قوة العطاء
تتحرك المفاهيم نحو الاتساع حين يتم الوعي بها خارج محدودية التكوين أو محدودية الاستخدام، ومن ذلك مفهوم (القوة) ليتسامى عن مدلول العنف بكل أشكاله وصوره، وحين ترتبط القوة من خلال الوعي بمفهوم وجداني هو (العطاء) فإن المفهوم المركب يحدث شغفاً مفاهيمياً يُحلّق في سماء الملكوت وفضاء اللامحدود ليشهد وفرة كل شيء، مما يجعل الأفكار السالبة والأخلاق السافلة من الأنانية والكراهية وسواهما تغادر الإنسان، حيث لا تستطيع البقاء في عالمه المتسامي، وعند ذلك تتحقق إنسانيته باعتباره مخلوقاً لأن يعطي قبل أن يأخذ.
تتحرك المفاهيم نحو الاتساع حين يتم الوعي بها خارج محدودية التكوين أو محدودية الاستخدام، ومن ذلك مفهوم (القوة) ليتسامى عن مدلول العنف بكل أشكاله وصوره، وحين ترتبط القوة من خلال الوعي بمفهوم وجداني هو (العطاء) فإن المفهوم المركب يحدث شغفاً مفاهيمياً يُحلّق في سماء الملكوت وفضاء اللامحدود ليشهد وفرة كل شيء، مما يجعل الأفكار السالبة والأخلاق السافلة من الأنانية والكراهية وسواهما تغادر الإنسان، حيث لا تستطيع البقاء في عالمه المتسامي، وعند ذلك تتحقق إنسانيته باعتباره مخلوقاً لأن يعطي قبل أن يأخذ.
الخميس - 29 مايو 2014
Thu - 29 May 2014
تتحرك المفاهيم نحو الاتساع حين يتم الوعي بها خارج محدودية التكوين أو محدودية الاستخدام، ومن ذلك مفهوم (القوة) ليتسامى عن مدلول العنف بكل أشكاله وصوره، وحين ترتبط القوة من خلال الوعي بمفهوم وجداني هو (العطاء) فإن المفهوم المركب يحدث شغفاً مفاهيمياً يُحلّق في سماء الملكوت وفضاء اللامحدود ليشهد وفرة كل شيء، مما يجعل الأفكار السالبة والأخلاق السافلة من الأنانية والكراهية وسواهما تغادر الإنسان، حيث لا تستطيع البقاء في عالمه المتسامي، وعند ذلك تتحقق إنسانيته باعتباره مخلوقاً لأن يعطي قبل أن يأخذ.
والكلام عن هذا الموضوع ليس ترفاً، بل إن حالة الإنسان المتردية في هذا العصر هي في إقفاره من العطاء الذي سبب له تصحراً أخلاقياً وهو يلهث وراء الأخذ المجرد.
إن قدرتنا على العطاء هائلة جداً ولا تقارن بقدرتنا على المنع. لكن الخوف وضعف الثقة يحجبان الوعي بلذة العطاء وقدراته الجبارة. حيث تُحجب قوة العطاء الإلهي بـ»كُن»، والتي لا تستقبلها الذوات التي تمتلئ بـ»ولكِن»، الذين يعيشون على إيقاع المحدودية والنهائية.
إن العطاء الجميل يبدأ من الحركة نحو الذات بالحب والتألق والسلام والصفا، حيث يكون مركز الذات مشعاً بهذه المعاني الكبيرة التي تُشكل الدافع الحقيقي للعطاء الخارجي، والذي لا يعتبر لغزاً محيراً ولا شيئاً صعباً، بل هو حركة ينطلق فيها الإنسان عبر قوانين روحية أولها قانون الرغبة، حيث يتحول الإنسان من حياة غير واعية يقوم إيقاعها على الحاجات التي لا تعرف الانتهاء إلى حالة الوعي التي يفرق فيها بين ما يفعله للحاجة وما يفعله بوعي الرغبة، حيث لا يكون تحت ضغط الحاجة أو ضغط الوقت أو أية ضغوط أخرى. وهو تعديل سلوكي داخلي ينتج عنه التغير السلوكي الظاهري.
وكنتيجة تلقائية للحياة وفق قانون الرغبة يتكون لدى الإنسان (قانون الوفرة)، حيث يشهد من داخله وفرة الأشياء التي يتعامل معها أو يطمح إليها، وهذه الوفرة هي التي تجعله يستمتع بقوة العطاء التي هي سر الديمومة المتألقة.
وسوف تحدث نقلة في حياة الإنسان حين يتألق بقوة العطاء مهما كان دوره في أسرته وفي عمله ومهنته، بل وفي عبادته وطاعته وكل أحواله، لأن العطاء قوة في الوجود. وبذلك نتمكن من واقع يتصل بمستقبل واعد بعطاءات لا متناهية، حيث تتسع مساحة الفكر الإنساني وتتعدد خياراته، وبذلك تتحسن قراراته. لأن واقع الحياة اليوم ومستقبلها لا يسمح بتراجع الوعي الإنساني أو اختصار حياته من خلال حركة بطيئة ومحدودة. والسر في ذلك أننا في عصر يتجلى فيه الزمن على حقيقته التي هي (القوة والسرعة) مما يحتم علينا الوعي في التعامل الإنساني التنظيمي والإداري والتربوي التعليمي. وأن نتوقف عن أي ممارسة على أي مستوى لا تجعل الإنسان لدينا لا يعانق شغف الحياة ولا يسافر فيها بجناحيه الحرية والاختيار. هذا إذا كنا نؤمن بما نستحق.
إن بناء خصلة العطاء من خلال الحياة العامة سوف يكون صمام الأمان للنسيج الاجتماعي والوحدة الوطنية، مهما كانت الظروف والتحولات، لذلك لا بد من التفكير الجاد بأسباب تراجع العطاء الإنساني في واقعنا وبالأخص لدى شرائح الشباب والفتيات الذين تحول كثير منهم إلى مستهلَكين ومستهلِكين دون أن يعوا عواقب هذا الأمر فردياً وجمعياً.
وكل ما أرجوه أن يكون هذا الموضوع محور أسئلة مفتاحية للإنسان الذي يسعى إلى النجاح والتألق في حياته التي ستوفر له كل الإجابات الصحيحة في الوقت الصحيح . تمنياتي لكم بألق الحياة.