حوش بكر بانوراما الحكاوي المكية

تتعاقب الأيام على «الحوش» الصامد بمبانيه العتيقة، التي تحمل بين دفتيها حكايات الحجيج، وحركة التجارة، وتعاقب الأجناس والسحنات، ليمثل «دفترا تاريخيا» وبانوراما حية لحياة المكيين بتفاصيل سكانها وزوار البيت العتيق

تتعاقب الأيام على «الحوش» الصامد بمبانيه العتيقة، التي تحمل بين دفتيها حكايات الحجيج، وحركة التجارة، وتعاقب الأجناس والسحنات، ليمثل «دفترا تاريخيا» وبانوراما حية لحياة المكيين بتفاصيل سكانها وزوار البيت العتيق

السبت - 31 مايو 2014

Sat - 31 May 2014



تتعاقب الأيام على «الحوش» الصامد بمبانيه العتيقة، التي تحمل بين دفتيها حكايات الحجيج، وحركة التجارة، وتعاقب الأجناس والسحنات، ليمثل «دفترا تاريخيا» وبانوراما حية لحياة المكيين بتفاصيل سكانها وزوار البيت العتيق.

فمن مخزن للثلج يبرد جوف العطشى في الصيف القائظ، إلى موقع لتجمع الباعة الجائلين، إلى ساحة للتجارة العشوائية، أبطالها مخالفون لأنظمة الإقامة..هكذا لخص أهال من سكان حوش بكر بمكة حكاية المكان، بعد أن بات رمزا للعشوائية بكل معانيها، بدءا بالمباني فالباعة حتى المنتجات، ومعظم العملاء الذين تجذبهم الأسعار المتدنية، بغض النظر عن قيمة المنتج.

عبدالله مبارك، سبعيني من سكان «الحوش» قدر عمر المكان بنحو 80 عاما، قال: عرف أهل مكة حوش بكر بأنه يحمل الرياضة والفرح، سمتان قل أن تجتمعا في موقع واحد، فالموقع كان سوقا بالنهار، وملعبا للكرة في الليل، لذا مثل أحد جواذب شباب مكة في زمن مضى، حتى تدهور أخيرا ليمثل سوقا لكل شيء، «موزاييك» من البضائع والمنتجات، معظمها مستخدم وبالٍ، ومأكولات شعبية من مختلف القارات لا تعرف اشتراطات الصحة والسلامة.

ويبين أن العديد من سكان مكة ألفوا حوش بكر، خاصة كبار السن، يأتونه لتبادل الأحاديث والحكاوي وأخبار الحجاج والمعتمرين وأخبار العالم من حولهم.

فيما يؤكد محمد صالح أنه على الرغم من العشوائية المطلقة في الحوش إلا أنه اشتهر في السنوات الأخيرة بكونه ملعبا لكرة القدم، وتشهد ساحاته العديد من الدوريات الأسبوعية والشهرية، تستقطب لاعبين ومتفرجين من الأحياء المجاورة، ويستغل السكان الفراغات في ممارسة ضروب الفلكلور الحجازي وإحياء رقصات المزمار، كما تتحول في بعض الأوقات إلى قاعات للأفراح ومناسبات للسكان».

وأشار إلى أن الحوش يستقبل يوميا مئات المشترين، إذ تتوفر معظم احتياجاتهم بمكان واحد وبسعر منخفض، معتبرا أن عدد زواره يفوق الأسواق الأخرى في مكة، رغم السمعة غير الحسنة للسوق ومنتجاته، في ظل غياب الجهات الرقابية.

وفيما أصوات آليات إزالة المباني تشق السكون، يترقب «مبارك» اقترابها من مسكنه، قال إن اسم الحوش يعود إلى أحد حراسه، رغم أن ملكية الموقع تعود إلى أحد مشاهير مكة، إلا أن اسم بكر علق بالحوش منذ سنوات طويلة.

في المقابل، يشير مدير إدارة الإعلام والنشر لأمانة العاصمة المقدسة أسامة زيتوني إلى جولات مستمرة ينفذها مراقبو البلدية على تلك المنطقة لمكافحة الظواهر السلبية والباعة الجائلين، وأن الجولات تنفذ بمشاركة الجهات الأمنية المختصة، حيث إن هناك لجنة مشكلة من عدة جهات لمتابعة مثل هذه الأوضاع، وهي تراقب المنطقة باستمرار، وتمنع عمل البسطات العشوائية والباعة الجائلين، وتصادر معروضاتهم، مؤكدا على أن الحوش يقع ضمن مشاريع الإزالة والتطوير.