سور جدة القديم تتجدد ملامحه
بدأت أمانة محافظة جدة سلسلة مشاريع لوضع علامات توضيحية على سور جدة القديم، بعد أن اختفت ملامحه مع مرور الزمن، حيث لم يتم العثور إلا على البرج الشرقي الجنوبي من أصل السور
بدأت أمانة محافظة جدة سلسلة مشاريع لوضع علامات توضيحية على سور جدة القديم، بعد أن اختفت ملامحه مع مرور الزمن، حيث لم يتم العثور إلا على البرج الشرقي الجنوبي من أصل السور
السبت - 31 يناير 2015
Sat - 31 Jan 2015
بدأت أمانة محافظة جدة سلسلة مشاريع لوضع علامات توضيحية على سور جدة القديم، بعد أن اختفت ملامحه مع مرور الزمن، حيث لم يتم العثور إلا على البرج الشرقي الجنوبي من أصل السور.
ويشير رئيس بلدية جدة التاريخية المهندس سامي نوار، إلى أن الضلع الجنوبي للسور القديم تم اكتشافه وتحديد امتداده، والذي تم بناؤه ليشمل باب شريف، إلى جانب تقدير موقع الضلع الشمالي وبنائه.
ويقول لـ»مكة»: تعد بوابة باب شريف أول اكتشاف تم قبل 10 أعوام، إذ تم العثور على قواعدها، غير أنها تعد مجسما في غير مكانها، إضافة إلى باب مكة، فقد بنيت البوابات صغيرة الحجم داخل السور.
ولفت إلى أن السور القديم لم يتم هدمه وإنما شهد إعادة بناء وترميمات متكررة، إضافة إلى توسع بسيط لا تتجاوز نسبته 30% في عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله خلال إنشاء الشارع الذي يحمل اسمه، موضحا صعوبة إعادة بنائه وإنما سيتم توضيح حدوده وملامحه.
قرية صغيرة
تعود قصة بداية جدة لقبل بناء سورها الأول، فكانت قرية صغيرة أنشأها الصيادون في زمن قبيلة قضاعة الذين قدموا إليها أثناء انهيار سد مأرب في اليمن، ليستوطنوا بها في 115 قبل الميلاد، حيث سميت باسم أحد زعماء القبيلة جدة بن جرم بن ربان بن قضاعة.
وبدأت في التوسع كمساكن بدائية من الجهة الغربية على البحر، آخذة في الاتساع شرقا لارتفاعها عن البحر، وبعد انتقال الفرضة في عهد الخليفة الراشدي عثمان بن عفان -رضي الله عنه- إلى جدة وتحويلها إلى ميناء رئيسي لمكة المكرمة بدأت في الاتساع مع الأحداث المتلاحقة لها عبر العصور الأولى.
السور الفاطمي
وفي القرن العاشر الميلادي، أنشأ الفاطميون خلال عهدهم أول سور، مستعينين بالفرس الذين نزحوا من سيراف بعد خرابها من زلزال ضربها.
واستمرت جدة القديمة على هذا المنوال نحو ستة قرون إلى نهاية تاريخ المماليك الشراكسة، غير أنها شهدت توسعا بسيطا في ظل بعض الردم جهة البحر، حيث إن نهاية السور البحري عند المنطقة الغربية لشارع الذهب حاليا.
السور المملوكي
وبعد تهالك السور الفاطمي، بدأ المماليك الشراكسة في تجديد وإنشاء توسعة للسور القديم، لكونه لا يؤدي وظيفته الحقيقية في حماية المدينة بعد تردد أنباء حول الأطماع البرتغالية بالمنطقة.
وتمت توسعته على مرحلتين، تتمثلان في منتصف العصر المملوكي الشركسي عبر ردم منطقة ضف البحر الموجود في الشمال الغربي للميناء الأول القديم، في حين تضمنت المرحلة الثانية نهاية العصر المملوكي الشركسي خلال عهد السلطان قانصوه الغوري.
التوسعة الكبرى
وما شملته المرحلة الثانية لبناء السور المملوكي، جعلت منه التوسعة الكبرى، لا سيما وأنه تم نقل الميناء من موقع أوقاف المعمار شرق شارع الذهب إلى موقع عمارة الملكة حاليا، لتسمى حينها بالفرضة السلطانية نسبة إلى السلطان قانصوه الغوري، فضلا عن توسعة الجهة الشمالية لتنشأ في ذلك الوقت حارة الشام، عدا عن توسعة الجهة الجنوبية من حارة اليمن وردم امتدادها غربا وإنشاء ضلع السور الجنوبي بين البحيرة الجنوبية في المنطقة التي سميت بعد ذلك بحارة البحر.
السور العثماني
وخلال 1283هـ، قام نوري باشا أفندي بالتوسعة الرابعة، حيث تم ردم جزء من ساحل البحر ناحية الجمرك والميناء المملوكي القديم إلى حدود البرج الجنوبي، المحددة من باب المغاربة إلى نهاية الضلع الجنوبي الغربي.
ومن هذه التوسعة بدأ تاريخ الفرضة البحرية الأخيرة في جدة التاريخية، والمعروفة الآن بجوار مركز المحمل التجاري، إلا أنها لم تكن على شكلها الحالي، وإنما كانت «أسكلة» تصغيرا للميناء، يجاورها المحجر الصحي «الكرنتينا».
كما تم الإبقاء على الجمرك القديم والذي عرفه بابه بباب البنط أمام مسجد عكاش، لينشئ بعدها نوري باشا أفندي سورا صغيرا في الجهة الشمالية موازيا للضلع الغربي البحري من السور، ليكون بمثابة فاصل لبداية المنطقة البحرية المردومة.
السور السعودي
وفي 1354هـ، جدد الملك عبدالعزيز رحمه الله الفرضة التي أنشأها نوري باشا، وذلك عبر بناء جديد ليكون ميناء بمقاييس حديثة في عهده آنذاك، حيث جمع الفرضة العثمانية والجمرك الذي كان أعلى باب البنط والمحجر الصحي في مبنى واحد، وهو الباقي حتى الآن بجوار مركز المحمل والمعروف بمتحف البنط، عدا عن فصل الميناء بعد تجديده بسور خاص في المنطقة التي ردمت في العهد العثماني عن السور المملوكي القديم.