام 1992 عن الإسلام والإنسان، وعن المعاونين والأعوان.

وفق اللهُ الرئيس السيسي وأعانه وكفاه شر المنافقين والوصوليين، وهداه إلى بطانةٍ صالحة ورزقه حسن النصيحة والمشورة.



وإليكم تلك المحاضرة التي تبدو وكأنها كتبت بالأمس فقط، رغم مرور ما يقارب الربع قرن على كتابتها:



خلق الله الإنسان وكرمه ومنحه العقل والجنان وتكفل برزقه، فلم يجعله في يد بشر، وبعمره فلم يجعله لأحد، وبالتالي وفر له مقتضيات الحرية الكاملة والإرادة التامة.

ثم حرم دمه وماله وعرضه وصانه وشرع له حق البنوة وهو قاصر، وحق العمل وهو راشد، وحق الرعاية الاجتماعية وهو شيخ، واختص بذلك الدولة والمجتمع والأسرة، وهكذا ظل الإنسان هو محور كل التعاليم الربانية، وصار مهيأ، ماديا ومعنويا، ليقوم بواجب الخلافة وحمل الأمانة.



ولهذا فإنه، كما تم نشر النور الإلهي بفرد من قريش (صلى الله عليه وسلم) وبثلة من القلوب العامرة بالإيمان، فإن الإنسان يظل هو مركز الجهد التنموي، ويقع عليه عبء إحداث التنمية الاقتصادية، وإحداث التحولات الجذرية في هذا العالم. ولكن ما هو ذلك الإنسان؟




  • أ‌- هو الإنسان المصاغ صياغة إيمانية.


  • ب‌- هو الإنسان الكفؤ لأداء المهام المطلوبة.


  • ت‌- هو الإنسان المدرب المطور قدراته باستمرار.


  • ث‌- هو الإنسان المتوافرة له عوامل العطاء والفاعلية.



أولا: الصياغة الإيمانية:



يقول الله تعالى «يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين».

فالإيمان يصنع إنسانا ذا إرادة يعمل أضعاف ما يعمله الآخرون، كما أن الصياغة الإيمانية تحفظ موارد وممتلكات المؤسسة من الهدر ومن السرقة عندما يكون الله سبحانه هو رقيب العامل. ويحكى أن أحد الجنود مع أحد قواد المسلمين وجد مالا فسلمه للقائد، فقال له القائد: سأخبر أمير المؤمنين بصنيعك هذا، فقال قولته الخالدة «والله لو قصدت به وجهك أو وجه أمير المؤمنين لما رأيته أنت ولما رآه أمير المؤمنين».



وبالتالي فإنه لا بد كشرط لازم لإحداث التنمية الاقتصادية أن يوجه جهد تربوي مكثف للإنسان حتى يحدث تغيير جوهري في قلبه ودوافعه وعزيمته لاستنفار كل ما فيه وما حوله وكل طاقته من أجل التنمية الرشيدة وإعمار الأراضي والنفوس، ومن أجل غرس التطلعات المشروعة فيه وتعبئة الجماهير للمشاركة في أنشطة التنمية داخل بيئة قائمة على التعاون والبر والتضحية والإيثار، لا على الظلم والاستغلال.



ثانيا: الكفاءة أساس التكليف:



تعتبر الموارد البشرية هي مصدر النجاح، وهي سبب الفشل في آن واحد، ولا بد كذلك من اختيار القوي المتفهم لواجبات وظيفته، المدرك لأبعادها، القادر على أدائها.



ثالثا: التدريب أساس زيادة الكفاءة:



ليس للعلم حدود، والأفراد محتاجون للتعلم والاستزادة يوما بعد يوم، لقول الله تبارك وتعالى «والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة».



وليس لأي مؤسسة الاختيار بين أن تدرب الموظف أو لا تدربه، فالتدريب يدفع إلى تحسين الأداء وزيادة الإنتاجية.

وفي الحقل المصرفي على سبيل المثال، فإن هناك تطورا مستمرا ومذهلا في تقنيات العمل المصرفي يتطلب الملاحقة المتصلة، حتى لا يتخلف المصرف عن البيئة المصرفية، وبالطبع فإنه يقع على الموظف عبء تطوير نفسه وتحمل المشقة والاستفادة من المتاح حوله من المعارف والعلوم وخبرات زملائه وأصدقائه.



وهناك إضافة أحب أن أنبه إليها، وهي أهمية أن تنظر المصارف إلى تطبيق عملائها هذا المنهج في تنمية الموارد البشرية، وأن يكون من مقاييس النجاح في المصارف، فكم من عميل كان عاملا استطاعت أن تجعل منه رب عمل؟ وكم من عميل ساعدته في تنمية أعماله؟ وكم من فرد وجد عملا عن طريق تمويلات المصرف؟

أعتقد أن هذا هو المعنى الحقيقي لتنمية الموارد البشرية. وفقنا الله لما يحب ويرضى.. إنه ولي ذلك وهو على كل شيء قدير.     



[email protected]